سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العربي شباك.. اللاعب الذي أنقذ الجنرال الدليمي مستقبله من الضياع شارك مع المنتخب المغربي في العديد من الاستحقاقات الدولية ولعب نهاية كأس العرش العرش مرتين
تفتح «المساء» صفحاتها خلال شهر رمضان لوجوه رياضية طالها الإهمال، لأسماء كبيرة صنعت يوما مجد الرياضة، وتعيش الآن كل أنواع التهميش، وتدعو كل القراء الكرام ليتذكروا بعض الرياضيين الذين طواهم النسيان، ويعيشون الآن في أوضاع مزرية بعد نهاية مسارهم الرياضي، حيث حجم الفارق كبير بين البداية والنهاية. «أن تلعب أمام الرجاء ببيتشو، بتي عمر، بنيني، حمان، وشباب المحمدية بعسيلة، فرس، والحدادي، والنادي القنيطري بكالا، البوساتي، حسينة، ومولودية وجدة بالسميري والفيلالي، ورجاء بني ملال بجناح والولد، والجديدة بشيشا، فأنت مطالب بأن تملك فريقا بخط دفاع جيد يستطيع كبح جماح كل هؤلاء المهاجمين، لذلك كانت كل الأندية تسعى باستمرار إلى تحصين دفاعها بلاعبين مميزين يجيدون كل آليات الرصد والمصادرة». هكذا كان العربي شباك يفتتح الحديث عن مساره الرياضي، يحفظ كل الأسماء عن ظهر قلب وكأن الحكاية كانت بالأمس فقط، لا زال العربي يتذكر كل لقاءاته داخل الفريق القاسمي الذي كان يومها يفخر بتواجد لاعبين كبار، الإخوة العامري، الإخوة بندريس، الإخوة دحان، فتاح، السماط والجنايني، ومع هؤلاء اللاعبين كان حفار القبور قد كسب قوته، شكل خصما عنيدا لأقوى الفرق وسعدت مدينة سيدي قاسم يومها كثيرا بفريقها الكبير. كان العربي شباك يحسب لقاءاته بالعطاء، ازداد الرجل سنة 1946، لعب لفرق الأحياء بمدينة الدارالبيضاء، والتحق بفريق اتحاد سيدي عثمان. وفي سنة 1961 وجد المدافع المتمرس نفسه في مدينة الحمامة البيضاء، لعب لفريق المغرب التطواني سبع سنوات، احتك خلالها بفرق عديدة، وكسب خبرة أكبر، لينتقل سنة 1970 إلى فريق اتحاد سيدي قاسم في القسم الوطني الأول، وهو نفس الموسم الذي سيلتحق فيه بالمنتخب الوطني المغربي. «في سيدي قاسم اختلفت الأمور كثيرا، كان الفريق يضم بين صفوفه أسماء ممتازة، استطعنا أن ننافس على اللقب، ونحتل دائما المراكز المتقدمة، كان همنا الوحيد أن نوقع على حضور جيد في البطولة الوطنية، لم يكن الجانب المادي يشكل هاجسا بالنسبة إلى كل اللاعبين، لقد أردنا فقط أن نرفع من المستوى الرياضي داخل مدينة سيدي قاسم، كان التجاوب كبيرا بيننا وبين جمهور عاشق، استطاع الفريق أن يتعملق أمام أكبر الأندية، واستحق مكانته» استطاع فريق اتحاد سيدي قاسم أن يكون تركيبة بشرية منسجمة، وكان لا بد له أن يترجم تفوقه الميداني بالبحث عن الألقاب، لعب نهاية كأس العرش مرتين، انهزم أمام فريق شباب المحمدية سنة 1975 بهدفين لصفر، وخسر نهايته الثانية أمام المغرب الفاسي سنة 1981 بهدف يتيم، وصارع على الرتبة الأولى سنة 1971 و1973 احتل بعدها رتبة الوصيف، لم يكن الحظ بجانب الفريق وظل أرشيفه الرياضي خاليا من الإنجازات. بعد عطائه الممتاز كمدافع يضع علامات ممنوع المرور أمام كل المهاجمين، أنصف المنتخب المغربي جهود اللاعب، لعب للمنتخب ستة أعوام، وشارك معه في العديد من الاستحقاقات القارية والدولية. «في سنة 1970 لعبت للمنتخب المغربي للشرطة، ثم المنتخب الأولمبي، وبعدها المنتخب المغربي للكبار سنة 1971 ، شاركت معه في منافسات كثيرة، لعبنا نهائيات كأس إفريقيا سنة 1972 بالكامرون، وكأس القنيطرة بسوريا، وإقصائيات الألعاب الأولمبية بميونيخ سنة 1972 ، ثم إقصائيات كأس العالم بألمانيا سنة 1974 ، وإقصائيات كأس إفريقيا سنة 1976، السنة التي حققنا فيها اللقب، وغبت خلالها عن العرس الإفريقي، فقد أبعدتني إصابة في لقائنا ضد ليبيا عن عيش متعة النصر الإفريقي». لكل بداية نهاية، وجد العربي شباك نفسه يوما بعيدا عن هوس الملاعب، دخل عالم التدريبب التطوعي حبا في الرياضة، ففي سنة 1982 لعب ودرب فريق اتحاد سيدي قاسم، ثم حسنية بنسليمان وعمل بلقصيري، وفتح سباتة وأمجاد سيدي عثمان، ووفاء وداد الذي يوجد به منذ حوالي خمس سنوات، بدون أجر، يقدم عملا تطوعيا مع صديقه الحميم، رئيس الفريق عبد القادر فولوز، يعيش الرجل مع عائلته المكونة من سبعة أبناء فضلوا بدورهم عالم الكرة المستديرة، فعصام ومحمد يلعبان بوفاء وداد، وغزلان تعشق كرة القدم، تلعب داخل فريق الرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي، يعيش الرجل حياة عادية، يستفيد من تقاعده في سلك الشرطة، ويعرف أنه بفضل الدليمي يجد على الأقل مصاريف العيش. «لقد كان الفضل الكبير للجنرال الدليمي، الرئيس الشرفي آنذاك، في وقت كان والده لحسن الدليمي هو الرئيس الفعلي للفريق، في أن يحصل اللاعبون داخل الفريق على مناصب شغل في سلك الشرطة وداخل الشركة الشريفة للبترول، كان يحب الفريق الذي يمثل مدينته، ويحضر للتفرج على لقاءاته وتشجيع الفريق، وأنقذ مستقبلنا من الضياع».. العربي شباك، نموذج للاعب كبير يتنفس أوكسجين الرياضة، وجد نفسه بعد تاريخ رياضي طويل خارج اهتمامات المسؤولين الرياضيين الذين يجب أن يهتموا بجيل الكبار الذين أنهوا مسارهم الرياضي واختلفت عندهم البداية عن النهاية. ،