في الجزء الأول من سيناريو جريمة مقتل المواطن الإيرلاندي المسمى قيد حياته (شيهان أندرو كريستوفر)، نشرنا الوقائع الممهدة لتنفيذ جريمة القتل، كما هي مدونة في أمر الإحالة على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة من لدن السيد قاضي التحقيق بالغرفة الثانية. وننشر اليوم الجزء الثاني من الوقائع الواردة في أمر الإحالة: «... في إطار البحث في موضوع اختفاء الأجنبي (كريم أندرو شيهان)، تم الاستماع إلى المسمى (م .ط) مفتش الشرطة بمطار ابن بطوطة بطنجة، فصرح بأنه بتاريخ (2007/5/19)، استأنف عمله الساعة التاسعة صباحا إلى آخر رحلة قادمة من الدارالبيضاء على الساعة 23 و55 دقيقة، وأنه لا يعرف، ولم يسبق له أن شاهد الأجنبي المختفي، ولا يعرف زوجته (سندس)، ولا عائلته، وبخصوص إدراج اسمه بالناظم المعلوماتي الخاص بشرطة الحدود بواسطة قِنِّهِ السري، على أساس أنه غادر المغرب عبر مطار ابن بطوطة يوم 2007/5/19، صرح بأنه من المحتمل أن يكون قد حصل بالخطأ، حيث أن أرقام تمييز الأجانب تتشابه من حيث التسلسل، ومن المحتمل أن يكون قد أُدرج رقم تمييز المعني بالأمر، عن طريق الخطأ أثناء إدراجه لرقم يخص شخصا أجنبيا آخر والذي غادر فعلا... كما تم الاستماع إلى المسمى (إدريس الميلودي) مفتش الشرطة بميناء طنجة، فصرح بخصوص جُذَاذة المغادرة عبر ميناء طنجة الخاص بالمواطن الإيرلاندي، والذي تبين من خلالها أنه غادر ميناء طنجة بتاريخ 2007/5/13، أن خاتم شرطة الحدود الخاص بالخروج، يخصه، ذلك أنه بتاريخ (2007/5/13) بدأ عمله في الساعة (5) صباحا، وكان مكلفا بشباك المسافرين الراجلين، حيث يقوم بختم جوازات سفر الأشخاص المغادرين خلال جميع الرحلات التي تقوم بها البواخر، مؤكدا أن صاحب الجذاذة، تقدم أمامه بالشباك للمغادرة، وقام بالتأشير على جواز سفره، لأنه لا يقوم بختم أي جواز، إلا إذا تقدم صاحبه وتيقن منه. واستُمع من جديد لزوجة المختفي (سندس)، وبعد عرض جذاذة المغادرة عبر ميناء طنجة التي تخص زوجها المختفي، صرحت بأن الكتابة الموجودة على الجذاذة لا تخص زوجها خصوصا وأن المعلومات الواردة بها، غير صحيحة، خصوصا سنة الازدياد والمهنة. وفي إطار تعميق البحث أكثر في النازلة، عملت النيابة العامة على تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بمهمة البحث والتحري، لفك المتناقضات التي واجهت التحريات، سيما أنه تبين بأن أيادي خفية تخطط لتضليل الحقيقة وتغيير مسار البحث، بعدما وُجهت أصابع الاتهام إلى المسمى (ع .ب) الذي بقي متواريا عن الأنظار منذ اختفاء الأجنبي، خاصة وأن المعلومات التي تم التوصل إليها، أوضحت بأنه قام بسحب مبلغ مالي قدره (36.000) درهم بواسطة شيك في اسم المواطن الإيرلاندي المختفي، من وكالة (ت.و.ب)، والذي سبق تحرير برقية بحث في حقه على الصعيد الوطني، وكذا المسميين (ع.م ) و(ح. س) وإغلاق الحدود في حقهم، تجسد في وجود ثلاثة عشر طعنة على مستوى البطن، وثلاث طعنات على مستوى الرأس، وخمس طعنات على مستوى الوجه، وطعنة على مستوى العنق، هذه الأخيرة، أدت إلى الوفاة، وقد تم إحضار زوجة الضحية المسماة (سندس) إلى مصلحة الطب الشرعي بطنجة، حيث بعد معاينتها للجثة، تعرفت عليه. وقد تم الانتقال إلى منزل المسمى (ع. ب) وإجراء تفتيش بداخله، أسفر عن حجز مجموعة من الإثباتات المادية، المتمثلة في المطرقة أداة الجريمة، كما تم حجز بعض الملابس الخاصة به عليها بقع الدم، وكذا حذاء رياضي يحمل أيضا آثار الدم، تمت إحالتها على مختبر الشرطة العلمية، كما دلهم (ع. ب) على مكان وجود السكين الذي استعمل في ارتكاب الجريمة، وعلى إحدى قنوات تصريف المياه، حيث وُجدت بداخله بعض الأغراض الشخصية للضحية، المتمثلة في هاتف خلوي، وساعة يدوية. وبإرشاد من (عصام) تم إيقاف (ي. ح) الذي عثر بحوزته على سلسلة من المعدن الأصفر بعنقه أفاد تلقائيا أنها تخص الضحية، كما تم العثور بداخل مسكنه، على سترة تحمل بقعا للدم تم حجزها. وعلى هذا الأساس، تم توحيد الجهود بين مختلف المصالح الأمنية، حيث تم إيقاف المسمى (ع. ب) ومن معه، مختبئا بمدينة فاس بتاريخ 2007/6/27 برفقة كل من (ع. م) و(و.ح). وبعد البحث الأولي مع (ع. ب) اعترف بقيامه عقب تصميم مسبق، وبمشاركة كل من (ع.م) و(ي. ح) بقتل الايرلاندي الجنسية المسمى قيد حياته (كريم أندرو شيهان) مؤكدا بأنه بعد عملية قتله، عمدوا إلى دفن جثته بمقلع للأحجار يوجد بضواحي مدينة طنجة في اتجاه مدينة تطوان، وبعد الانتقال والوقوف عند مقلع للأحجار مهجور في ملكية أحد أقرباء (ع.م)، أرشد المسمى (ع. ب)، الضابطة القضائية عن مكان دفن الجثة تحت أرضية بإحدى الغرف مغطاة بالإسمنت، وبعد حفر أرضية غرفة داخل المقلع، تم العثور على جثة في طور التحلل، تبين من خلال المعاينة الأولية، أنها لشخص ذكر، لازال مرتديا لباسه، وملفوفا في كيس بلاستيكي شفاف، حيث تم نقله إلى مستودع الأموات، وأُخضع لتشريح دقيق، خلص إلى كون وفاته، كانت غير طبيعية، وأنه تعرض للعنف، وقد اعترف المسمى (عصام ) بالدوافع التي كانت وراء اقترافه لجريمة القتل، رفقة مشاركيه، وذلك بدافع الاستيلاء على شركتي الهالك، حيث اقترح على شريكه (ع.م) فكرة التدخل كوسيط في عملية بيع الشركتين، مقابل عمولة... ... بعد الاتفاق على ارتكابهم لجريمة القتل في حق (شيهان)، بدأوا التخطيط للعملية، وقرروا قتله بمقر الشركة التي يقوم المسمى (الحرشاوي) بحراستها، وفي يوم تنفيذ الجريمة أوهموا الضحية، بضرورة حمل جواز سفره، بغية ملاقاة شخص بمدينة سبتةالمحتلة، يود اقتناء شركتيه، لكن في حقيقة الأمر، كانت نيتهما، هي الاستحواذ على جواز سفره، بعد قتله، لاستعماله في عملية عبور وهمية لتضليل البحث، وفي ليلة 9/8 ماي 2007، حضر المسمى (كريم شيهان أندرو)، وبحوزته جواز سفره للقاء (ع.م)، بناء على موعد مسبق بينهما، لكن هذا الأخير اعتذر للضحية، لعدم حضور الشخص الراغب في شراء الشركة، وبعد ذلك استضافه بحانة من أجل قضاء سهرة بها، حيث توجها صوب مطعم وحانة (ش.ب)... في تلك الآونة، كان المسمى (ع.ب) يترصد للضحية بمقر شركة (NEDELWERK) وذلك بعدما تناول الجعة واستهلك كمية من الكوكايين استعدادا للقيام بعملية القتل المتفق عليها... وحوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، تلقى (ي. ح) مكالمة هاتفية من (عبد المنعم) أخبره أنه على مقربة من الشركة، ساعتها تناول (ع. ب) المطرقة من الصندوق الخلفي للسيارة، وسلمها ل«ياسين الحرشاوي»، فيما حمل هو، أنبوباً حديدياً وجده بمقر الشركة، وبعد وصول المسمى (كريم شيهان) رفقة (ع. ب) على متن سيارة الضحية، ترصد كل من (ع.ب) و(ي. ح)، حيث باغته هذا الأخير فور نزوله من السيارة ودخوله المصنع، بضربة قوية من الخلف، جعلته يفقد توازنه ويسقط أرضا، في تلك اللحظة، انهال عليه (ع.ب) بواسطة أنبوب حديدي بضربات على مستوى مرفقيه، فيما طعنه (عبد المنعم الموساوي) بواسطة سكين، ليجهز عليه (ي. ح) بطعنة قاتلة على مستوى عنقه، وبعدما لفظ الضحية أنفاسه، تم الاستيلاء على جواز سفره وكذا سيارته، ووثائقها، وحاجياته الشخصية، فيما تم التخلص من الجثة، بدفنها بمقلع الأحجار بمحاذاة طريق طنجة تطوان، بالاستعانة بالطفل (خ.ش)، ومن دون علمه، لتبليط مكان مواراة الجثة ولإبعاد الشكوك عنه، قام (ع.ب) بوضع سيارة الضحية، بضيعة يملكها ابن عمه بالطريق المؤدية إلى كرسيف، وعاد إلى طنجة عبر القطار، حيث سلم (عبد المنعم)، مفاتيح السيارة ووثائقها الخاصة بها، بعد ذلك اقتادها المسمى (و. ح) بناء على طلب خاله (ع.م) من مدينة كرسيف إلى فاس، حيث تم إخفاؤها بمرآب هناك. وبتاريخ 2007/5/16 قدم المسمى (ح .س) من كندا لشراء الشركة موضوع البيع من طرف الضحية، حيث تم استقباله بمطار ابن بطوطة بطنجة من طرف (ع.ب) و(ع.م)، وتوجهوا إلى مدينة فاس، وأثناء السفر، استفسر (م.س) عن المواطن الإيرلاندي، فأخبره (ع.م) بأنه قد غادر أرض الوطن وأن زوجته قد قامت بتسجيل شكاية لدى الشرطة بشأن اختفائه... وفي الصباح الموالي، غادر كل من (ح. س) و(ع.م) إلى طنجة، فيما بقي (عصام) بمدينة فاس، إلى غاية اليوم الموالي، حيث سافر بدوره إلى طنجة، والتقى ب(ع.م) الذي أخبره أن الشرطة بحثت معه في قضية اختفاء (كريم شيهان) وأنهما من الأشخاص المشتبه فيهما في القضية، ليعود من جديد (عصام) إلى مدينة فاس، حيث أقام في منزل (عديل المتيوي) وتخلص من هاتفه النقال، واقتنى بطاقة إسبانية أخرى، حيث عمل على الاتصال بأفراد عائلته من أجل إيهامهم كونه غادر أرض الوطن. وجاءت تصريحات المسمى (ي.ح) مطابقة لتصريحات (ع. ب)، حيث اعترف بمساهمته في عملية القتل الذي كان ضحيتها المواطن الإيرلاندي (كريم شيهان)، مؤكدا بأنه وجه إليه ضربة على مستوى رأسه من الخلف بواسطة مطرقة، حينها انهال عليه (ع. ب) بقضيب حديدي، مضيفا أنه وجه للضحية ضربة ثانية قوية على مستوى رأسه، فسقط على إثرها أرضا، وواصل كل من (عصام) و(عبد المنعم) طعن الضحية بواسطة سكين، حينها تسلم السكين، ووجه له طعنة على مستوى عنق الضحية والتي على إثرها فارق الحياة، مستوليا على سلسلة من المعدن الأصفر، هذا الفعل الجرمي، قام به عن عمد، وباتفاق مسبق مع السالفي الذكر، مقابل مبلغ مالي قدره مائة ألف درهم، لم يتسلم منها، سوى مبلغ (700) درهم من (ع.م)، إصراره على جريمته، قاده إلى المساهمة في إخفاء الجثة، بعدما قام بإزالة أثر الدم من مكان وقوعها...».