دعا عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، أول أمس السبت بفاس، إلى اعتماد سياسة مدنية إسلامية وعربية، وسلمية وبناءة في الأراضي الفلسطينية المحتلةوالقدس الشريف، خاصة لمواجهة المحاولة الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة. وأدان المدغري، في مداخلة حول "القدس في الحقل الديني" ألقاها في إطار الندوة الدولية التي تنعقد بفاس، منذ يوم الجمعة المنصرم، حول "القدس في الفكر العربي والدولي"، تصرفات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل، يقول المدغري، سياسة هدم المنازل ومحاصرة القدس بجدار الميز العنصري وحرمان السكان من الخدمات الأساسية والاحتلال العسكري للشوارع والأحياء وطرد أبناء القدس من مدينتهم واعتقال الشباب. وأضاف أن هذه السياسة الخطيرة تروم إهانة سكان مدينة القدس وإذلالهم لدفعهم إلى مغادرة مدينتهم بشكل نهائي. وذكر المدغري بأن هذه السياسة تجسدت، منذ احتلال القدسالشرقية سنة1967، على الخصوص، ببناء 34 مستوطنة إسرائيلية في هذه المنطقة، التي يعيش فيها أزيد من 200 ألف مستوطن. وقال إن سلطات الاحتلال أقدمت، بالموازاة مع توسيع المستوطنات، على هدم 365 منزلا كانت تأوي 1195 أسرة عربية من القدس خلال الفترة ما بين 2004 و2008 وعلى إصدار360 أمرا بوقف أشغال البناء داخل البنايات السكنية، مضيفا أنه جرى هدم 21 بناية خلال سنة 2009. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال حرمت، أيضا، حوالي 12 ألفا و839 مواطنا بمدينة القدس من حقهم في الإقامة والمواطنة، موضحا أنه جرى خلال سنة 2008 حرمان أزيد من 4570 مقدسيا من حقهم في الإقامة بهذه المدينة. وأضاف أنه جرى إغلاق عدة مؤسسات بالقدس من قبيل بيت الشرق وغرفة التجارة ورابطة الأندية الفلسطينية وعدد من جمعيات المجتمع المدني. كما ندد المدغري بالانعكسات الوخيمة لهذه السياسة على كافة قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية لسكان القدس، مبرزا أن ثلثي العائلات العربية بالمدينة تعيش تحت عتبة الفقر. وخلال تطرقه لتجربة بيت مال القدس الشريف، أكد المدغري أن هذه المؤسسة تمكنت من إنجاز العديد من المشاريع لفائدة ساكنة القدس. وأوضح أنه بناء على هذا المعطى، قررت الوكالة، في مجال الإسكان، بناء 156 وحدة سكنية ببيت حنينة بالقدس، بموجب اتفاقية موقعة مع المجلس الفلسطيني للإسكان بغلاف إجمالي قدره 20 مليون دولار. وأضاف أن الوكالة تمنح كذلك مساعدات للعائلات المقدسية لمساعدتها على إعادة تأهيل مساكنها بمبلغ إجمالي يصل إلى 320 ألف دولار. كما خصصت المؤسسة مبلغ 1.3 مليون دولار لتمويل قروض من دون فائدة لاقتناء مساكن يستفيد منها سكان المدينة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط. وبخصوص المنجزات المحققة في مجال التعليم، أشار المدغري إلى بناء وترميم مدارس والدعم الممنوح لتلاميذ على شكل أدوات مدرسية لفائدة 2250 تلميذا، وحصول 59 طالبا على منح دراسية برسم السنة 2008- 2009. وسجل أنه جرى، في المجال الصحي، بناء أو ترميم مستشفيات واقتناء العديد من التجهيزات لتعزيز البنى التحتية الصحية بالمدينة، مذكرا بأنه أمكن القيام بالعديد من الأعمال لفائدة شباب المدينة (تنظيم مخيمات وبناء نواد للشباب وملاعب رياضية). وقال إن الوكالة تقدم خدمات أيضا لفائدة سكان المدينة في الجانب الاجتماعي والثقافي والسياسي، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى الوفاء بالتزاماتها من خلال تقديم الدعم المادي الضروري لهذه المؤسسة. وتتطرق أشغال هذه الندوة الدولية، التي تنظمها على مدى ثلاثة أيام جامعة سيدي محمد بنعبد الله، إلى عدة محاور، منها على الخصوص "القدس في الضمير الإنساني"، و"القدس في القانون الدولي"، و"القدس في المجال السياسي". وبالموازاة مع تنظيم هذا اللقاء، جرى افتتاح معرض بعنوان "الحضور المغربي بالقدس"، نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف، ومعرض آخر حول "القدس في الشعر العربي".