حدد ضحايا سوق «القدس» بمدينة تاوريرت، الذي أتت النيران فيه على 1500 محل تجاري، حجم الأضرار في ما يقرب من 7 ملايير سنتيم، بعد إحصاء خسائر جميع الضحايا من التجار البسطاء. وسارع التجار الضحايا إلى تأسيس جمعية للتفاوض باسمهم مع المجلس البلدي والمجلس الإقليمي وممثلي وزارة الداخلية، ونجحت جمعية «النهضة» في عقد اتفاق معهم يقضي ببناء سوق بديل مؤقتا بالمدار الحضري لمدينة تاوريرت، إلى حين انتهاء السلطات المحلية من بناء مركب تجاري بالسوق القديم (القدس) والذي يحتاج على الأقل إلى سنتين للانتهاء من بنائه. وأكد عبد الرحيم الوافي، الكاتب العام لنقابة التجار والحرفيين المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ل«المساء» أن التجار الضحايا سيستفيدون من محلات مؤقتة مساحتها 3 أمتار في الطول والعرض، حيث تمتد مساحة السوق الجديد على 3 هكتارات. وعلمت «المساء» أن التجار سيستفيدون من دعم مهم من طرف المجلس البلدي وعمالة الإقليم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي قدر ب 500 مليون سنتيم، وذلك لبناء المحلات المؤقتة، في حين سيساهم التجار أنفسهم بمبالغ تتناسب وأوضاعهم المادية. وقال الوافي إن السلطات قررت استثمار 6 ملايير سنتيم لبناء المركب الجديد في السوق المحترق في الوقت الذي سيدفع فيه التجار مبالغ تتراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف درهم لكل واحد منهم. جاء ذلك بعدما تقرر عدم تعويض الضحايا مباشرة عن الأضرار الهائلة التي لحقتهم جراء احتراق سلعهم التجارية. ولم تظهر لحد الآن نتائج التحقيقات التي فتحت بشأن الأسباب التي تقف وراء اندلاع الحريق الذي شرد في أقل من ثلاثين دقيقة 1500 تاجر يعولون أسرهم. واندلع الحريق في وقت الظهيرة في محلات تجارية مصنوعة من القصب لتنتشر النيران بسرعة مهولة في باقي المحلات وينتهي أمر السوق الشعبي الأشهر في مدينة تاوريرت. وأصيب السكان المجاورون للسوق بحالة من الهلع بعد سلسلة انفجارات قنينات الغاز التي كان التجار يستعملونها، الأمر الذي عقد من مهمة رجال الإطفاء مما حذا بالسلطات إلى الاستنجاد بزملائهم من مدن الناظور وجرسيف ووجدة والعيون الشرقية، إلى جانب عناصر الجيش والقوات المساعدة. وخلف الحريق إصابة 31 شخصا بجروح طفيفة، ودمر نحو 1200 «براكة» و500 مكان للبيع. ويعرف سوق القدس، الذي يغطي مساحة تبلغ 28 ألف متر مربع، توافدا كبيرا من لدن سكان المنطقة الشرقية من أجل اقتناء معروضاته المختلفة.