طالب التجار العاملون بسوق القدس، بتاوريرت الذي احترق بالكامل ظهر أول أمس، السلطات الأمنية بالإسراع في فتح تحقيق لكشف ملابسات الحريق المهول الذي شب في سوق القدس وأتى على جميع محلاته ال 1500. وقدرت مصادر مسؤولة من عين المكان في اتصال مع «المساء» حجم الخسائر الأولية ب 4 ملايير سنتيم في انتظار انتهاء التحقيق وإعطاء رقم دقيق عن الخسائر التي تكبدها التجار البسطاء. وأوضح عبد الرحيم الوافي، الكاتب العام لنقابة التجار والحرفيين المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ل «المساء» أن الحريق اندلع ظهرا في محلات تجارية مصنوعة من القصب لتنتشر النيران بسرعة مهولة في باقي المحلات وينتهي أمر السوق الشعبي في أُقل من 30 دقيقة. وقال الوافي إن رجال الإطفاء المحليين عانوا من حالة ارتباك أمام النيران المنتشرة بشكل يفوق الإمكانيات التي يتوفرون عليها، مما نشر الهلع وسط السكان المجاورين للسوق الذين خافوا أن تطال النيران دورهم وممتلكاتهم. واضطرت السلطات المحلية إلى استقدام تعزيزات على وجه السرعة من مدن الناظور ووجدة والعيون الشرقية وجرسيف، كما تدخلت وحدات من الجيش للمساعدة، الأمر الذي انتهى بإخماد النيران بعدما أخليت المنازل المجاورة للسوق من سكانها. واشتكى التجار من استيلاء اللصوص على بعض الممتلكات البسيطة التي استطاعوا إنقاذها قبل انتشار الحريق، وقال الوافي إن بضائع غالية الثمن بيعت أول أمس بتاوريرت بأقل من 15 درهما. وأكدت مصادر من المنطقة ل «المساء» وجود شكوك قوية لدى التجار باحتمال أن يكون الحريق شب «بفعل فاعل». وعلمت «المساء» أن ممثلين عن التجار العاملين بالسوق التقوا مساء أول أمس بعامل الإقليم واتفقوا معه على عودة التجار إلى السوق، في انتظار التفكير في حلول للحيلولة دون تكرار هذه المأساة. ويأمل التجار أن يسارع المسؤولون لدعمهم بدفع تعويضات لهم علما أن أغلب المتضررين ينحدرون من أسر فقيرة، وشرح الوافي أن النقابات تحاول فتح حوار مع شركات القروض الصغرى لإعادة جدولة ديون التجار البسطاء. وخلف الحريق إصابة 31 شخصا بجروح طفيفة، ودمر نحو 1200 «براكة» و500 محل للبيع. ويعرف سوق القدس الذي يغطي مساحة تبلغ 28 ألف متر مربع توافدا كبيرا من لدن سكان المنطقة الشرقية من أجل اقتناء معروضاته المختلفة.