ذكرت مصادر قضائية بلجيكية، أول أمس الاثنين، أن الشرطة الفيدرالية، من المنتظر أن ترسل، الأسبوع المقبل، لجنة تحقيق خاصة إلى المغرب، في إطار التحقيق القضائي، الذي تباشره، لكشف غموض مقتل يونس جراتلو، الطفل البلجيكي من أصل مغربي.، الذي وجد ميتا فوق مياه بحيرة ليز بمنطقة كومين على الحدود الفرنسية البلجيكية، يوم 10 نونبر الجاري، وشيعت مراسيم جنازته، السبت الماضي، بمقبرة الغفران بالدارالبيضاء. وأفادت المصادر القضائية أن قرار الشرطة الفيدرالية يأتي بعد إعلان تقرير التشريح الطبي على جثة الضحية يونس، الذي أكد أن الطفل قتل "خنقا" قبل إلقائه في مياه البحيرة، مضيفة أن التحقيق القضائي لم يكتمل بعد. واعتبرت المصادر نفسها أن أسرة الطفل ستضطر للبقاء بالدارالبيضاء، مدة شهر، بسبب مراسيم جنازة الضحية وتلقي العزاء، إضافة إلى حلول عيد الأضحى، مشيرة إلى أن الأسرة لن تتمكن من العودة، إلا بداية يناير المقبل. وأوضحت المصادر ذاتها أن لجنة التحقيق، المكونة من ثلاثة ضباط، ستحضر إلى المغرب، للاستماع إلى أفراد من عائلة الطفل يونس، كما ستستمع إلى أقوال والدته، التي حضرت إلى المغرب لتشييع الجنازة، مضيفة أن والدي الطفل يعيشان حاليا منفصلين،منذ اختفاء ابنهما، في 25 من أكتوبر الماضي. وتأمل الشرطة أن تتوصل لجنة التحقيق من خلال مقابلة والدة الضحية وبعض أفراد العائلة، وجمع أقوال المستجوبين، إلى معلومات ومؤشرات تفيد التحقيق في القضية. وكان محمد جراتلو، والد الطفل يونس، أكد في تصريحات صحفية، بعد ساعات من دفن ابنه في الدارالبيضاء، أن يونس توفي "خنقا"، أياما قليلة قبل إلقائه في البحيرة، والعثور على جثته هامدة فوق مياهها، مضيفا أن نتائج التشريح الطبي أكدت ذلك، ومشيرا إلى أن رئته لم تكن ممتلئة بمياه البحيرة. وقال جراتلو إنه اطلع على نتائج التشريح الطبي، التي أبرزت أن وفاة ابنه كانت "خنقا"، مضيفا "أعتقد أن شخصا ما اختطف يونس، يوم 25 أكتوبر، حين وجده في الشارع بمفرده، وربما كان المختطف يريد الاحتفاظ به لأيام عدة، لكنه، ربما، شعر بالرعب، عندما أطلقت "الأنتربول" مذكرة البحث الدولية عن ابني، والأبحاث المتواصلة للشرطة في بلجيكا وفرنسا، ما دفع هذا الشخص إلى قتل ابني خنقا، قبل أن يرمي بجثته في الماء، ليتخلص منها". وكانت النيابة العامة البلجيكية قدمت القليل من المعلومات حول تشريح جثة الصبي، ولم ترغب في التعليق على نتائج التشريح الطبي، التي أوردتها بعض الصحف البلجيكية، يومين بعد العثور على جثة الطفل، أو تأكيد صحتها، إذ قالت إن ذلك سيؤثر على مجريات التحقيق، وأنها ترغب في أن تترك المحققين يعملون في هدوء، لكن والد الطفل أكد نتائج التشريح الطبي، التي كشفت أن ابنه توفي "خنقا"، قبل إلقائه في البحيرة.