اختارت زينب الغزوي متزعمة حركة «مالي» أن تسلم نفسها إلى مفوضية شرطة المحمدية بنفس الهالة التي رافقت إعلان حركتها وإخراجها للوجود؛ فانطلاقا من منزل عبد الله زعزاع، الحقوقي والناشط اليساري، بحي بوشنتوف بالدار البيضاء، تم ربط الاتصال بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمحمدية على أساس مرافقتها إلى مقر المحكمة الابتدائية بالمحمدية من أجل لقاء وكيل الملك بذات المحكمة بهدف الاستفسار عما إذا كان مبحوثا عنها أم لا. وبعد حوالي ساعة من مكوثها بداخل مكتب وكيل الملك، حضر أفراد من الشرطة القضائية التابعة لمفوضة أمن المحمدية والذين عملوا على مرافقتها إلى مقر المفوضية، حيث استغرق التحقيق معها هناك زهاء عشر ساعات، ولم يفرج عنها إلا في حوالي الساعة الواحدة والنصف من صبيحة أمس الخميس. المحققون توقفوا مع زينب مطولا حول خلفيات تواجد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتبنيها لملف حركة «مالي» وما إذا كان أعضاؤها قد حضروا من تلقاء أنفسهم أم هي التي اتصلت بهم. رد زينب كان هو أن اختيارها للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لتدافع عنها في هذا الملف جاء بناء على أن هذه الأخيرة تتبنى نفس القناعات التي تقوم عليها «الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية» والداعية إلى إلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يجرم الإفطار في نهار رمضان. باقي الأسئلة تمحورت حول من أوحى إليها بإنشاء حركة «مالي» وما إذا كانت جهات أجنبية هي التي حرضتها على ذلك، كما تم استفسارها عن ميولاتها السياسية والنقابية وما إذا كانت تنتمي إلى جمعية معينة. وتوقف التحقيق مطولا أيضا عند سر اختفائها طيلة هذه المدة وسر بقاء هاتفها مقفلا لأكثر من أسبوع وتساءل عن المكان الذي كانت تختبئ فيه ومن قام باحتضانها طيلة هذه المدة. من جانبه، أكد عبد الله زعزاع، الحقوقي والناشط اليساري، أنه استضاف زينب الغزوي، متزعمة حركة «مالي»، في بيته كنوع من التعبير عن حماية الحق في العقيدة. وأوضح زعزاع، في تصريح ل»المساء»، أن من واجبه مساندة أي إنسان ديمقراطي معرض للخطر والدفاع عنه وحمايته. وكشف زعزاع أن زينب هي التي لجأت إليه لما توصلت بسيل من رسائل التهديد، عبر بريدها الإلكتروني، طلبا لمساعدتها، حيث استضافها في بيته، مضيفا أنها مكثت عنده خلال هذه الفترة بمنزله بحي بوشنتوف بالدار البيضاء مثلها مثل أي فرد من أفراد أسرته. ولم يخف رئيس جمعية درب الميتر بوشنتوف أن قلقا كان يساورهم على إثر الأنباء التي كانت تذاع والتي مفادها أن زينب مختفية وأن مصيرها مجهول. ونفى زعزاع أن تكون أي جهة معينة هي التي ضغطت عليه من أجل دفع زينب إلى تسليم نفسها. وبخصوص اختيار هذه الأخيرة لبيته ليكون ملجأ لها خلال هذه الفترة، أوضح زعزاع أنه تعرف عليها لما اتصلت به سنة 2007 بصفتها صحافية بمجلة «لوجورنال» تطلب منه تفسيرا لحادث الهروب الجماعي لتسعة معتقلين من السلفية الجهادية من سجن القنيطرة بصفته معتقلا سياسيا سابقا كان نزيلا بذات المؤسسة السجنية، ومنذ ذلك الحين توطدت العلاقة بينهما.