هي صوت من الأغنية المغربية الأصيلة التي أبدع فيها عبد القادر الراشدي ومحمد فويتح والمعطي بنقاسم و اسماعيل أحمد وبحة من الإيقاع الشعبي الذي أوصلته للمتلقي المغربي، هي المطربة لطيفة رأفت ذات الحضور الفني الخاص الذي يزاوج بين الإطلالة الجميلة والنبرة التي تتداخل فيها الآهات بالنسمات الطربية. هي من أسمعت المغاربة في زمن الأغنية العاشقة أجمل الأغاني، هي من تسمعهم بالطرب الرقيق وتهدي للعشاق في لحظات النشوة والسهاد أو الفراق أجمل الأحاسيس في أجمل الكلمات التي أبدع فيها الزجال الكبير الطيب لعلج قائلا: «خيي عملني من حبابك، سال عليا وكيف يمكن تسال عليهم، واخيي أنا جيت قاصد بابك لا تخيبني راه قلبي بغاك و يبغيهم، واخيي سال عني من حين لحين ديرني فبالك وذكرني وشكون من غيرك يا الحنين يعرف حالي ويعذرني عاشقك من مدة و سنين وخا تقسى و تهجرني و يا خيي سال عليا عفاك، عفاك يا خيي خيي فكر فيا عفاك ، عفاك يا خيي خيي». عن هذه الأغنية يقول منتج الأغنية حميد العلوي الذي كان ينظم تظاهرة «أضواء المدينة» في الثمانينيات: «المسيرة الفنية للطيفة رأفت كلها ذكريات وحكايات تبتدئ مع أغنية «أنا فعارك يا يما»، هذه الأغنية التي تألقت فيها لطيفة، كانت ستغنيها فاطمة مقدادي قبلها، ففي أحد الأيام سافرت إلى مدينة طنجة رفقة صديق، فكان اللقاء مع فتح الله المغاري الذي كتب ولحن الأغنية التي سمعتها مقدادي التي كنت مدير أعمالها، وتم الاتفاق على أن تؤديها فاطمة، إلا أنها لم تأت من القاهرة، وشاءت الظروف أن أتعرف على لطيفة رأفت في ذلك الوقت، وكان يجب أن أقدم لها عملا جيدا، إذ كنا سنقوم بجولة فنية في سنة 1984، فأنتجت لها ثلاث أغان ( أنا فعارك يا مة، مشفتش بحالو، أنا فعارك يا مة») ، من هنا انطلق المسار الفني رفقة الفنانة لطيفة رأفت الذي تحول إلى علاقة أسرية فيما بعد دامت خمس سنوات، أنتجنا خلالها العديد من الأغاني الناجحة، من بينها: «عشرة الحباب» و«دنيا يا دنيا» و«مشفت فحالو» و«يا هلي ياعشراني» و«خويي خويي» . ومن ذكريات هذه الأغنية أن ملحنها فتح الله المغاري أعطى للطيفة رأفت «يد الله»، لأنه كانت تربطني به علاقة قوية، ومن الصدف أنه كان الشاهد على زواجي من لطيفة رأفت، وأتذكر أن الحفل حضره العديد من الفنانين والصحفيين، من بينهم ادريس التادلي، رشيد الصباحي...». ويضيف حميد العلوي: «انطلاقة فنية وعائلية مع لطيفة رأفت ستتكرس من خلال اشتغالنا على أغنية «خويي» التي كتبها الزجال الفذ أحمد الطيب لعلج ولحنها المبدع عبد القادر الراشدي، هذه الأغنية التي حققت بها لطيفة رأفت الشهرة والتألق كانت في البداية عبارة عن «كوبلي» أعطاه العلج للراشدي الذي لحنه، وحضرت لترديده، لأننا كنا بمثابة أعضاء العائلة الواحدة، فحفظ الراشدي هذا «الكوبلي» للطيفة التي تفاعلت معه، مع التذكير بأن لطيفة كانت تمتاز بشيء جميل يكمن في قدرتها على استيعاب خصوصية اللحن في وقت وجيز، ومنحت الأغنية الصوت الذي يستحقه وطابع «التمغربيت» الذي تتميز به لطيفة، بالإضافة إلى الحضور القوي. ويواصل العلوي النبش في ذكريات الأغنية بالقول: «حينما قررنا التسجيل أعطينا الأغنية اهتماما كبيرا، لدرجة أن كل أعضاء الجوق الملكي شاركوا في التسجيل، إلا أن هذا لم يكن ليفيد التسجيل، فبعد أن أخذنا النموذج المسجل للراشدي، اكتشفنا أن الأغنية غير صالحة، مما يعني ضرورة إعادة التسجيل، إلا أنه أثناء التسجيل لم نجد العدد الكافي إذ لم يتجاوز العدد أربعة، على اعتبار أن العازفين كانوا موظفين وملتزمين بالوقت، ومع ذلك قررت أن نسجل، ومن الغريب أن الأغنية صارت أحسن من الأول، فالشيء إذا زاد عن حده تتغير نتيجته للأسوأ، ومن الأشياء الجميلة أن الأغنية دخلت المنافسة بين 120 أغنية حول مسابقة أحسن أغنية التي نظمتها الإذاعة سنة 1985 واستطاعت أن تفوز بالجائزة الأولى بفارق كبير عن الأغنية التي احتلت الجائزة الثانية حسب اختيار المستمعين، كما أن الأغنية جاءت في زمن «التلفزة تتحرك»، وغنتها لطيفة أول مرة في سهرة مباشرة من مسرح محمد الخامس بشكل رائع، واستطاعت أن تلفت الأنظار إليها بصوتها وبأغنية «خويي خويي» التي أبدع فيها الثنائي أحمد الطيب لعلج وعبد القادر الراشدي».