في الصورة الملك محمد السادس رفقة الرئيس الفلسطيني مازن عباس في لقاء سابق العام الماضي بفاس نفذت وكالة "بيت مال القدس الشريف"، التابعة للمغرب مشروع العيش الكريم لأهالي البلدة القديمة في مدينة القدس، بدعم من الملك محمد السادس، وهو عبارة عن توزيع خبز لمدة سنة كاملة يوميا. ويأتي هذا المشروع نتيجة الغلاء الذي ساد مدينة القدس مؤخرا حيث تعد مدينة القدس من أكثر المناطق فقراً وهذا ما يؤكده الكتاب الإحصائي السنوي الصادر عن بلديتها. و تهافتت غالبية الأسر الفقيرة إلى الأفران لاستلام الخبز، ولتفادي الصعوبات اضطرت لجنة التوزيع إلى نقل الخبز لسبع أسر لم تتمكن من القدوم لأخذ الخبز. "" الدكتور المدغري ترأس انطلاقة مشروع توزيع الخبز على سكان القدس وكان الدكتورعبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف قد زار القدسالمحتلة في الأسبوع الأول من الشهر الحالي . وقال " المدغريلقد قمنا في الأيام الأخيرة بورش إصلاح وترميم للزاوية المغربية داخل المدينة والوقوف على المسجد داخل القدس ، كما زودنا مدرسة دار الطفل العربي أجهزة حاسوب ومكاتب وأنشأنا في جمعية الشبان المسيحية قاعة متعددة الاستعمالات ، وقمنا بزيارة لدار الرحمة للمسنين في جبل المكبر ، كما انطلقت عملية توزيع الخبز التي سيستفيد منها مئة عائلة محتاجة من القدس ، بمعدل 2000 رغيف يوميا وسيتضاعف هذا العدد بالتدريج، وذلك بالاتفاق مع المخابز ." وأشار المدغري إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف ستستمر في دعم مشاريع عديدة في مدينة القدس منها تمويل بناء المدرسة الثانوية للإناث في مخيم شعفاط ، الذي سيبدأ خلال الشهر القادم. وتعتبر هذه الزيارة الرابعة التي يقوم بها مدير وكالة بيت مال القدس الشريف الدكتور عبد الكبير المدغري لمدينة القدس. مشاريع مؤسسة"بيت مال القدس الشريف" تدعم صمود سكان القدس وأكد ناصر قوس، رئيس لجنة شباب البلدة القديمة المقدسية، أن هذا المشروع هو الأول من نوعه وجاء بدعم منوكالة "بيت مال القدس الشريف"، وذلك بهدف دعم صمود الفلسطينيين في القدس في ظل الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المواد الغذائية ومحدودية الدخل والانخفاض المستمر في القدرة الشرائية للسكان، وقيام السلطات الإسرائيلية بحملة شرسة لجمع مختلف الضرائب من سكان مدينة القدس وخاصة ضريبة السكن (الأرنونا) وضريبة الدخل. وقال "إن كل مواطن مقدسي تتراكم عليه الديون بسبب ما تقدم، يتعرض لخطر السجن لأسباب متعددة أهمها عدم تمكنه من الإيفاء بأية التزامات مالية تفرضها عليه السلطات الإسرائيلية. وتقوم دائرة الإجراء الإسرائيلية برفع دعوى ضده لوضعه أمام خيارين إما السجن وإما الدفع، والعديد من سكان المدينة لا يجد مخرجاً من هذا المأزق سوى هجر مدينة القدس والسكن في الضفة الغربية". وأكد أن مساعدة العائلات المقدسية الفقيرة في توفير الخبز يومياً يساهم بشكل ملحوظ في التخفيف من عبئ الالتزامات المالية والمصاريف المفروضة عليها. ويشير قوس أن متوسط دخل الأسرة في مدينة القدس لا يتعدى (2900) شيكل اسرائيلي شهرياً حسب دائرة الإحصاء الفلسطينية، وهذا المتوسط يؤكد أن النسبة الأعلى من سكان المدينة هم تحت خط الفقر. ومن الجدير بالذكر أن قيمة الخبز الموزع للأسرة الواحدة شهرياً في هذا المشروع هي (360) شيكل أي ما يعادل 12.4% من متوسط دخل الأسرة في المدينة، مما يؤكد دور المشروع في التخفيف من الأعباء المالية المفروضة على المواطن المقدسي. وقد تم تقسيم الأسر الفقيرة إلى قسمين حسب الفرن الأقرب لمنطقة سكنهم حيث صيغت قائمة الأسر المستفيدة موزعة حسب الفرن وسلمت نسخة اسماء الاسر الفقيرة لكل فرن. وكالة بين مال القدس الشريف من الحسن الثاني إلى محمد السادس وأبدى العديد من المواطنين المقدسيين ومن سكان القدس الذين علموا بالبرنامج تقديرهم الكبير لملك المغرب محمد السادس. وقد تم إحداث وكالة بيت مال القدس الشريف لمقاومة مخططات الاستيلاء على أراضي المدينة بمبادرة كريمة من الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1997 ، كمؤسسة عربية إسلامية لا تسعى إلى الربح، وحددت الغاية من إنشائها في تعبئة الموارد المادية والمالية للدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة في مدينة القدس الشريف، عاصمة فلسطين، والمحافظة على طابعها العربي الإسلامي ، وعلى ثراتها الحضاري والديني والثقافي والعمراني. كما تسهر الوكالة على إنقاذ مدينة القدس الشريف وتقديم العون للسكان الفلسطينيين والمؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة الأخرى في المدينة وتراثها الحضاري والديني والثقافي والعمراني وترميمها. وتسهر الوكالة علاوة على ذلك على تمويل وتنفيذ مشاريع وبرامج إنسانية في المدينة المقدسة تشمل كافة القطاعات والميادين وفق جدول أولويات يرتبط بمدى الحاجة ، وبما يعزز صمود المقدسيين في الدفاع على أرضهم ، ويساهم في الدفاع عن مقدساتهم العربية والإسلامية وذلك في إطار استراتيجية عمل تغطي السنوات التسع المقبلة.