نظم آباء وأولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية الحسن الأول بعمالة سيدي عثمان بالبيضاء وقفة احتجاجية أمام باب المؤسسة، كما منع المحتجون أطفالهم من الالتحاق بفصولهم إلا إذا تم إيجاد حل لمشكل مياه الصرف الصحي التي تغرق المدرسة، حسب قول بعض الآباء، خاصة في فصل الشتاء. وعبر الآباء عن استيائهم لوجود مياه آسنة بقعر المؤسسة لأزيد من عشر سنوات، وهو ما أكده مدير المؤسسة، رغم أنها يفترض أن تكون رمزا للنظافة بالنسبة إلى التلاميذ، وهو ما سيؤثر سلبا لا محالة على صحة وسلامة الأطفال، خاصة أن المؤسسة تضم روضا للأطفال، ما قبل سن التمدرس، الذين يمكن أن يتخذوا من المياه العادمة مكانا للعب، علما أن أغلب ساعات اليوم يقضونها بالمؤسسة. وانتقلت عناصر الأجهزة المختصة، عصر أول أمس، بما فيها السلطات المحلية، جمعية آباء وأولياء التلاميذ، مسؤولين بنيابة ابن امسيك، وممثلي شركة ليديك، إلى المؤسسة المعنية للوقوف على المشكل ومحاولة إيجاد حل في أقرب وقت ممكن، خاصة بعد أن منع الآباء أطفالهم من الدخول إلى المؤسسة بسبب تخوفاتهم من الإصابة بالأمراض وإصابة البعض منهم بأمراض الحساسية، يؤكد أحد الآباء. وأكد اليوسفي، رئيس مصلحة التخطيط والتجهيز بنيابة ابن امسيك بالبيضاء، أن مشكل وجود المياه العادمة بمدرسة الحسن الأول هو مشكل هيكلي لا يقتصر على هذه المؤسسة فقط، بل يوجد بخمس مؤسسات تعليمية أخرى بالعمالة، من بينها أبو شعيب الدكالي، وابن حزم، والإمام الغزالي.. وأن المشكل يوجد بعمالات أخرى، إذ إنه يرتبط أساسا بعدم ربط شبكة مياه الصرف داخل المؤسسات بالشبكة الرئيسية، أو أن الشبكة تكون متآكلة بسبب عامل الزمن، وهو ما يؤدي إلى تسرب المياه، كما أن بعض المؤسسات توجد بمنطقة لم يتم ربطها بعد بشبكات المياه العادمة، ولا حتى بالمياه الصالحة للشرب، كما هو الشأن بالنسبة إلى إعدادية الإمام الغزالي. كما عزا اليوسفي سبب التأخر في الإصلاحات إلى قلة الاعتمادات المالية، وأن النيابة، في إطار المخطط الاستعجالي، بصدد ربط كل المؤسسات التابعة لها بالشبكة الرئيسية للمياه العادمة، وأن الأشغال انطلقت، أمس الثلاثاء، لحل المشكل بابتدائية الحسن الأول. ووصف المصدر نفسه منع الآباء أطفالهم من الدخول إلى المدرسة بالمغالاة على اعتبار أن الاجتماعات أجريت منذ أسبوعين لحل هذا المشكل، وهو ما نفاه أحد الآباء الذي أكد أن جمعية الآباء هي التي اتصلت بكل الجهات المعنية وأكدت لهم أنها ستنظم وقفة احتجاجية في ظل الظروف التي يتلقى فيها أبناؤهم تعليمهم، خاصة بعد أن فشلت المراسلات في وضع نقطة لمعاناة أطفالهم مع الروائح النتنة المنبعثة من هذه المياه، والتي تسببت للعديد من الأطفال في أمراض الحساسية، خاصة حساسية العيون، يؤكد الأب نفسه.