أنهى قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، أول أمس، جلسة الاستنطاق التفصيلي للشرطي محمد بوعياد، المتهم بقتل زوجته ووالديها رميا بالرصاص من سلاحه الوظيفي. واستمر التحقيق مع مفتش الشرطة الممتاز زهاء 4 ساعات، جدد خلالها المتابع اعترافاته الأولية خلال مرحلة البحث التمهيدي، وحكى للقاضي بوشعيب ذكير تفاصيل جرائم القتل التي تورط فيها، في الخامس من فبراير الماضي، والتي راح ضحيتها زوجته «ر ت» وأمها «الغالية» ووالدها «محمد التقوى»، بعد تلقيهم عدة رصاصات عجلت بوفاتهم. وأفاد مصدر موثوق أن قاضي التحقيق، وبعد استكمال استنطاقه للمتهم، قرر توجيه استدعاء لمصرحين اثنين قصد الاستماع إلى شهاداتهما، ومقارنتها مع تصريحات المتهم الرئيسي، مع إمكانية إجراء مواجهة بين جميع الأطراف في حال ما إذا تبين للقاضي وجود تناقض في تصريحات جميع الأطراف. ونظمت عائلة الشرطي بوعياد، تزامنا مع جلسة التحقيق، وقفة أمام مبنى استئنافية القنيطرة، حضرها أقارب المتهم ومعارفه، وهم يحملون لافتة كبيرة تطالب المحكمة بالتخفيف من الحكم الذي ستصدره في حق هذا الأخير. وعلمت «المساء» أن مفتش الشرطة، الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المدني، وجه رسالة من داخل زنزانته، إلى سعاد التقوى، شقيقة زوجته الضحية رشيدة، التي كانت تعمل بمصلحة الأعمال الاجتماعية بولاية أمن القنيطرة، اعترف فيها بندمه على قتل شريكة حياته، التي وصفها بالزوجة الخدومة والمطيعة والحنونة، ووالديها، معتبرا ما ارتكبه من جرائم قتل ذنبا لا يُغفر. وحسب المصدر نفسه، فإن صاحب الرسالة، أسهب في ذكر الخصال الحميدة لضحاياه، وكتب متحدثا عن حماه «كان با محمد رحمه الله لا يتوانى في توفير ما نحتاجه أنا وزوجتي رشيدة من ضروريات وكماليات، بحكم معرفته بطبيعة العمل الذي كنا نعاني منه، وكذلك كانت أمي الغالية، التي كانت تكن لأطفالي حبا جما رحمها الله، ولن أنسى ما حييت، الموقف النبيل والرجولي الذي بدر منك أختي سعاد، حينما تدخلت للصلح بيني وبين أختك». وقال الشرطي بوعياد، «إن خطأ بسيطا مني ومن زوجتي..هو الذي أوقعني في اقتراف هذه الجريمة البشعة التي لم تكن في الحسبان..الغضب والشيطان أفقداني صوابي وأعميا بصيرتي..أتمنى لو صدر في حقي حكم بالإعدام لتنتهي حسرتي».