مازالت قضية الطفل المغربي "يونس جراتلو" تستحوذ على اهتمام واسع من وسائل الإعلام والرأي العام البلجيكي. وبقيت التحقيقات على مدى الأسابيع الأخيرة تراوح مكانها دون ظهور أي خيط جديد يبدد الغموض عن قضية مقتل الطفل المغربي منذ العثور على جثته في أواخر شهر أكتوبر الماضي، وهي تطفو فوق مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني المتاخم للحدود البلجيكية الفرنسية. وشكل قرار إرسال لجنة من المحققين البلجيكيين إلى المغرب مع بداية الأسبوع المقبل، وعودة والدي الطفل إلى بلجيكا بعد قضائهم مدة طويلة في بلدهم الأصلي، بعد دفن جثمان ابنهما في المغرب حدثين هامين يمكنهما المساهمة في تقدم التحقيقات. وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية، أن لجنة للتحقيق ستنتقل إلى المغرب مع بداية الأسبوع المقبل من أجل مباشرة التحقيقات مع أفراد من عائلة الطفل، وليس والديه، لأنهما عادا قبل أيام إلى بلجيكا بعد قضاء أسابيع في المغرب. ويرجع المحققون الاهتمام بأفراد العائلة نظرا للمكالمات الهاتفية التي جمعت العائلة الصغيرة في بلجيكا وأفراد من العائلة في المغرب ليلة اختفاء يونس. وأكدت وسائل الإعلام البلجيكية نقلا عن مصادر طبية، أن التشريح أسفر عن إلغاء فرضية حادثة سير، وانكباب البحث عن فرضيات بديلة لتفسير الوفاة الغامضة للطفل. وأضافت المصادر ذاتها أن مكوث الجثة مدة طويلة في الماء زاد من صعوبة التحليلات وساهم في اختفاء الأدلة واندثارها. مشيرة إلى أن تحاليل دقيقة يتم القيام بها، لن يعلن عن نتائجها إلا بعد أسابيع. يشار إلى أن الطفل يونس جراتلو الذي لا يتجاوز عمرة أربع سنوات، اختفى ليلة الأحد/ الاثنين 25/26 أكتوبر الماضي في ظروف شديدة الغموض، بعد شجار حاد بين والديه وصفته النيابة العامة في حينه بالعنيف، اضطرت معه الأم إلى الخروج ليلا "لاستنشاق الهواء"، تاركة الباب مفتوحا، مما سهل انسلال يونس خارج المنزل دون إثارة انتباه أبيه الغاضب من جراء ما حدث. وبعد ساعات عادت الأم إلى المنزل لتلاحظ غياب ابنها يونس. وبمجرد إشعار الشرطة، قامت الأخيرة باستنطاق كل أفراد العائلة فورا، طيلة يومين، رغبة منها في الوصول إلى نتائج في أقصى سرعة ممكنة. وبعد مرور أيام، بدأت الشرطة وكل المتتبعين يفقدون الأمل بالعثور على يونس حيا، لكن بعد مدة طويلة من البحث عثر على يونس ميتا في مياه بحيرة كومين، الواقعة بإقليم تورني. وحسب اعترافات والدي يونس وأخيه الأكبر، اتضح للشرطة أن خلافا حادا نشب بين الزوجين ليلة الأحد 25 أكتوبر، خرج يونس بعدها، لكن كل أفراد العائلة نفوا بشكل قاطع أن تكون لهم يد في اختفائه. ولم تسفر التحقيقات التي خضع لها والد الطفل عن نتائج تذكر وأطلق سراحه بعد خضوعه للاستنطاق. ويعلق المتتبعون آمالا كبيرة في التحقيقات التي ستجري في المغرب من أجل تعزيز الملف بمعطيات جديدة يمكن أن تفك خيوط هذه القضية المتشابكة.