سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضائيات عربية تناقش حصيلتها الرمضانية وإدارة العرايشي تلتزم الصمت أكثر من 4 ملايير سنتيم صرفت على إنتاجات وصفها البعض بالضعيفة والمستخفة بالمشاهد المغربي
مع انتهاء البرمجة الرمضانية، علمت «المساء» من مصادر مطلعة بأن القناة الثانية تعيش هذه الأيام أزمة مالية جديدة بعد تراجع العائدات الإشهارية التي راهنت عليها الإدارة، مقارنة بالسنة الماضية. وأكدت المصادر أن إدارة دوزيم طالبت منتج مسلسل «المجدوب» بوقت إضافي للإفراج عما تبقى لدى القناة الثانية من ميزانية المسلسل، في الوقت الذي يطالب الممثلون بمستحقاتهم. وفي رأي المصدر، فأزمة دوزيم تفاقمت بعد إنتاجها لأعمال رمضانية بلغت ميزانيتها أكثر من ملياري سنتيم، موزعة بين مليار سنتيم لمسلسل «المجدوب» ومليار بين سلسلتي «بنت بلادي» و«نسيب الحاج عزوز»، هذا فضلا عن الميزانية المخصصة للكاميرا الخفية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي رفعت الميزانية إلى أكثر من 3 ملايير سنتيم. وسارت القناة الأولى في المسار الإنتاجي ذاته، من خلال برمجة أعمال كوميدية (دار الورثة، فركوس وفركوسة، جحا، الكيشي)، بالإضافة إلى مسلسلات وأفلام تلفزيونية (أكثر من 8 أفلام، ميزانية الواحد منها أكثر من 100 مليون سنتيم) تتجاوز ميزانيتها ملياري سنتيم. هذا فضلا عن عدم احتساب ميزانية مسلسل «الغريب» التي بلغت أكثر من مليار سنتيم دون أن يبث العمل إلى حد الساعة. وعزت مصادر من دوزيم تراجع عائدات الإشهار، رغم الملايير التي خصصت للأعمال، إلى الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى هذه الأعمال التي تفتقر-في رأي البعض- إلى معايير الجودة والتنافسية التي تستطيع جذب المستشهرين الذين هربوا إلى فضائيات أخرى. وعززت أرقام «ماروك ميتري» حالة النفور الجماهيري من الإنتاجات المقدمة في هذا الشهر، وهو ما يفرض - في رأي عديدين- طرح السؤال حول ميزانية تبلغ ملايير السنتيمات، صرفت دون نتائج مادية أو معنوية تذكر. في السياق ذاته، التزمت إدارة محمد عياد، المدير العام للشركة، الصمت المعتاد والغامض، واختار الرئيس المدير العام للقطب العمومي فيصل العرايشي أن يشارك الرياضيين -تمويها للنقاش الحقيقي- أجواء الدوري الذي تنظمه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لينأى عن الأجواء المشحونة والمنتقدة للأعمال المنتجة في شهر رمضان التي وصل مداها إلى الفضائيات الدولية والتي عممت على شبكات «الفايسبوك» و«اليوتوب» الإلكترونيتين، وسار المدير الشاب سليم الشيخ في المنحى ذاته من خلال اختياره التواري عن الأنظار خلال شهر رمضان وبعده، بشكل يطرح أكثر من سؤال حول رؤية المدراء ومسؤولي الإنتاج لما قدم في الشهر الفضيل. وعلى النقيض التام من ذلك، فتحت الفضائيات العربية -التي صارت النموذج للأسف- برامجها لنقاش الإنتاجات المقدمة بشكل صريح وشفاف لا يخلو من صدامات واتهامات مبطنة لمسؤولي هذه القنوات، فعلى قناة «دريم» حل النجم السوري جمال سليمان ضيفا من خلال برنامج «دينا» ليناقش دوره في مسلسل «أفراح إبليس» الذي بث على عدة فضائيات عربية وليدافع عن أحقية الممثل في التألق والمشاركة في الأعمال الدرامية. وناقش المؤلف الشاب وليد يوسف، مؤلف مسلسل ابن الأرندلي الذي قام ببطولته يحيى الفخراني العمق الدرامي -بكل تدقيق ومرجعية معرفية- لمسلسله، ودافعت الممثلة المغربية الأصل ميساء مغربي -على إم بي سي- عن قيمة مسلسل «فنجان الدم» الذي كان من المنتظر أن يبث السنة الماضية والذي نأى- في نظرها- عن الصراعات القبلية. وضرب مخرج مسلسل «الحارة» على قناة المحور موعدا جديدا مع المشاهد العربي من خلال الجزء الخامس الذي سينطلق تصويره بعد أيام. وخلص مخرج مسلسل الباطنية إلى صيغة جميلة ومسبوقة في التعامل مع طرح البرنامج من خلال إنهاء الحلقة الأخيرة من هذا العمل بإشراك الصحافي التلفزيوني الشهير في المشهد الأخير عبر نقاش قضية المخدرات من وجهة النظر الشرعية في برنامج «البيت بيتك»، مما يعكس رؤية واضحة لا لبس فيها تؤكد قناعة هؤلاء بما يكتبون وما ينتجون وما يقدمون للمشاهد العربي من مواد تلفزيونية قادرة على المنافسة الإشهارية وقادرة على تقديم صورة عن كتابة السيناريو الحقيقية وقادرة بدرجة أكثر أهمية على تسويغ الإمكانيات المالية التي خصصت لها. في الإطار ذاته، وجبت الإشارة إلى أن إدارة القناة الأولى والثانية لم تنظما أي لقاء مع الصحافة الوطنية لتوضيح «استراتيجيتهما» الإنتاجية ولتوضيح «المعايير» المتحكمة في هذه البرمجة، ولم تصدر بلاغا حول البرمجة، اللهم إذا استثنينا إصدارهما لكتيب خاص بالبرمجة. كما نأتا-عبر الصمت المطبق- عن الانتقادات التي وجهت لهما، مع بقاء سؤال المحاسبة مطروحا إلى ما لا نهاية.