سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نصاب يستغل شبهه ببودربالة ليخطب فتاة باسمه وآخر ينصب على بصير مدعيا أنه رجل أعمال وصديق العائلة محتالون اخترقوا المشهد الرياضي للإيقاع بلاعبين اشتهروا بحيلهم في الملاعب
ارتبطت جرائم النصب والاحتيال في مخيلة المواطن بالتمويه، حيث كلما ازدادت جرعة الخداع ترتفع حظوظ نجاح المقلب، ولا شك أن الانتعاش الملحوظ في جرائم النصب والاحتيال يسببه استمرار الضحايا في التحلي بالبساطة والسذاجة. لكن المفارقة الغريبة في هذا النوع من الجرائم، هي أن الرياضي الذي يملك، على أرضية الملاعب، كل مقومات الخداع وحضور البديهة، سرعان ما يسقط في شباك محتالين لهم القدرة على تمويه نجوم الرياضة والإطاحة بهم عبر مقالب تختلف خططها، لكنها تنتهي بحبكة جيدة غالبا ما يفضل المجني عليه إحاطتها بالتكتم. في هذا الروبورطاج تكشف «المساء» عن حكايات رياضيين مغاربة سقطوا في مصيدة الشرود، وانضموا إلى لائحة ضحايا جرائم النصب والاحتيال. يعتقد كثير من الرياضيين أن نجوميتهم تحقق لهم المناعة الكافية ضد كل أشكال الاختراق، لكن العديد من محترفي النصب يفضلون نصب كمائنهم على اللاعبين اعتمادا على سيناريوهات محبوكة، غالبا ما تطيح بأسماء شهيرة في المصيدة. تختلف أساليب الاختراق من حالة إلى أخرى، إلا أنها تتوحد من أجل كسب الجاه وأحيانا الشهرة بأقل عناء، يكفي التمكن من آليات النصب وضبطها، والتعامل بالسرية التامة في مختلف مراحل إنجاز المقلب لضمان نسبة أعلى من النجاح. أغلب الرياضيين تعرضوا لمقالب جعلتهم يلطمون خدودهم من شدة الأسف، وجل العمليات كانت تسعى إلى كسب المال بأقل عناء. أغلب الرياضيين ضحايا عمليات النصب والاحتيال يفضلون الهروب نحو ضفة الصمت، كي لا تتحول العملية إلى مادة إعلامية دسمة، تجعل من النجم كائنا مهزوما مغفلا، والبعض لا يمانع في «إعادة تمثيل الجريمة إعلاميا» أملا في التصدي لكائنات قررت اختراق معقل الرياضة والرياضيين. صلاح الدين بصير الأكثر عرضة للنصب والاحتيال يعتبر اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم أكثر نجوم الرياضة الوطنية عرضة للنصب والاحتيال، ليس لسذاجته، بل لطيبوبته وجرعة الثقة الزائدة، والحس التضامني الذي يسكنه. يفضل صلاح الدين عدم الكشف عن الكثير من المقالب التي تعرض لها، سواء حين كان لاعبا أو بعدما اعتزل الكرة. أشهر عمليات النصب التي تعرض لها صلاح الدين، كانت في مدينة لاكورونيا، حين رن هاتفه ذات يوم وحمل إليه صوت شخص قدم نفسه كصديق قديم ورجل أعمال من الدارالبيضاء. يروي بصير وقائع المقلب بكثير من الحسرة: «بعد أن أنهيت حصة تدريبية مع نادي لاكورونيا الإسباني تبين لي أن المدرب الذي كنت على خلاف معه وضعني خارج اللائحة التي ستخوض إحدى مباريات الدوري الإسباني، انتابتني حالة من الغضب لأنني لن أرافق فريقي رغم أنني كنت في أفضل حالاتي، عدت إلى البيت فتلقيت مكالمة هاتفية لم أود الرد عليها لأنني كنت أريد أن أظل وحيدا لكن الرنين تكرر. حملت السماعة فأخبرني شخص أنه يتواجد في لاكورونيا، وأكد لي معرفته بي وبأسرتي، توجهت إلى المكان الذي حدده لي وعدنا سويا إلى البيت ليباشر عملية النصب». قال الضيف الثقيل لصلاح الدين إنه من رجال الأعمال المغاربة، وإنه جاء إلى إسبانيا لإبرام صفقة تجارية، ويحتاج إلى قدر من المال، سأله بصير عن المبلغ المطلوب، فكانت المفاجأة تكمن في حجم المبلغ المالي الذي أصر على أن يأخذه بالعملة الصعبة، في اليوم الموالي توجها معا إلى البنك ليسحب اللاعب المبلغ ويسلمه للمحتال الذي وعده بتسليمه لأحد أشقاء بصير فور العودة إلى الدارالبيضاء، لكن الرجل اختفى عن الأنظار قبل أن يكشف بصير مكانه ويقرر بعد أن يسلمه نسبة ضئيلة من المبلغ ويستعطفه بعدم اللجوء إلى الشرطة أو التشهير به. ظل بصير عرضة للمكائد التي ما أن يغادر واحدة حتى يسقط في الأخرى، فقد استغل أحد أرباب النقل العمومي طيبوبة اللاعب الدولي ليمارس عليه شكلا آخر من أشكال النصب. بدأت الحكاية حين استأجر بصير مأذونية «كريمة» حافلة للنقل العمومي لشخص قدمه له أحد الوسطاء كرجل مشبع بالثقة والنزاهة، كانت الرخصة تتعلق بخط نقل يربط بين الفقيه بنصالح والرشيدية. اتفق الاثنان على المبلغ الشهري للإيجار وراح كل إلى سبيله. بعد مرور سنة واحدة، جاء صاحب الحافلة إلى الدارالبيضاء وقال لبصير إن الخط لا يدر أرباحا، وأنه يصعب عليه استكمال العقد. وضع اللاعب الدولي الرخصة «المفلسة» في أحد الرفوف وصرف النظر عنها نهائيا، بعد مرور أزيد من خمس سنوات اكتشف عبر مصالح وزارة النقل أن صاحب الحافلة لازال يستغل «كريمة» من خلال نسخة مصادق عليها مستغلا اسم بصير لتفادي تساؤلات الدركيين. في ظل هذه المقالب ومقالب أخرى أصبح بصير يحتاط في تلبية دعوة بعض الأشخاص الذين يدعونه إلى الانخراط في مجموعة من المبادرات التضامنية. يستغل موهبته في تقليد صوت النيبت لجمع الهبات استغل شاب في بداية العقد الثالث موهبته في تقليد الأصوات للإيقاع بالعديد من الضحايا، مستغلا أسماء نجوم في عالم الرياضة والفن، كان الرجل يحصل على المال بأقل جهد، حيث جمع في مذكرة شغل الأرقام الهاتفية للعديد من الشخصيات، وعبأ هاتفا محمولا برقم أجنبي، للإيقاع بطرائده، ثم توكل على الله وشرع في ممارسة أشكال النصب والاحتيال. كان يتصل بالشخصيات التي يعرف جيدا أنها لن ترد طلبا للاعب الدولي السابق نور الدين النيبت، وغالبا ما كان ينتقي زبناءه بعناية، خاصة من وسط رجال المال والأعمال. وبعد أن يقدم نفسه يشرح بإيجاز الغاية من المكالمة بافتعال قصة إنسانية، يظهر فيها النيبت المزعوم كمسؤول عن عملية اكتتاب واسعة يراد بها جمع قدر كبير من المال لإنجاز مبادرة ذات بعد إنساني، عملية زرع قلب مثلا أو تجهيز مصحة في قرية نائية، أو اقتناء أمتعة رياضية لأطفال العالم القروي، أو إيجاد موارد رزق لأطفال الشوارع، أو دعم لاعب سابق مهدد بالتشرد والإفراغ، وغيرها من السيناريوهات المحبوكة التي سرعان ما تفعل فعلتها في المتلقي، الذي يعتبر الاتصال الشخصي لنور الدين بمثابة تشريف. وحتى تنطلي الحيلة على رجل الأعمال، يدعي النيبت المزيف، وهو يعتمد على نبرته الصوتية المستنسخة عن صوت عميد المنتخب الوطني، بأن التزاماته تحول دون اللقاء المباشر مع الضحية مع وعد باللقاء في أقرب فرصة ويخبره بأن شابا سيزوره ليتسلم مبلغ المساعدة. نجحت العملية الأولى والثانية وارتفع عدد الضحايا الذين اختلفت مساهماتهم من دعم نقدي إلى دعم عيني، وحين يلتقي النيبت ببعض الضحايا يكتشفون أن الرجل لا يقدم ولو عبارة شكر، ليتبين أن عملية احتيال واسعة قد مورست على الضحايا من طرف شخص يملك موهبة في تقليد أصوات المشاهير. شخص يستغل شبهه ببودربالة ليخطب فتاة باسمه يروي عزيز بودربالة، اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني في الثمانينيات، حكاية عملية نصب واحتيال طريفة، كان يروم المحتال من خلالها الاستمتاع ببهارات الشهرة، «في بداية الثمانينيات كانت الموضة السائدة تجعلنا نحن الشباب نقلد تسريحة شعر نجوم الأغنية الإنجليزية وطريقة لباسهم، ونضع حول أعناقنا قلادة وأكسسوارات للزينة تشبها بنجوم عالم الفن، وكنت طبعا منخرطا في الموضة كشباب تلك الحقبة الزمنية التي كانت صيحات الثورة حاضرة في المعيش اليومي، لكن شابا يقطن بالمدينة القديمة كان نسخة مصادقا عليها مني، رغم أنه لا تربطني به أي قرابة باستثناء الانتماء أحيانا من يخبرني بوجودي في هذا المكان أو ذاك فأستغرب، لكن شخصا التقى بي يوما وصافحني بحرارة وقدم لي نفسه بأنه صهري، ورحب بي وبانتمائي للوسط العائلي. لم أفهم شيئا لكنني تبينت أن بودربالة المزيف قد نصب على أسرة محدثي وتقدم لخطبة إحدى بناته، التي وافقت على الفور لأن العريس هبة من السماء يملك الشهرة والجاه. انتفض بودربالة وقرر وضع حد لشخص يستغل مقولة «يخلق الله من الشبه أربعين» ليرفع من عدد ضحاياه، ويمارس مختلف الحيل الممكنة والمستحيلة للإيقاع بأشخاص ينهارون أمام جاذبية الشهرة . أوقف عزيز المسلسل، لكنه لم يلجأ إلى الشرطة، بعد أن تبين أن القانون لا يحمي المغفلين. سمسار وهمي يوقع بالحارس الشادلي في زيمبابوي شاءت الأقدار أن يتعرض مصطفى الشادلي الحارس السابق لفريق الرجاء البيضاوي، لأكثر من عملية نصب، أبرزها كان في دولة زيمبابوي في عمق القارة السمراء. كان فريق الرجاء يستعد لخوض مباراة هامة برسم كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حين زار الفندق الذي يقيم فيه النادي المغربي، شخص أسمر السحنة يبدو من هيئته كأنه رجل أعمال بحقيبة ديبلوماسية وهندام أنيق، قدم نفسه للشادلي كوكيل أعمال من أشهر الوكلاء الأفارقة، ثم شرع في بيع الأوهام للحارس الرجاوي، مقدما مجموعة من العروض الوهمية. تمكن الزائر الأسمر من نسج علاقة مع الشادلي على امتداد مقام الفريق في العاصمة هراري، واستطاع أن يستنسخ مفتاح غرفة الحارس المغربي بالفندق، مستغلا انشغال الفريق بالمباراة ليقتحم الغرفة ويحصل على كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، يقول الشادلي ل«المساء»: «لقد صدقت أقاويله لأن له إلماما واسعا بكرة القدم الإفريقية، بل يعرف تفاصيل الكرة المغربية، لم أشك لحظة في نواياه قبل أن أكتشف أن الرجل لص محتال استنسخ المفتاح واقتحم الغرفة ليسرق هاتفي المحمول وبعض الحاجيات ومبلغا ماليا قدره 200 دولار، ولم يسلم من السرقة زميلي أحمد أطلسي الذي اختفى هاتفه وبعض حاجياته. لحسن الحظ أن إحدى كاميرات الفندق كشفت العملية بعد أن حضر أفراد الشرطة، لكن الحكاية ظلت بلا نهاية فقد غادر وفد الرجاء زيمبابوي تاركا وراءه محتالا أمام المحققين. البوليس الجزائري يحتال على عميد الجيش أوشلا أثناء تواجد فريق الجيش الملكي المغربي في رحلة إلى الجارة الجزائر لمواجهة نادي ملاحة نصر حسين داي، برسم كأس الكونفدرالية الإفريقية، زار مقر إقامة الوفد العسكري مجموعة من الأشخاص تعرفوا على بعض لاعبي الفريق المغربي، وانتهى اللقاء التعارفي بموعد لحضور عشاء بأحد مطاعم العاصمة الجزائرية، لكن تبين أن لاعبي الجيش قد سقطوا في مصيدة التسلل. يحكي العميد الحسين أوشلا ل«المساء» ما حصل وهو يزيح الغبار عن ذكريات وضعها في خانة عليها كلمة النسيان، «سأل عنا أشخاص لانعرفهم قدموا لنا أنفسهم كجزائريين يعشقون الجيش الملكي. كانوا يعرفون أسماء اللاعبين ويحفظون مسارهم عن ظهر قلب. توجهنا إلى أحد المطاعم، لكن بعد أن أنهينا وجبة العشاء، طلب مني النادل تسديد الفاتورة المنتفخة، وتبين لي أن الجزائريين أوهموا النادل بأنهم ضيوف لدى المغاربة، وبعد أن اكتشفنا أن الأمر يتعلق بعملية نصب واحتيال، قمت بأداء الفاتورة بحضور رجال الأمن الذين تعرفوا على الضيوف لأنهم ببساطة ينتمون بدورهم لسلك الشرطة الجزائرية». أدى المغاربة الفاتورة وعادوا إلى غرفهم وهم يحصون خسائرهم، لكن الخاسر الأكبر كانت هي القيم والأخلاق. عمليات نصب هنا وهناك لا يستهدف «مهنيو النصب والاحتيال» اللاعبين، بل لا يمانعون في توسيع هامش نشاطهم إلى قطاعات أخرى، حيث تقمص البعض دور الوسيط المكلف بالانتقالات، أو بموفد عن ناد خليجي مع الاستعانة بأشخاص يتقنون اللهجة الشرقية للإطاحة بضحايا من الوسط الرياضي. أحد الوسطاء الوهميين تمكن في ظرف وجيز من جمع مبالغ مالية ضخمة، من خلال توقيع صفقات كتبت تعاقداتها بماء، قدموا أنفسهم كمسؤولين عن الانتدابات وسلبوا مدربين ولاعبين وممرضين أموالهم ثم اختفوا دون أن يظهر لهم أثر. كثير من اللاعبين يبتلعون مرارة «الشماتة» ويحاولون نسيان المقلب الذي رمى بهم في قبو أحلام بالأبيض والأسود. أكبر المتضررين من مقالب وسطاء وهميين لاعب الجمعية السلاوية، حاتم التحريري الذي اكتشف في آخر لحظة أنه مغفل حين قلب الآية وقدم لوسيط مزيف مبالغ مالية، في الوقت الذي يفترض أن يكون هو من يتسلمها. الزاكي «وزيرا» للشبيبة والرياضة! نصب واحتيال معكوس ليس الرياضيون هم المستهدفون من عمليات النصب والاحتيال، فقد تصبح أحيانا الآية معكوسة، عندما يتحول الرياضي إلى محتال يمارس النصب بنفس الطريقة التي يراوغ بها خصومه على أرضية الملعب. قام اللاعب السابق للرجاء البيضاوي الإيفواري إيدغار لوي بالنصب على وكالة لكراء السيارات، فقد كان يملك جوازي سفر، الأول يستعمله في مناوراته الاحتيالية والثاني يحتفظ به في دواليب إدارة النادي. فوجئ مسؤولو الرجاء بإشعار بالأداء موجه للاعب الإيفواري، لعدم تسديد دين قديم إثر استئجار سيارة من وكالة سياحية، بالقدر نفسه فوجئ مسؤولو الوكالة بوجود اللاعب خارج الوطن، بعد أن احترف في نادي ستراسبورغ، وتبين أن إيدغار يملك جوازين، الأول للسفر والثاني للنصب والاحتيال. أبو شروان بين النصب والاحتياج ومن الطرائف التي حصلت للاعب الدولي هشام أبو شروان حين كان محترفا بليل الفرنسي أنه تلقى ذات يوم رسالة تتضمن طلبا لدعم طفلة معاقة. تضمنت الرسالة، التي توصل بها بريد النادي الفرنسي، صورة لطفلة تكشف عن إعاقة تثير الشفقة ورقمين، الأول لهاتف محمول والثاني لحساب بريدي. اتصل هشام بشقيقه في المغرب ومكنه من الرقم الهاتفي لشقيق الطفلة المعاقة، ودعاه إلى تسليمه مبلغا ماليا قدره 17 ألف درهم كمساهمة منه في شراء كرسي متحرك للمصابة، نفذت التوصية بحذافيرها وتم اللقاء المرتقب من أجل تنفيذ المبادرة الإحسانية. بعد تبادل عبارات التحية سلم الأخ الأكبر لأبوشروان الظرف المالي لشقيق الطفلة، ففتح هذا الأخير الظرف وانشغل في عد الأوراق المالية، قبل أن يسأل عن المبلغ، وحين تأكد له أن الظرف يحمل 17 ألف درهم رده على الفور لصاحبه وهم بالانصراف وهو في حالة غضب. قال شقيق الفتاة المنكوبة، وشظايا الغضب تتطاير من ثغر تباعدت أسنانه، إنه طلب من أبو شروان دعما ماليا بقيمة 170 ألف درهم، وتبين أن اللاعب نسي وضع الصفر في الاعتبار. مدرب ضحية «السمايرية» حين انتهى مدرب ارتبط طويلا بفريق بيضاوي ينتمي للقسم الثاني، من إجراء آخر حصة تدريبية، قبل عامين تقدم نحوه ثلاثة أشخاص تظهر على تقاسيمهم معالم الوقار، وبشروه بوجود كنز في بيته، أقنعوه بجدوى مساعدة الفقهاء على ترويض الجن الذي يحرس الكنز، فسمح لهم بزيارة المنزل وفتح ورشا للحفر والتنقيب عن الكنز المرصود، لكن قبل بدء الأشغال استجاب الرجل لمشيئة مروضي السحرة، وقدم «تحويشة العمر» من أجل تحقيق الحلم، بعد أن تخلى عن خططه ورضخ على مضض لخطط جهنمية تعده بالانتقال إلى مصاف الأثرياء شريطة عدم إفشاء السر وإفراغ المنزل من أصحابه. اختفى «السمايرية» عن الأنظار مخلفين وراءهم ركام التراب ولطما على الخذوذ. محتال يرشح الزاكي لمنصب وزير كان يتردد على مركب محمد بنجلون وهو يمني النفس بملاقاة المدرب الوطني بادو الزاكي، ويصر على سرية المهمة وخطورتها، لكن غالبا ما كانت تنتصب أمامه الحواجز التي تمنعه من الوصول إلى مبتغاه. قدم الرجل نفسه للمدرب في أول لقاء وكشف له عن الغاية من الزيارة التي يجب أن تحاط بالسرية، فقد قال إنه يحمل بشرى للمدرب الوطني تدعوه إلى الاستعداد لقبول خبر تعيينه الوشيك وزيرا للشباب والرياضة. ادعى الزائر أنه بصدد إعداد بحث دقيق حول شخصية الزاكي وقدرته على شغل المنصب. ولحسن الحظ أن الزاكي تعامل مع ادعاء الضيف بنوع من الاستخفاف، وتبين أن المنصب الوزاري مجرد صنيعة في مخيلة شخص أجمعت كل الشهادات أنه مختل أحمق، يمارس الاحتيال دون نصب.