قال عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، إن الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس، جد خطير، حيث استحوذ الاحتلال الإسرائيلي على ما يقارب 90 في المائة من الأراضي. وأكد المدغري، في معرض جوابه على سؤالين ل«المساء» بمناسبة عقده مؤتمرا صحافيا، نهاية الأسبوع بالرباط، أن المسلمين والمسيحيين لن يجدوا مكانا واحدا كي يستقروا فيه بالمدينة المقدسة، إذا لم يتم توقيف الزحف الاستيطاني على القدس الشريف. ودعا المدغري الدول العربية والإسلامية وكذا العالم المسيحي إلى التدخل العاجل لحماية القدس من سياسة تهويد متواصلة، تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، مهما كانت التوجهات السياسية والحزبية التي تحكمها، من أجل محو الوجود العربي، والمآثر التاريخية. و بشأن الدول التي ستستدعى لحضور الملتقى الدولي للقدس، المزمع عقده بالمغرب في 27 أكتوبر المقبل، قال المدغري إن مؤسسة ياسر عرفات، هي المكلفة بتوزيع دعوات الحضور، والمغرب سيتكلف باحتضان هذا الملتقى، ودعمه لوجستيكيا، حيث ستحضر شخصيات سياسية وأكاديمية وازنة، من أنحاء العالم، ووزراء خارجية الدول المسلمة، قصد إعطاء فرصة للجميع لمعالجة الوضع الكارثي الذي آلت إليه، مدينة القدس، ورسم مستقبلها. وانتقد المدغري بشدة بخل الدول العربية في تقديم الدعم المالي لوكالة بيت مال القدس، قصد التدخل الميداني لإنجاز مشاريع على الأرض، بدلا من إلقاء الخطب الرنانة في المؤتمرات، والندوات، والوقفات الاحتجاجية، دون طائل، متسائلا عن الأسباب التي دعت دولا إلى عدم الوفاء بوعدها، فيما يستطيع رجل ثري من الدول العربية المنتجة للبترول، إنقاذ القدس. وقدم المدغري مثالا على ذلك بليبيا، حيث قال معمر القذافي للمدغري «إن ليبيا ستدعمكم في مسعاكم، وستمنحكم مالا، ونحن واعون بما تقوم به وكالة بيت مال القدس، لكنه لم يف بوعده»، فيما منحت العربية السعودية، نصف المبلغ الذي وعدت به، والمقدر بمليون دولار، والكويت ثلثي المبلغ الذي وعدت به، مشيرا إلى أن النظام المعمول به في الوكالة، يفرض على الدول المانحة، إرسال ممثل عنها لمراقبة صرف المال الممنوح، في المشاريع المنجزة على الأرض، مؤكدا أن الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والمشرف على أعمال وكالة بيت مال القدس، حريص جدا على شفافية المعاملات، وأوجه الصرف، والمراقبة الدائمة واليومية. ونفى المدغري علمه بالوجهة التي صرفت فيها الأموال التي تم جمعها في بعض الدول العربية، والتي بثت تبرعاتها الممنوحة عبر وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن وكالة بيت مال القدس، لم تحصل على تلك الأموال، وأن المغرب يبقى محتلا المرتبة الأولى في سلم الدول المانحة، من خلال تبرعات المواطنين، وكذا هبات الملك محمد السادس، من ماله الخاص، مضيفا أن قيمة المشاريع التي أنجزتها الوكالة سنة 2008 بلغت 19 مليونا و982 ألفا و479 درهما. وأوضح المدغري، أن المشاريع همت قطاعات الإسكان (مليون و259 ألفا و937 درهما) والتعليم (8 ملايين و308 آلاف و3 دارهم) والصحة (مليون و383 ألفا و181 درهما)، والشباب والرياضة والثقافة والشؤون الاجتماعية (7 ملايين و740 ألفا و189 درهما) والترميم (مليون و291 ألفا و168 درهما). وأشار المدغري إلى أن تكلفة المشاريع التي تم تنفيذها سنة 2009 أو في طور الإنجاز بلغت 50 مليونا و520 ألفا و516 درهما. وقال المدغري إن وكالة بيت مال القدس اقتنت وعاءعقاريا بقيمة 5 ملايين دولار، سيخصص لإحداث مركز ثقافي سيسمى «بيت المغرب للحوار بين الحضارات» وإنجاز عيادة متنقلة مجهزة بالمسجد الأقصى، للطوارئ وإصلاح دور الشباب والملاعب الرياضية .