هاجم مجهولون، يوم السبت الماضي، حوالي الساعة التاسعة ليلا، عند منطقة «بين القشالي» بمراكش، قاطرة القيادة في القطار المتوجه من مراكش نحو فاس. المهاجمون، الذين لا زال البحث جاريا عنهم، حسب معلومات استقتها «المساء» من مصادر عليمة، رشقوا القاطرة الأمامية للقطار بالحجارة بعدما كانت متوقفة، مما خلف كسر زجاجها بالكامل، وإصابة السائق الذي كان داخل القاطرة أثناء الحادث المفاجئ والغريب، إصابات بليغة نقل على إثرها إلى مصحة خاصة بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية، فيما تمت إعادة القاطرة المحطمة إلى محطة القطار مراكش، واستقدام أخرى لاستئناف الرحلة التي توقفت طويلا، الأمر الذي سبب عرقلة في برنامج الرحلات واختلالات في مواعيد بعض المسافرين. وقد خلف هذا الحادث، الذي لم يعرف لحد الآن مرتكبوه ولا نيتهم من وراء ذلك، حالة من الذعر الشديد وسط المسافرين الذين توجسوا من التوقف المفاجئ للقطار، وصوت ارتطام الحجارة بالزجاج وسط الظلام وعلى مسافة قريبة من محطة الانطلاق، ليتفرقوا في أماكن عديدة بالقرب من المحطة تضمن لهم الحماية من الأحجار المصوبة نحو القطار. وقد فتحت الشرطة التي هرعت إلى المكان تحقيقا دقيقا في الحادث، ويجري حاليا البحث بكثافة لتحديد هويات الفاعلين والقبض عليهم. وقد ذهبت بعض التأويلات والأخبار غير المؤكدة إلى أن الحادث العنيف يعود إلى الزيادات الأخيرة في أثمان التذاكر وخدمات القطار. يشار إلى أن هذا الحادث يأتي بعد أيام قليلة على الزيادات الأخيرة للمكتب الوطني للسكك الحديدية في أسعار الرحلات وباقي خدماته، وفي خضم دعوات حثيثة لجمعيات المجتمع المدني إلى تنظيم وقفات احتجاجية ضد هذا القرار المفاجئ وغير المبرر.