أسدلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة ليلة الثلاثاء الماضي، الستار عن الشوط القضائي الأول من سيناريو، جريمة مقتل المواطن الإيرلاندي المسمى قيد حياته (شهاب أندروكريستوفر)، وذلك بإدانة المتهمين بالسجن المؤبد، والباقي ما بين سنتين وسنة واحدة وأداء مبلغ تضامناً للمطالب بالحق المدني (مليون وخمسة ألف درهم).. وقبل صدور الحكم الجنائي الابتدائي، حاول دفاع الأظناء اقناع المحكمة، ببراءة المتهمين الستة، من التهم التي يتابعهم بها قاضي التحقيق مطالبين بتعميق البحث في كثير من الأمور الغامضة، والتي اعتبروها أساسية في اجلاء الحقيقة، وخاصة ما يتعلق منها بشرطي المطار، وشرطي الميناء، مع الإشارة لبعض الأسماء التي لم يتم متابعتها واحالتها ضمن باقي المتهمين.. غير أن ممثل النيابة العامة، كان واثقاً في رده وتعقيبه على تدخلات دفاع الأظناء، حيث صحح للبعض المعطيات المغلوطة، ومنها الإدعاء بإطلاق سراح بعض المشبوهين، أو عدم متابعة البعض ممن وردت أسماؤهم في شكاية زوجة الهالك، بل وطالب من هيئة المحكمة تكييف فصول المتابعة إذا ما ارتأت ذلك.. وفي انتظار الشوط القضائي الثاني من سيناريو جريمة مقتل المواطن الإيرلاندي (شهاب أندرو كريستوفر)، والذي من المتوقع أن تثار فيه معطيات جديدة لغموض جوانبه المتعددة داخل المغرب وخارجه، نشير إلى أن المحكمة التي ناقشت الملف في جلستين، مكنت عائلة الضحية الإيرلانديين، من وسيلة متابعة كل ماراج اثناء الجلستين، من مناقشات، وتصريحات، وشهادات، ومرافعات، وتعقيبات، ومنطوق الحكم داخل القاعة، بواسطة جهاز الترجمة الإنجليزية الفورية.. ولتقريب الملف القضائي من القراء، ننشر ملخصاً، لأمر الإحالة على غرفة الجنايات، الصادر عن السيد قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بطنجة الأستاذ المستشار محمد حيدور ( ملف عدد 2007.71 غ 2، قرار رقم 61).. الوقائع: «بناء على مسطرة البحث التمهيدي الذي باشرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء بمقتضى المحضر عدد (225 / ف و ش ق بتاريخ 2007/6/30 والذي قُدم بموجبه أمام هذه النيابة العامة كل من (ع.ب.) و(ي.ح.) و(ع.م.) و (و.ح.) و (ح.س) و (م.ق.) و (م.ط) و (إ.م)، وبناء على المحاضر المنجزة في الموضوع من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عدد (255 / ف و ش ق)، وعدد (1732 وعدد (226) وعدد (232).. والتي يستفاد منها، أنه بتاريخ (5/14 / 2007)، تقدمت الى مقر الدائرة الثالثة للشرطة بطنجة المسماة (سندس كميرة) وصرحت أن زوجها الإيرلاندي الجنسية المسمى (شهاب أندروكريستفر) المتخفي، يمتلك مصنعاً للخياطة (...) بالمنطقة الصناعية بطنجة، كما أنه يملك مصنعاً آخر (...) بنفس المنطقة، إلاّ أنه مُقفل وأراد زوجها بيعه، ومنذ خمسة عشر يوماً، أخبرها زوجها المختفي أن شخصين كنديين، سيشتريان منه المصنعين معاً، دون أن يخبرها بالتفاصيل، وبتاريخ 2007/5/8 حوالي الساعة السابعة مساء، غادر زوجها المنزل، على أساس أنه متوجه إلى مدينة سبتةالمحتلة، للقاء الشخصين الكنديين، والاتفاق معهما على عملية البيع.. وحوالي الساعة التاسعة والنصف، اتصلت به عبر هاتفه النقال، فأخبرها أنه ألغى سفره الى سبتة السليبة، وأنه موجود بأحد المطاعم بطنجة رفقة أحد الكنديين، وأنهما ينتظران الكندي الآخر، دون أن يخبرها باسم المطعم ولا باسم الشخصين الكنديين، وحوالي منتصف الليل، اتصلت به، لكن هاتفه كان غير مشغل، وقد حاولت الاتصال به عدة مرات، دون جدوى، فاعتقدت أنه توجه إلى سبتةالمحتلة، وقد اتصلت بجميع أصدقائه لكن لا أحد منهم شاهده مضيفة أن كاتبة زوجها المدعوة (الباتول)، أخبرتها أن شخصاً يدعى (عصام) هو الذي كان يتوسط في عملية بيع المصنعين، وأن احد الشخصين الكنديين اللذين كانا يشتريان المصنعين، يدعى (عبدو)، وهو مغربي ربما يحمل الجنسية الكندية، ذاكرة بأن زوجها المختفي، كان يمر خلال الفترة الأخيرة، بضائقة مالية، خصوصاً وأن إحدى شركاته تعرضت للإفلاس، كما أن الأخرى في طريقها الى الإفلاس، كما أن واقعة ترحيل ابنه المجند بالجيش البريطاني الى العراق، أثرت عليه، وأنها اتصلت بجميع أصدقاء زوجها من بينهم (ح.ر.) و (ي.ل.) و(ع.غ.)، لكن ، لا أحداً منهم شاهده خلال الأيام الأخيرة، وأنها يوم 2007/5/17، توجهت إلى وكالة (ت.و.ب) بطنجة، فتوصلت بمعلومات، أنه خلال فترة اختفاء زوجها، سُحبت مبالغ مالية من حساب زوجها، الاّ أنها تجهل قدره، وكذا الشخص الذي قام بسحبه ومكان سحبه. واستُمع الى المسماة (الباتول.غ.) فصرحت بأنها تعمل كاتبة بمصنع الخياطة (ك.د) لصاحبه (ش.أ.ك.) ونظراً للكساد الذي يعرفه ميدان الخياطة، فقد أصبح مشغلها المذكور، يعرض مصنعه للبيع وكذا المصنع الآخر (ط.) الذي تم اقفاله، وخلال شهر أبريل اتصل بها مشغلها الضحية، وأخبرها أن شخصاً يدعى (عصام)، سيحضر الى المصنع لأخذ صور شمسية لوثائق المصنع، وبالفعل حضر وسلمته النسخ، وبعد ذلك اتصل بها مشغلها، وسلمها رقم هاتف نقال، وطلب منها الاتصال بصاحبه يوم الاثنين، ومرافقته لمعاينة المصنعين، وبالفعل اتصلت بالشخص المذكور، وكان مرفوقاً بالمسمى (عصام)، وتوجهوا إلى مصنع (ط.) المقفل، وبعد معاينته، توجهوا الى مصنع (ك.د.) ومنذ ذلك التاريخ، لم تشاهد الشخصين المذكورين، ويوم فاتح ماي، سلمت ظرفاً بمبلغ (2000) درهم للمدعو (عصام) الذي يتوسط في عملية بيع المصنعين، أما المشتري، فهو شخص مغربي يحمل الجنسية الكندية، ويدعى (عبدو). ويوم 11 ماي، اتصلت بها زوجة مشغلها، وأخبرتها بأن زوجها اختفى منذ 8 ماي، فأخبرتها بأنها اتصلت به بدورها عدة مرات، الاّ أن رقمه الهاتفي يجيبها بالعلبة الصوتية ويوم السبت اتصلت بالمدعو (عصام) عبر هاتفه، وأخبرته باختفاء مشغلها، فأخبرها بأن آخر مرة شاهده فيها كانت يوم 8 ماي، حيث تناولوا جميعاً العشاء بمطعم (ش.ب)، كما تناولوا مشروباً بالمقهى (ت). وان الضحية التقى ببعض أصدقائه، وافترق عنه، وأنه لم يشاهده منذ ذلك الوقت، وأنه ضرب له موعداً للقاء به يوم 14 ماي، وأنه يجهل الظروف التي اختفى فيها مشغلها. واستُمع الى المعنية بالأمر للمرة الثانية يو 2007/5/19. حيث تم عرض المسمى (ع.م) عليها، فتعرفت عليه، وأكدت بأن مشغلها المختفي، سبق له أن عرفه عليها باسم (عبدو) على أساس أنه مهتم بصفقة المصنعين المعروضين للبيع، وأنه اتصل بها مرتين، وأخبرها بأن والد زوجته هو الذي يريد شراء المصنعين. واستمع الى المسمى (ع م)، فصرح بأنه منذ حوالي ثلاثة أشهر تقريباً، علم عن طريق صديقه (عصام . م) وكذا أجنبي يدعى (روبير)، أن المختفي يود بيع مصنعين في ملكه، وعرضا عليه شراء المصنعين او البحث عن مشتر لهما، الاّ أنه رفض، وأمام إلحاحهما، وعد المدعو (عصام) بدراسة الموضوع، بعدما أخبره ان أحد المصنعين، يبيعه صاحبه بمبلغ (300) مليون سنتيم، وانه اتصل بصديقه (ح س) المقيم بكندا، وعرض عليه الموضوع، فتردد في البداية، إلاّ أنه أبدى رغبته في اقتناء المصنعين، ولما أخبر بذلك المدعو (عصام)، عرفه بالمسماة (الباتول) التي تسير المصنع الذي يريد الأجنبي بيعه، وأنه التقى بهذه الأخيرة مرة واحدة بالمصنع، أكدت له ان مشغلها يود فعلا بيع المصنع، وبعد ذلك، قام كل من (عصام) و(الباتول) بتنظيم لقاء له مع الأجنبي الذي التقى به فعلاً رفقة المدعو (عصام) بأحد المطاعم بطنجة.. لكن الأجنبي التقى بشخص يتكلم الاسبانية، وفتاتين، وغادر رفقتهم، في حين بقي هو بمقهى (ط.) ومنذ ذلك الوقت، لم يلتق به الى أن علم من خلال المسماة (الباتول) باختفائه. وبتاريخ 16 ماي توجه رفقة (و . ح.) على متن سيارته الى الدارالبيضاء، حيث التقى لوحده بصديقه (ح .س) الذي حضر من كندا لشراء المصنع، وانه أخبره بأن الأجنبي البائع قد اختفى كما أنه التقى نفس اليوم بالمدعو (عصام)، إلاّ أنه لم يتحدث معه في الموضوع. واستُمع الى المسمى (ح. س)، فصرح بأنه خلال شهر أبريل، وأثناء وجوده بكندا، تلقى مكالمة هاتفية من صديقه (ع. م) الذي يقيم هو أيضاً بكندا، وأخبره أن أجنبياً يود بيع مصنع للخياطة بطنجة، وبعد أخذ ورد، وعده بالحضور الى المغرب لمعاينة المصنع، وإتمام اجراءات البيع، وقد زوده صديقه (ع.م) الأجنبي برقم هاتفه، حيث اتصل به الأجنبي، وأخبره بأنه هو الشخص الذي يرغب في بيع المصنع، وبتاريخ 2007/5/16، دخل الى المغرب عبر مطار طنجة، ووجد في استقباله كلاًّ من (ع. م ) و(عصام)، فتوجها مباشرةالى فاس، وفي طريقهم، أخبراه بأن الأجنبي اختفى، وبعد ذلك، تلقى (ع. م) مكالمة من شرطة طنجة، فاستجاب لاستدعائها ، ذاكراً بأنه يجهل كل شيء عن اختفاء الاجنبي»...