بالتزامن مع ما تعيشه كل مكونات القطب العمومي من مشاكل «تمويلية»، في ضوء إعلان لغة الأزمة والترويج لها في الكواليس وضغط إدارة العرايشي في اتجاه الإفراج عن مستحقات العقد البرنامج، الذي من المنتظر تجديده، وفي سياق عدم الإفراج، إلى حد الآن عن الدعم الحكومي للقناة الثانية، ذكرت مصادر مطلعة من داخل دوزيم أن الشهور القادمة ستشهد استمرار تراجع المداخيل الإشهارية، مما يهدد بحدوث مشاكل تزداد وطأتها مع عدم توصل دوزيم بدعم الدولة واستمرار هجرة الإعلانات الإشهارية إلى مختلف الفضائيات العربية، فضلا عن الحديث عن «مشاكل» و«صراعات» تلقي بظلالها بين «ريجي3» وإدارة دوزيم حول شكل تسويق المواد الإعلانية وحول ومستقبل العلاقات بينهما. شهدت عائدات الإشهار- وفق ما أفاد مصدر من دوزيم- تراجعا في الفترة التي ترأس فيها سليم الشيخ قدرت ب20 في المائة، فقد تجاوزت هذه العائدات في عهد الإدارة السابقة رقم 600 مليون درهم (60 مليار سنتيم). رقم، تضيف المصادر، بدأ في التراجع بشكل تدريجي، وذكرت المصادر أنه بيعت 15 ثانية بمبلغ 15 ألف درهم، في شهر رمضان، وحققت سلسلة «كوميدية» وحدها رقم 4 مليارات سنتيم. وذكر مصدر آخر أن سنة 2008 أقفلت على خسائر قدرت ب78 مليون درهم، قبل أن يتوقف الرقم في 120 مليون درهم إلى حدود شهر فبراير، وقال المصدر إن نسبة انخفاض الإشهار في الشهر الماضي بلغت 34 في المائة. مصادر مطلعة على كواليس سير الإعلانات الإشهارية، تربط الواقع بعدة معطيات، أولها متعلق بالأزمة العالمية ومساهمتها في تراجع إقبال الشركات متعددة الجنسيات في تقديم الوصلات الإشهارية للتلفزيونات الوطنية، وهو قول مردود على أصحابه برأي آخرين، على اعتبار أن هذه الشركات تتجه إلى فضائيات عربية بديلة، مع أن بث الإشهارات في الفضائيات العربية أكثر كلفة من تقديمها على المحطات المغربية. كما أن الشركات متعددة الجنسيات، تقول مصادر أخرى، لا تنظر بعين الرضا واليقين إلى أرقام «ماروك ميتري». مصادر من داخل دوزيم تربط تراجع الإعلانات الإشهارية بما راج حول اختلاف بين مدير القناة سليم الشيخ «المتشبع» بثقافة الإشهار والقادم من الوكالة المستقلة للإشهار الجهة المنظمة للإشهارات للشركة الوطنية، ومسؤولي «ريجي 3». اختلاف- تضيف المصادر- يفتح الباب أمام عدة احتمالات، أولها أن سليم الشيخ الذي خبر كواليس الإشهار، سار في اتجاه التفاوض مع وكالة الإشهار بصورة مباشرة، ضد العقد الموقع مع شركة «ريجي3» التي أحست أن البساط يسحب من تحت أقدامها، إذ ينص العقد على تكفل «ريجي 3» بتفاصيل تسويق الوصلات الإشهارية في القناة الثانية، وتدخل سليم الشيخ للتفاوض مع وكالات بشكل مباشر ينطوي على مشكلين، الأول أن مدير القناة يتدخل في وظيفة «الريجي» ويحدد من وظيفتها الطبيعية والمفترضة، والثاني أن عدم تكفل «الريجي3»، باستقبال طلبات الوكالات، قد يحرمها من نسب قد تصل إلى 15 في المائة من نسبة العقد المبرم، وهذا أمر قادر على أن يدخل الطرفين في نقاش أو صراع. من جهة ثانية، تعزو مصادر أخرى تراجع عائدات الإعلانات الإشهارية في القناة الثانية إلى ما راج حول ترديد مقولة- دون أن تتأكد- أن شركة «ريجي 3» في إطار ضغطها على سليم الشيخ، تمارس سياسة التلكؤ في مناقشة الملفات، وهو ما يفسر - بنظر البعض- أن الشيخ يتجه نحو نقاش ملف الإعلانات الإشهارية مع الوكالات بشكل مباشر والقفز على «سلطة» أو«حق» شركة «ريجي 3» في مناقشة الملفات. مطلعون على كواليس الإشهار يرون أن العرايشي الذي عين سليم الشيخ مديرا للوكالة المستقلة، يحاول من خلال خرجاته الإعلامية ومنتجيه» أن يقبض على ما تبقي من جبهات الصد والمقاومة، بعد إزاحة مصطفى بنعلي وتعيين سليم القادم من الوكالة ومهادنة سميرة سيطايل بتعيينها نائبة له مكلفة بالأخبار، في حين يرى البعض أن ضغط سليم الشيخ على «ريجي 3» يندرج في إطار التخفيف من آثار تراجع عائدات الإشهار التي تهز ميزانية دوزيم، وفي سياق عدم استقبال القناة الثانية للدعم الحكومي الذي ألغي في السنة الأخيرة من إدارة مصطفى بنعلي، بتقرير من فيصل لعرايشي. من جهة ثالثة يندرج صراع «ريجي 3» مع الإدارة- بحسب رأي مهتمين بواقع الإشهار المغربي- في مسلسل ابتدأ مع تعيين سليم للقناة الثانية وما رافق ذلك من أحداث، كان آخرها ما حدث في تسويق إشهارات في السهرات التي بثت في دوزيم ضمن مهرجان موازين.