أكدت تحريات الشرطة البلجيكية المباشرة في حادث مصرع الطفل يونس جراتلو، البلجيكي من أصل مغربي، 4 سنوات، الذي وجدت جثته تطفو فوق مياه نهر ليز على الحدود البلجيكية الفرنسة، نونبر الماضي، أن الأمر لا يتعلق بحادثة سير. وأعلنت ماري كلود مارتينز، المدعية العامة لمدينة تورناي، أول أمس الأربعاء، في تصريحات صحفية، أن القاضية المسؤولة عن التحقيق استبعدت رسميا فرضية تعرض الطفل لحادثة سير، مضيفة أن لجنة قضائية للتحقيق، ستتجه إلى المغرب، لإجراء مقابلات مع أفراد عائلة الضحية بالمغرب. وأوضحت المدعية العامة أن لجنة التحقيق، التي تتكون من ثلاثة ضباط، ستنتقل إلى المغرب في غضون الأيام المقبلة، مضيفة أنه لم يكن ممكنا لأعضاء اللجنة أن يحلوا بالمغرب في دجنبر الماضي، كما أعلن عن ذلك سابقا، بسبب وجود جدول زمني وترتيبات مع السلطات المغربية، مبرزة أن مهمة المحققين تتحدد في الاستماع إلى باقي أفراد أسرة يونس في المغرب، ماعدا والديه. وكشفت ماري كلود مارتينز، النائبة العامة، التي خرجت عن صمتها، بعد أن امتنعت كثيرا عن الإدلاء بأي تصريحات حول نتائج التحقيق في قضية الطفل المغربي، أن التحقيقات في مقتل يونس والبحث عن أسباب وفاته، ما زالت جارية. وقالت المدعية العامة "هناك شيء واحد مؤكد الآن هو أن أطروحة الحادث المروري مستبعدة، ما يغلق واحدا من المسارات الكثيرة، التي يتبعها التحقيق لكشف غموض الجريمة"، مضيفة أن "الطفل قضى مدة طويلة في المياه، الأمر الذي عقد البحث في القضية وإظهار نتائج التشريح الطبي، وحتى الآن، فإن القاضية المكلفة بالتحقيق في القضية، فان دي نورتينغ، لا تتوفر سوى على النتائج الجزئية لتشريح الجثة". وأشارت المدعية العامة أنه وبناء على طلب من القاضية المكلفة بالتحقيق، وتحليل وتكامل الخبرات، التي ينجزها المختبر العلمي الفيدرالي، فإن "هذه الاختبارات تعتبر مرضية، وباقي النتائج ستكون معروفة في غضون أسابيع". وكان تعرض الطفل لحادث سير من بين الفرضيات، التي بحثها المحققون، مشيرين إلى أن الطفل، الذي غادر بيت والديه حافي القدمين، ربما صدمته إحدى السيارات، وللتخلص من جثته رماه السائق بالنهر، ليجرفها التيار، ويبرر أن وفاته كانت غرقا، لكن التحقيقات أبرزت استبعاد هذه الفرضية. وكان شقيق يونس جراتلو الأكبر، 9 سنوات، أعلن للمحققين أن شقيقه الأصغر استغل المشاداة بين والديهما، ليلة 25 أكتوبر الماضي، التي اختفى فيها عن الأنظار، ليغادر البيت عندما كان الباب مفتوحا، بمنطقة كومن البلجيكية. يذكر أن والدي الطفل يونس، عادا الجمعة الماضي، إلى محل إقامتهما بمنطقة كومين بلجيكا، ووفق تصريحات صحفية، فإن الوالدين مازالا يتشبثان ببراءتهما من مقتل طفلهما يونس، ويصران على متابعة مرتكب الجريمة، وكشف غموض مقتله.