.. هم نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي . لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ... هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون. محمد فويتح 1928 - 1996 قيمة فنية في الإبداع والفن واللحن 2/2 ثم وضع محمد فويتح أغنية عن عودة محمد الخامس من المنفى سنة 1955 «مللي بكيت أنا» بعد عودته من فرنسا سنة 1956 غير بعض مقاطع أغنيته الأولى وأعاد غنائها بتوزيع جديد ونغمات جديدة . في منتصف الستينات عاد محمد فويتح إلى مدينة فاس مسقط رأسه . استطاع أن يصبح من المطربين الكبار ومن الرواد الأوائل للأغنية الشعبية ومن أقطاب الموسيقى ، كان فويتح مبدعا وملحنا وفنانا . لقد لحن لكل من المعطي بنقاسم أغنية «الله الحباب»» وعبد الحي الصقلي «لسمر» ، وللفنانة بهيجة ادريس»خايفة قلبي ليبوح سر الناس» ، ولعبدو شريف أغنية وطنية ، وكان يتمنى أن يغني له الفنان عبد الهادي بلخياط . لقد اقترح عليه رئاسة الجوق الجهوي لإذاعة فاس الجهوية ، ورفض هذا المنصب . ومن ألحانه أيضا الأغاني التالية : «البركي» و «الأشكر» و «الحبيب لي والفتو» و»علاش ياعيوني» وهي من كلمات الشاعر أحمد الطيب لعلج وألحانه وأدائه. كان فويتح قد اهتم بالرسم إلى جانب الموسيقى والغناء . كان قد صرح في إحدى الصحف « سأكون صريحا معكم ولن أخفي أسفي على ماآلت إليه وضعية الأغنية المغربية ، لقد اختلط الحابل بالنابل ، ولم نعد نميز بين الغث والسمين . وبصراحة أكثر لقد دب الركود إلى مجال الإبداع وأصبح من النادر أن نجد الفنان الممتاز الذي يتذوق إلهام الأوتار ... « لقد انتقل محمد فويتح إلى رحمة الله يوم 18 شتنبر 1996 ، تاركا وراءه تراث فني كبير . بعد أن قضى سنواته الأخيرة من عمره بمدينة طنجة في شبه عزلة عن الوسط الفني ..