سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد الزرقاوي.. نجم أولمبيك خريبكة السابق الذي يعيش اليوم على مساعدات الأصدقاء فاز بكأس العرب ولعب نهاية كأس العرش واحترف بالسعودية ويحترف الآن البطالة في خريبكة
تفتح «المساء» صفحاتها خلال شهر رمضان لوجوه رياضية طالها الإهمال، لأسماء كبيرة صنعت يوما مجد الرياضة، وتعيش الآن كل أنواع التهميش، وتدعو كل القراء الكرام ليتذكروا بعض الرياضيين الذين طواهم النسيان، ويعيشون الآن في أوضاع مزرية بعد نهاية مسارهم الرياضي، حيث حجم الفارق كبير بين البداية والنهاية. في ثمانينيات القرن الماضي، كان فريق أولمبيك خريبكة يعيش أحلى فترات التألق.. ضم الفريق حينها جيلا ذهبيا من اللاعبين الموهوبين. كانت كل الملاعب الرياضية تردد أسماءهم، كان هناك الغرف، حبابي، حدومي، خمليش، سيبوس.. وأسماء أخرى بنفس الكفاءة.. استطاع الفريق الخريبكي أن يكون لنفسه مدرسة خاصة في كرة القدم، وشكل منافسا قويا لكل أندية الصفوة، قدم للمنتخب الوطني عناصر فاعلة، وظل دائما مركزا هاما لإنجاب اللاعبين، تلجأ إليه كل الأندية الوطنية لتعزيز صفوفها ببعض لاعبيه المميزين، وقد كان سفراء خريبكة يقدمون مردودا طيبا داخل أندية مختلفة.. محمد الزرقاوي، واحد من إهداءات الفريق الفريدة، تعلق بفريق أولمبيك خريبكة، يحضر تداريبه، ويتابع كل لقاءاته، وذات يوم وجد نفسه في ملعب الفريق يبحث عن تأشيرة سفر إلى عالم رياضي مثير.احتضن الفريق ابن مدينته، ووقع له على عقد البداية الجميلة، ففي سنة 1986 سيصبح الزرقاوي لاعبا مسجلا في تركيبة الأولمبيك، وبعد أكثر من عشرين سنة لازال اللاعب يحتفظ بتفاصيل الالتحاق بفريق مدينة الفوسفاط: «أن تلعب كرة القدم فتلك متعة جميلة، ولكن أن تلعب لفريق أولمبيك خريبكة فذاك حلم جميل يستحيل أحيانا تحقيقه، وكما تبتدئ كل الرهانات الكبيرة بحلم صغير، كان لا بد لي أن أدخل تجربة أخرى انتقلت من الأحياء إلى ميادين التباري، التحقت بفريق أولمبيك خريبكة، تدربت معه وأنصفتني الكرة لأكون واحدا من لاعبيه، وأذكر أنني لم أنم ليلة التوقيع للفريق فقد كان الفرح كبيرا جدا، ومعه تضاعفت المسؤولية، ودخلت اختبارا صعبا يجب أن تجتازه بالعطاء المتواصل، واحتضنني فريق الأولمبيك بدفء مميز». عندما وقع الزرقاوي لفريق أولمبيك خريبكة، أحس بأنه يدخل الآن مرحلة التألق والبحث عن نتائج النصر، كان اللاعب مطمئنا لتواجده مع أسماء معروفة، فقد وفر له الفريق كل الإمكانيات المادية والمعنوية، ودعاه إلى رحلة البحث عن الألقاب. «استطاع فريق أولمبيك خريبكة أن يكسب سمعة طيبة في الساحة الرياضية، يستعصي على كبار الأندية هزمه، ولكنه لم يكن محظوظا في حصد الألقاب، ظل سجله الرياضي فارغا، رغم فترات التألق في البطولة الوطنية، ولكنني على الأقل كنت أكثر حظا من باقي اللاعبين، فبعد ثلاثة أعوام، وجدتني ألعب نهاية كأس العرش لمسم 89/90 تحت قيادة المدرب يوري، واستمر مسلسل البحث عن الألقاب طويلا». في سنة 1993 حظي اللاعب الزرقاوي بشرف حمل قميص الفريق الوطني، عندما كان يقوده المدرب الوطني عبد الخالق اللوزاني، أكمل اللاعب الفقرة الثانية من حلمه الكبير، فاللعب للمنتخب شكل فعلا بالنسبة إليه إنجاز كل اللحظات، وفي نفس السنة سيدخل الزرقاوي منعطفا هاما في مسيرته الكروية، انتقل إلى عالم الاحتراف بالسعودية. «في سنة واحدة أهدتني الكرة كل ما أستحق لعبت للمنتخب المغربي، وهو الحلم الذي يعيش عليه أي لاعب، كما توجت عطائي الرياضي بالالتحاق بفريق الوحدة السعودي في تجربة احترافية لم تدم طويلا لسوء الحظ، ولكنها كانت تجربة غنية، أفادتني كثيرا في بقية المشوار». عاد الزرقاوي من جديد إلى الفريق الخريبكي، دافع عن القميص بشجاعة، ورحل معه إلى الأردن للتنافس على لقب عربي غال. انتصر الفريق على الفيصلي الأردني بثلاثة أهداف لواحد، وحمل كأس النصر العربي. سعد اللاعب بالإنجاز كثيرا، وكانت تلكم واحدة من أجمل لحظات عمره. بعد أن حقق اللاعب حلمه، وبصم على وثيقة التألق داخل فريق الأولمبيك، وككل البدايات، جاءت نهاية المسار، غادر الزرقاوي ملاعب الكرة، ودخل ملعب الحياة ليشغل وحده كل المراكز. بقي بلا عمل، عاش وضعا صعبا جدا، بعد أن أهدر أموالا كثيرة، ونال بعدها ديبلوم الدرجة الأولى في التدريب الذي أقيم بالمعمورة، له ابن معاق من مطلقته التي طالبته يوما بالنفقة فكان مصيره السجن قبل أن يجتمع بعض الأصدقاء من أجل إنقاذه، ويجوب الآن شوارع خريبكة، يحترف البطالة، ويعيش فقط على مساعدات الأصدقاء.