.. هم نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي . لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ... هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون. المعطي بنقاسم 1928 - 2001 أول من ذاع صيته في المغرب العربي 2/1 الفنان المطرب المعطي بنقاسم من مواليد مدينة سلا سنة 1928 ، انطلق مساره بتقليد رواد الأغنية المغربية والعربية . أسس سنة 1947 رفقة مجموعة من الأصدقاء جوق الاتحاد السلاوي برئاسة الفنان محمد بن عبد السلام ، حيث أصبح رفقة الجوق يحيي سهرات مباشرة على أمواج راديو المغرب . ويعد من مؤسسي الجوق الوطني للإذاعة الذي كان يعزف في الأربعينات بجوق راديو ماروك . عرف الفنان المعطي بنقاسم بتواضعه وحبه لفن الطرب والغناء منذ صغره ، كان عازفا على آلة الكونترباس ثم على آلة العود قبل أن يغني . التحق بجوق محمد بوزبع ثم جوق محمد العروسي ، وفي بداية السبعينات التحق بجوق إذاعة فاس الجهوية الذي ظل به إلى أن تقاعد . كان أشهر مطرب في المغرب خلال فترة الخمسينات والستينات ، كان ذواقا للفن الرفيع وله أذن موسيقية حساسة ، عرف مطربا وعازفا وملحنا . هو الذي أهدى بالصوت المتميز أجمل الإيقاعات وأصدق الأحاسيس حين يقول : «كان يحن علي ، كان يسول علي ، واليوم ثاني ، ضيع عياني والنوم جفاني وخاصم عيني ، كان يحن علي كان ، كن قلبي يهواني والدليل عينو...» . ويقول أيضا : «مخاصمني وقلبي بين يديك هدية ، ومخاصمني وعينيك من وراء عيني ، سباب خصامك الغيرة وأنا عايش في الحيرة...» المعطي بنقاسم أول من ذاع صيته في المغرب العربي وبالأخص في الجزائر وتونس . اشتهر بأغانيه المغربية الصرفة المعتمدة على الزجل المغربي ، وهو أول من غنى للشاعر العربي الكبير نزار قباني أغنية «مكابرة» من ألحان عبد الرحيم السقاط ، وغنا أغنية «على قدر الهوى» للشاعر أحمد شوقي من ألحان السقاط . يتبع