تطالب عائلة الشاب يوسف غزالة الشرطة القضائية بكشف ملابسات مقتل ابنها, في ظروف غامضة, الأسبوع الماضي . وتحكي العائلة، التي اتصلت ب«المساء»، أن يوسف (39 سنة) الذي قضى سنوات طويلة بفرنسا وإيطاليا التي عاد منها عام 2004، تلقى يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي مكالمة هاتفية من أصدقائه القدامى المتحدرين من قلعة السراغنة والذين عادوا من إيطاليا، وهو يتناول وجبة الغداء، واتفق معهم على أن يقابلهم بمقهى معروفة بعين الشق، حيث التقى بشخصين وشرب معهما القهوة، ثم انتقل معهما إلى مقهى أخرى بالمدينة. وأوضحت العائلة أن يوسف اتصل بأحد أصدقائه في حدود الساعة التاسعة مساء وطلب منه أن يلتحق به، ولكن الصديق رفض طلب يوسف لأنه كان متعبا. وتضيف العائلة أن الاتصال انقطع بيوسف، وعُلم في ما بعد أن جثته تم العثور عليها في حدود الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس بتاملالت، ناحية العطاوية، بالقرب من أحد الأسواق الأسبوعية. غير أن الدرك الملكي لم يخبر العائلة بمقتل ابنها إلا في حدود الساعة السادسة من بعد زوال يوم الجمعة. وحرر الدرك الملكي محضرا يؤكد فيه أن الشاب يوسف توفي بعدما صدمته سيارة وهربت. ولم يتم العثور على هاتفه المحمول، وكانت ساعته اليدوية مكسرة، كما وجدت معه بطاقة تعريفه الوطنية. غير أن العائلة التي سافرت يوم السبت الماضي إلى قلعة السراغنة من أجل معاينة جثة ابنها بمستودع الأموات بالقلعة،شككت في الفرضية التي جاءت في محضر الدرك غير خاصة لما لاحظت العائلة أن يوسف تعرض لرضوض غير عادية بأنحاء مختلفة من جسده (على مستوى الوجه والقفا واليدين والرجلين وغيرها). وأضافت العائلة أن الطبيب الشرعي بمستودع الأموات بقلعة السراغنة رفض إجراء الفحص الشرعي على الجثة لما رأى الحالة التي توجد عليها. حينها طلبت العائلة نقله إلى مستودع الأموات بمراكش من أجل إجراء تشريح طبي على الجثة، غير أن العائلة اصطدمت بعقبة الإجراءات البيروقراطية الإدارية، حسب تعبير العائلة. وبعد معاناة، تمكنت العائلة من نقله إلى مراكش، حيث قام طبيب شرعي بمستودع الأموات بمراكش بإجراء تشريح طبي على جثة يوسف، وقدم تقريره السري إلى الوكيل العام للملك، في حين أن العائلة قامت بنقل الجثة إلى الدارالبيضاء لتدفنه, صباح الأحد الماضي, بمقبرة الغفران. غير أن معاناة العائلة لم تنته مع دفن ابنها الذي كان في صحة جيدة وذا بنية جسمانية قوية، بل إن أسئلة كثيرة مازالت تؤرقها وتطالب الشرطة القضائية بإيجاد أجوبة شافية عنها. ومن بين تلك الأسئلة: من قتل ابنها يوسف؟ وكيف قتل؟ ومن هما الشخصان اللذان كانا رفقته عشية الأربعاء الماضي؟