أثارت استقالة يونس العلمي من إدارة قناة «الرياضية» قبل أسبوع، نقاشا داخل مكونات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة حول أسباب هذه الاستقالة وحقيقتها ونتائجها الآنية والمستقبلية وموقعها داخل تغييرات مرتقبة. استقالة قال عنها مدير قناة «الرياضية» في تصريح سابق ل«المساء» إنها متعلقة بالرغبة في منح الفرصة للشباب لتولي المسؤولية، مضيفا أن سنة ونصفا من عمر إدارته ل«الرياضية» كانت مهمة، معتبرا أنه آن الأوان لضخ دماء جديدة في شرايين القناة، قبل أن يصرح لإحدى الجرائد الأخرى قائلا:»أنا عييتْ». تصريحات يرى مسؤول في الشركة الوطنية أنها تختزل العديد من الإشارات، أولاها أن الرجل يتحدث عن فسح المجال للشباب، مما يعني - بشكل ضمني- أن مسؤولية إدارة «الرياضية» تنتظر اسما شابا يتولى إدارتها، ثانية الإشارات أن المدير يتحدث عن حالة «عياء»، وهذا يشير في رأي بعض المقربين إلى مشاكل داخلية إدارية. في هذا السياق، تتحدث مصادر نقابية عما سمته «تضييق» محمد عياد الخناق على يونس العلمي الذي كان يعتبر الفتى المدلل للعرايشي، من خلال تعيين طارق الناجم الذي منح جميع الصلاحيات في مقابل انحسارها بالنسبة إلى يونس العلمي، وهذا ما أفضى- حسب ما أكده المصدر- إلى تداخل المهام بينهما، إذ أضحى طارق الناجم الذي عين مديرا للبرامج يدير كل الجوانب داخل القناة بما فيها المالية والإنتاجية، بل حتى التوظيف، وذلك من خلال توظيفات داخل القناة. في هذا الإطار، فحالة «الإعياء» التي عبر عنها يونس العلمي، متعلقة-حسب مصادر أخرى بترديد بعض المشتغلين في القناة «الرياضية» المغربية لحدوث «مشاكل» مع المدير العام محمد عياد حول مشروع برنامج تلفزيوني لم يتم «التوافق» حوله. وربط المصدر استقالة العلمي بالمشاكل المادية التي تمر بها قناة «الرياضية» في ضوء عدم استجابة المسؤولين عن التلفزيون المغربي لمطلب تحقيق استقلالية مالية تعفيها من التبعية المالية للشركة الوطنية للإذاعة التي تعيش بدورها مشاكل، ولاسيما مع عدم الإفراج عن الاعتماد المالي للعقد البرنامج المنتظر توقيعه بين الشركة والحكومة. وهذا يفرز عائقين، الأول عدم قدرة قناة «الرياضية» على الوفاء بالتزاماتها مع «المنتجين» الخارجيين والمتعاونين، وهذا ما حصل في الأشهر الأربعة الأخيرة، والثاني أن القناة الثالثة غير قادرة على المنافسة مع القنوات الفضائية في ضوء الأزمة المالية وغياب الاستقلال المالي، مما أفضى إلى انحسار انتشارها وعدم تجاوزها لسقف 5 في المائة من نسب المتابعة. ورأت مصادر أخرى أن تقديم العلمي لاستقالته لا يمكن عزله عن سياسة شد الحبل بين جناح الرئيس المدير العام لشركة العرايشي وجناح محمد عياد، المدير العام للشركة، فاستقالة العلمي في هذا الوقت الصعب لا يمكن أن تكون «بريئة» إطلاقا، ولا يستبعد أن تكون استمرارا للضغط على عياد الذي بدأ يحكم قبضته على الشركة، حسب البعض، أو بدأ يقوم بدوره الطبيعي والمفترض الذي أقصي منه منذ تعيينه، وإدخال عياد في «مستنقع» «الرياضية». وما يزكي هذا الطرح أنه لم يسبق أن «تجٍرأ» أحد على تقديم استقالته من تلفزيون العرايشي، اللهم إذا استثنينا حالة البوكيلي، الذي قال عنه البعض إنه خير بين الاستقالة والإقالة، وحالة جليل العكيلي، مدير مديرية التواصل السابق، الذي امتلك الشجاعة ليعلن استقالته في وجه العرايشي دون التفكير في أية حسابات يحسبها الآخرون، استقالة ربطها البعض بغياب أجواء الاشتغال داخل المديرية. وفق هذه المعطيات- تضيف المصادر- لا يمكن أن يعلن العلمي الذي عبد الطريق للعرايشي لرئاسة جامعة التنس عبر نقل دوري الأمل للتنس، في أوج أزمة قناة «الرياضية»، استقالته إذا لم يكن مطمئنا على مستقبله «المهني». وفي السياق ذاته، لم تستبعد مصادر أن يكون العلمي قد قرر التفرغ لشركة إنتاج قال البعض إنه أسسها، مؤخرا، وهذا يفتح الباب أمام «شراكة» إنتاجية مستقبلية بالإمكان أن ننتظر نتائجها في الأشهر القليلة القادمة، في وقت لم تستبعد فيه مصادر أن يكون الرجل سيؤسس وليدا صحافيا جديدا وراءه العرايشي. عشرة ملفات تنتظر المدير الجديد ل«الرياضية» -1 البحث في صيغ تحقيق استقلال مالي وتقني عن الشركة -2 تدبير مسألة البث الأرضي الرقمي ومحاولة الاقتراب من المتلقي -3 تقليص الفوارق في رواتب الصحافيين والتقنيين والمنشطين -4 إنهاء العطل الحاصل في رواتب المتعاونين -5 تذويب الخلافات بين بعض مقدمي البرامج الحوارية (الحلقة الخاصة بالمرحوم مكوار نموذجا) -6 تحديد الصلاحيات الواسعة لبعض المنشطين الرياضيين. -7 إعادة هيكلة مصلحة الأخبار وإعادة الثقة لأخبار الرياضية -8 التصدي لظاهرة غياب مجموعة من الصحفيين بذريعة الانتماء إلى إحدى النقابات -9 ضبط معايير تعيين المحللين الرياضيين، في ضوء ما يشاع حول حرب بين معسكري الرباط والبيضاء -10 إعادة النظر في طرق صرف التعويضات المالية لضيوف برنامج يومي.