اقترح مجموعة من الباحثين المغاربة التوقيع على عريضة تطالب بحماية اللغة العربية من الهجوم الكاسح الذي تشنه أقلية وقعت تحت ضغط جهات أجنبية، لنشر إما اللغة الفرنسية، الأقل قراءة في المغرب، أو نشر لهجة دارجة، سوقية، أو دفع بعض المواطنين الذين لم يتمكنوا من الاندماج في النسيج الاجتماعي بالمدن الكبرى إلى إثارة النعرة الأمازيغية، والحديث عنها وكأنها ضحية لمتحدثي اللغة العربية. وتوقع عمر الكتاني، دكتور الاقتصاد، الذي كان يتحدث مساء أول أمس، في ندوة فكرية نظمتها جمعية الدفاع عن اللغة العربية بالرباط، جمع مليون توقيع في تلك العريضة، لدعم اللغة العربية المهددة يوميا من قبل أقلية تستهزئ من الهوية المغربية، وتخدم أجندة أجنبية، على حد قوله، سواء كانت على دراية بأهداف تلك القوى، أم لا. وانتقد الكتاني ما أسماه إذاعة لغة فرنسية منحطة ودارجة سوقية على أمواج بعض الإذاعات، اعتقادا من مروجيها أنهم يضربون في العمق اللغة العربية، متناسين أنهم يساهمون في إعادة تنشئة جيل فاقد للشخصية، مستغربا رفض الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري التدخل لحماية الذوق مهما قيل وبأية لغة كانت. واعتبر الكتاني أن البعض اعتقد عن خطأ دفاع المواطنين عن اللغة العربية مسا بالأمازيغية، التي تحتاج إلى تأهيل، وهو ما يقوم به المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حتى تصبح لغة متداولة، مشيرا إلى أن أندونسيا عاشت نفس المشكل، حيث قامت بتوحيد لهجاتها المحلية، ما أدى إلى رواج تجاري بين الأقاليم، فيما لم تتمكن بنغلاديش من تجاوز عائق لهجاتها، لكون الدولة المركزية سمحت لكل إقليم بالتحدث بلغته المحلية، فلم يعد البنغلاديشيون يتواصلون في ما بينهم، ما أدى إلى ضعف الرواج التجاري، وتقلص عائدات جميع القطاعات.ومن جهته، قال العربي المساري إن المغرب في مرحلة انتقالية لغويا، إذ يمر من بلد مزدوج اللغة إلى بلد لغته هي الفرنسية، وبموازاة ذلك هناك حملة جريئة ضد اللغة العربية، لم يسبق لها مثيل، ويتم ذلك أمام صمت المسؤولين وبمباركتهم، مما يشجع على التمادي في التمهيد لنجاح «الانقلاب» اللغوي. وأكد المساري أنه، في غمرة هذا الانقلاب، سجل أن المشهد اللغوي في المغرب يتميز بتحرك الأمازيغية، وهذا معقول ومقبول، واكتساح الفرنسية وهذا أمر مدبر، وتلقي العربية الضربات من كل صوب ومن كل صنف، وهذا أمر يتم في واضحة النهار. وأضاف المساري قائلا إنه حسب تقرير ماروك ميتري لشهر يونيو 2009 فإن أكبر حصة من المشاهدة نالتها عشرة برامج تلفزيونية بثتها القناة الأولى، لا يوجد فيها ولو برنامج واحد ناطق بالفرنسية. ونفس الشيء بالنسبة إلى القناة الثانية، إذ لم يحظ أي من البرامج المقدمة بالفرنسية بنسبة مشاهدة تقرب من 35، 8 %، التي هي نصيب آخر برنامج في لائحة العشرة الأوائل التي تبثها الثانية، وهي نشرة الأخبار بالعربية، مضيفا أن خمس جرائد يومية الاكثر مبيعا في المغرب توجد من بينها جريدة واحدة مكتوبة بالفرنسية، وإن مجموع مبيعات الجرائد اليومية الصادرة بالفرنسية يبلغ 71.840 نسخة في اليوم، وهذا الرقم يزيد قليلا عن جريدة واحدة بالعربية، وهو يقل بمرتين عن الجريدة الأولى الصادرة بالعربية، ويتعلق الأمر ب«المساء». واعتبر المساري الحديث عن «جمهورية الريف» مجرد تشويش لضرب الهوية المغربية، مذكرا المتشددين بأن يعقوب المنصور الموحدي الأمازيغي هو من عرب المغاربة. وفي السياق نفسه، قال عبد الرحمن بن عمرو، إن اليابانيين والألمان، لا يتحدثون في الأممالمتحدة بلغتهما، فيما العربية تعد أمميا لغة دولية ضمن ستة لغات حية، معترف بها.