كشف تقرير التشريح الطبي، الذي أخضعت له جثة الطفل المغربي يونس جراتلو، 4 سنوات، التي وجدت، الثلاثاء الماضي، غارقة فوق مياه نهر ليز بمنطقة كومين، على الحدود الفرنسية البلجيكية، أن الطفل يونس لم يمت غرقا بل توفي قبل إلقائه في الماء.وأفادت الصحف البلجيكية أن نتائج التشريح الطبي أبرزت أن رئتي الطفل يونس لم تكن مليئة بمياه النهر، ما يدل على أنه توفي قبل وضعه في الماء، في حين، رفضت وكيلة الملك بمدينة تورناي تأكيد صحة هذه المعلومات. وقالت جريدة "لوسوار" البلجيكية إن عملية تشريح جثة يونس، الذي اختفى مساء يوم 25 أكتوبر الماضي، من أمام منزل أسرته بمنطقة كومن، بعد مشاداة بين والديه، زادت من غموض وفاته، مضيفة أن تقرير التشريح الطبي أوضح أن الأطباء لم يجدوا أي آثار للماء برئتي الطفل، وأن "عدم وجود المياه يعني حتما أن الطفل توفي قبل أن ينتهي به المطاف في الماء". وأكد التلفزيون البلجيكي أن الطفل يونس لم يعثر عليه مربوط الذراعين أو الساقين، ولم يكن مصابا بسكتة دماغية نتيجة صدمه بسيارة، لكن كانت توجد عليه آثار كدمات واضحة أصيب بها في الآونة الأخيرة، وقالت جريدة "لوسوار" إن هذه المعلومات إن كانت صحيحة فإن مسار التحقيق في القضية سيأخذ مجرى آخر. أما المحكمة البلجيكية بتورناي، فامتنعت عن الإدلاء بأي تصريحات، إذ قال القاضي فان دن نورتغيت إنه سيبقى صامتا حتى لا يعيق عمل المحققين، ويعتزم مواصلة التحقيق في هدوء وسكينة لكشف غموض مقتل الطفل يونس، ولن يدلي بأي تصريحات أو اتصالات بشأن هذه المسألة. واستمعت الشرطة البلجيكية إلى والد الضحية محمد جراتلو، حول ظروف اختفاء ووفاة ابنه يونس، نهاية الأسبوع الماضي، لأزيد من ثماني ساعات، وبعد خروجه من مخفر الشرطة أكد والد الضحية لوسائل الإعلام أن الشرطة تشتبه به، وأنه جرى الاستماع إليه، لكنه أكد على براءته، وينتظر نتائج التحقيقات في القضية. كما أعلن والد الطفل أنه عين محاميا وسينتصب طرفا مطالبا بالحق المدني في قضية طفله. وقال والد الطفل في تصريحات للتلفزيون البلجيكي إن طفله لا يعرف سوى طريق البيت والمدرسة أو الملعب حيث يلعب كرة القدم، وأنه لا يعرف الذهاب إلى أي مكان أو إلى مسافات بعيدة عن منزل أسرته، مضيفا أنه لا يعتقد أن ابنه يستطيع السير إلى المكان، الذي عثر فيه على جثته. ومنذ الإعلان عن وفاة الطفل يونس جراتلو، أصبح منزله، حيث كان يعيش برفقة والديه، مزارا للعديد من المتضامنين مع قضيته، إذ كتبت مجموعة من عبارات الآسى والحزن على مقتله على باب المنزل والمرآب، كما وضعت العديد من باقات الأزهار ولعب الأطفال والشموع. وكانت وكيلة الملك لدى محكمة كومين البلجيكية، صرحت، الأسبوع الماضي، أن الجثة التي عثر عليها، مساء الثلاثاء الماضي، تعود إلى الطفل يونس، ذي الأربع سنوات، الذي اختفى عن الأنظار زهاء أسبوعين و نصف، و أضافت وكيلة الملك أن الملابس التي عثرت عليها فرقة الأبحاث البلجيكية على جثة الضحية، هي نفسها، التي تقدم بأوصافها والدا الطفل يونس، اللذان ينحدران من المغرب. و كانت قضية اختفاء الطفل يونس أثارت اهتمام الصحافة البلجيكية والفرنسية، وتجندت لها مصالح الانتربول حيث أطلقت الشرطة الدولية، يوم الأربعاء ماقبل الماضي، مذكرة بحث للبلدان ال188 الأعضاء بها من أجل العثور على الطفل. وكان يونس جراتلو غادر منزل أسرته بكومين في بلجيكا قرب الحدود مع فرنسا، ليلة الأحد/ الاثنين بعد شجار بين أبويه. ومنذ يوم التبليغ عن الاختفاء كثفت مصالح الشرطة البلجيكية أبحاثها على جانبي الحدود البلجيكية الفرنسية، كما قامت بتأطير مبادرات المواطنين للعثور على الطفل المختفي. وتستعمل مذكرة البحث، التي تحمل اسم "نوتيس جون" من طرف الأنتربول للمساعدة على تحديد مكان وجود الأشخاص المختفين، وعلى الخصوص القاصرين منهم. وجرى نشرها بطلب من الشرطة الفدرالية البلجيكية. وبدا أب الطفل يونس متوترا لدى سماعه بنبأ وفاة طفله، و رفض الإدلاء بأي تصريحات حينها.