يطمح مهنيو ومنتجو البيض إلى بلوغ متوسط استهلاك المغربي من هذه المادة لأكثر مما هو عليه الحال الآن أي أقل من 117 بيضة سنويا للفرد الواحد، وذلك على المدى القريب، حيث صرح عبد اللطيف زعيم، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي البيض، أن استهلاك البيض بالمغرب لا يزال ضعيفا مقارنة مع الاستهلاك في دول أخرى مثل تونس التي يستهلك الفرد بها 160 بيضة سنويا ،أما في الصين فيبلغ المتوسط الفردي 349 بيضة سنويا، و فرنسا 245 بيضة ، لكنه الوقت نفسه اعتبر أن معدل الاستهلاك السنوي الفردي بالمغرب عرف ارتفاعا ملحوظا ما بين 1970 و 2008، حيث انتقل من 21 بيضة للفرد إلى 117 بيضة حاليا . وأضاف زعيم، خلال لقاء صحفي أقيم أول أمس بالدار البيضاء،أن العادات الغذائية للمغاربة لا تدخل مادة البيض كحاجة ضرورية يجب أن تستهلك يوميا باعتبار البيض لديه قيمة غذائية مرتفعة، باستثناء شهر رمضان الذي يستهلك فيه المغاربة البيض بشكل كبير، فرغم أنه في الشهر الكريم يرتفع ثمنه فإن الطلب يكون أكثر من العرض ، وبالنسبة للمنتجين يعتبر شهر رمضان أحسن فترة لاسترجاع الأرباح بعد عدة فترات يكون ثمن البيض خلالها يقل عن 50 سنتيما ،معتبرا أن أهم مشكل يؤرق المهنيين حاليا هو عدم استقرار أثمان البيض بالمغرب طيلة السنة مما ينتج عنه خسائر تقدر بالملايين يتكبدها المنتجون. وبلغ عدد الاستثمارات في قطاع إنتاج بيض الاستهلاك حوالي ملياري درهم، وحقق رقم معاملات يقدر بأكثر من 4.5 ملايير درهم، ويبلغ إنتاج المغرب من البيض 3.7 مليار بيضة سنويا أي بمعدل 12 مليون بيضة يوميا، ويستهلك المغاربة سنويا 117بيضة للفرد بمعدل نمو سنوي يقارب 6 في المائة خلال الثلاثة عقود الأخيرة ولا يستورد المغرب حاجياته من هذه المادة، إذ يغطي الإنتاج الوطني الاكتفاء الذاتي من البيض. وبالنسبة للبيض المستورد، قال زعيم إن البيض المغربي تنافسيته ضعيفة بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالبلدان المتربصة بالسوق المغربي، ومنذ مدة يطالب المنتجون المغاربة المنضوون تحت لواء الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك ، بحمايتهم من المنافسة الأجنبية التي يستفيد أصحابها في بلدانهم من امتيازات غير متوفرة لنظرائهم المغاربة، غير أنه أكد في نفس الوقت أنهم لا يتخوفون من صادرات البيض الأجنبية إلى المغرب إذا ما توفرت للمنتجين المغاربة نفس شروط الإنتاج،فنحن « نستورد أكثر من 90 في المائة من علف الدواجن من الخارج وما يستتبع ذلك من جمارك وضرائب متفاوتة ،أما بأوربا فإن تحفيزات الإنتاج والإعفاءات الضريبية جد متوفرة»، لكنه اعتبر أن التخوف من غزو البيض الأجنبي للسوق المغربية ليس حاضرا هذه السنة على الأقل باعتبار أن جميع الاتفاقيات التي كانت ستبرم مع الاتحاد الأوربي حول تصدير البيض الأوربي أجلت بسبب الأزمة المالية.
