سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الواحد فاليو.. اللاعب الذي شد إليه اهتمام فاريا ولم يهتم به أحد لعب نصف نهاية حارقة ضد الجيش الملكي وأبطل مفعول دفاعات الخصوم قبل أن يدخل عالم البطالة
تفتح «المساء» صفحاتها خلال شهر رمضان لوجوه رياضية طالها الإهمال، لأسماء كبيرة صنعت يوما مجد الرياضة، وتعيش الآن كل أنواع التهميش، وتدعو كل القراء الكرام ليتذكروا بعض الرياضيين الذين طواهم النسيان، ويعيشون الآن في أوضاع مزرية بعد نهاية مسارهم الرياضي، حيث حجم الفارق كبير بين البداية والنهاية. ظل القسم الوطني الثاني دائما خزانا للمواهب الصاعدة، كلنا يتذكر لقاءات الاتحاد البيضاوي والأهرام، والرشاد البرنوصي، وأندية أخرى كانت ترفع دائما مشعل التحدي الرياضي.. وكان فريق دفاع عين السبع أحد الأضلاع الهامة في مثلث الرياضة البيضاوية في قسمها الثاني، ضم الفريق يومها نخبة من اللاعبين الذين أغنوا الساحة الرياضية.. عبد الواحد فاليو، اللاعب الذي قدمه فريق دفاع عين السبع لبطولتنا الوطنية كأحد لاعبيها الموهوبين بالفطرة، ازداد سنة 1960. كانت بدايته الرياضية داخل فريق دفاع عين السبع في نهاية السبعينيات من القرن الماضي. تدرج عبر صفوفه كلها. استطاع مع فئة الكبار أن يجلب جمهورا غفيرا لمساندة الفريق. كان البعض يأتي من أجل التفرج عليه وحده، فقد تألق اللاعب كثيرا في بطولة القسم الوطني الثاني في فترة الثمانينيات، وخلق لنفسه مكانة رياضية بين أحسن اللاعبين. «حين التحقت بفريق دفاع عين السبع، كان حلمي أن أقدم الشيء الكثير إلى الرياضة الوطنية وجمهور عين السبع، كانت البطولة آنذاك تعرف منافسة شديدة بين العديد من الأندية القوية التي عبر صيتها الأرجاء، فقد كان ديربي الطاس والدفاع أقوى من كل المباريات. كانت الكرة تشكل متنفسا قويا لكل الجماهير الباحثة عن المتعة. فقد تمكن الفريق من رسم اسمه في خارطة طريق الرياضة المغربية». تمكن اللاعب فاليو من التوقيع على مباريات قوية، أصبح اسمه يتردد في الملاعب الرياضية، الشيء الذي دفع الكثير من الأندية الوطنية إلى أن تخطب وده، كالنهضة السطاتية، الجيش الملكي، الرجاء والوداد...ولكن شاء القدر أن يظل فاليو في عين السبع، كان قدره أن يعيش هوس المنافسة في القسم الثاني. «تمكنت رفقة فريق الدفاع أن نكسب مساندة الجمهور البيضاوي، واستطعت بفضل عطائي داخل النادي أن أجلب إلي أنظار كل المهتمين فقد كنت قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق ببعض أندية قسم الصفوة، ولكن توقفت كل الاتصالات، لألتحق في ما بعد بفريقي الرشاد البرنوصي واتحاد طنجة، وكسبت مقعدا في منتخب عصبة الشاوية، وسافرت إلى تونس رفقة منتخب العمال سنة 1985 وأبدت أندية تونسية إعجابها بي، خاصة فريق الترجي التونسي». لم يكن فريق دفاع عين السبع مجرد فريق عادي، فقد ضم أسماء رياضية معروفة جاورت فاليو، ووصلت اليوم إلى مراتب هامة، كفتحي جمال، جواد الميلاني، محمد مديح، عبد الرحيم طاليب، أحمد العينين والعربي كورة.. ولا ينسى عبد الواحد فاليو واحدا من أحسن لقاءاته، في مباراة نصف نهاية كأس العرش موسم 84/85، تألق خلالها اللاعب كثيرا، نال معها تصفيقات الجمهور وإعجاب كل المتتبعين، وشد إليه أنظار مدرب الجيش آنذاك المهدي فاريا، الذي أثنى كثيرا على عطائه. «أحسن ذكرى في حياتي الرياضية يختزنها اللقاء الكبير ضد فريق الجيش الملكي في نصف نهاية كأس العرش، تمكنت يومها من تقديم مستوى نال إعجاب كل الحضور، ورضا الناخب الوطني ساعتها المهدي فاريا، ولا زال الجمهور الرياضي الذي عايش اللحظة يذكرني بكل فصول المباراة، لقد أحسست حينها بفرح كبير. تمكنت من توقيع اسمي بالخط العريض في سبورة البطولة الوطنية، لقد كان فعلا لقاء لا يجب إسقاطه أبدا من الذاكرة». في سنة 1991، قرر اللاعب أن يضع نقطة النهاية في سطر رياضي مسكون بالعديد من الفصول المثيرة، ودخل تجربة التدريب، قبل أن يجد نفسه وحيدا بلا عمل، وبلا بيت عائلي يجمعه مع أسرته التي تتكون من زوجة وابن واحد. لازال اللاعب فاليو يسكن أحد أحياء دور الصفيح بعين السبع، أقيمت له مقابلة تكريمية بالمركب الرياضي سيدي البرنوصي جمعت بين منتخب الدارالبيضاء والرجاء البيضاوي، ولكنها لم ترفع عنه ظروف العيش الصعبة، لازال شبح البطالة يتعقبه، يحاول جادا الخروج من وضع ضيق، والعيش بعيدا عن دوامة الخوف من المستقبل الغامض.