القنيطرة : إدريس بنمبارك علمت « اليوم24» من مصدر مطلع أن عناصر الشرطة القضائية، بولاية أمن القنيطرة، باشرت أبحاثها في اليوم الموالي مباشرة لمعرفة ملابسات قضية الشرطي محمد بوعياد، مرتكب جريمة القتل رميا بالرصاص في حق زوجته ووالديها، وذلك بفتح تحقيق دقيق مع المتهم وأفراد من عائلته، وبعض المقربين من الضحايا الثلاث لمعرفة الدوافع والأسباب التي جعلت مفتش الشرطة الممتاز يستعمل سلاحه الوظيفي ويرتكب ذلك الجرم بتلك الطريقة البشعة. المصدر ذاته أكد أنه تم تقديم المتهم، عشية أول أمس السبت، إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بتهمة القتل العمد واستعمال السلاح الناري الوظيفي، غير أن النيابة لم تقتنع بما جاء في المحاضر الرسمية، وارتأت تمديد الحراسة النظرية، وتعميق البحث مع المتهم وبعض الأطراف الأخرى، حيث تابعت تحقيقاتها في ملابسات القضية على أن تكون قد أحالت المتهم مساء أمس الأحد، أو يومه الاثنين على النيابة العامة من جديد. للإشارة، فبعد الانتهاء من التشريح الطبي الذي أمرت به النيابة العامة، فقد تم تسليم جثث الضحايا الثلاث إلى عائلة الزوجة، وتم دفنهم عصر يوم الجمعة بمقبرة القصبة بالمهدية. الجدير بالذكر أن الفاجعة التي اهتزت لها ساكنة القنيطرة، وتابعت أطوارها يوم الخميس الماضي منذ بدايتها إلى نهايتها، راج في أول الأمر حديث عن نشوب خلافات أسرية حادة دفعت بالشرطي (م ب) إلى استعمال سلاحه الوظيفي، واقترافه لجريمة القتل التي ذهب ضحيتها ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، حيث ظل متحصنا مع طفليه الصغيرين في شقته مطالبا بإحضار أفراد من عائلته قبل أن يسلمهم ابنيه الصغيرين، ويسلم نفسه وسلاحه الوظيفي، وسيكشف البحث التي قد تكون قامت به عناصر الشرطة القضائية حقيقة هذه المذبحة الرهيبة. يذكر أن مدينة القنيطرة اهتزت يوم الخميس الماضي على وقع جريمة بشعة بطلها شرطي، أقدم على تصفية زوجته الشرطية وصهريه رميا بالرصاص، وظل متحصنا مع طفليه الصغيرين في شقته قبل أن يسلم نفسه وسلاحه بعد مفاوضات عسيرة دامت ثلاث ساعات كاملة. وقد أوفدت المديرية العامة للأمن الوطني إلى عين المكان متخصصين في علم النفس، من أجل المساعدة في عملية التفاوض، حيث باشرت فرقة متخصصة بالتدخلات الأمنية مفاوضات مع رجل الأمن، مقترف جريمة القتل المروعة، من أجل أن يستجيب لطلبات التفاوض، والخروج من شقته، وتسليم نفسه وسلاحه الوظيفي خشية أن يقدم على عملية انتحارية رفقة رضيعه ذي الستة أشهر، وابنته، التي لم تكمل بعد سنتها الثانية. و بعد أخذ ورد، وحوار دام لحوالي ثلاث ساعات كاملة، استجابوا لطلب الشرطي القاضي بإحضار والديه من مدينة سيدي يحيى الغرب لينتهي مسلسل هذه المذبحة الرهيبة، بتقديم طفليه الصغيرين لوالديه، وتسليم نفسه وسلاحه الوظيفي للفرقة الأمنية التي أشرفت على هذه المفاوضات.