صباح الخميس 20 دجنبر 2007، بارحة عيد الأضحى لسنة 1428ه بمحطة السكك الحديدية بفاسالمدينة، وعلى الرصيف رقم 2، انتظر المسافرون بفارغ من الصبر في الظلام الدامس والبرد القارس، القطار المتجه إلى مدينة وجدة؛ والذي كان من المفروض أن يصل على الساعة الواحدة والربع ليلا؛ إلا أنه كعادته وصل متأخرا؛ لكن هذه المرة بساعتين... "" أما الطريف في الأمر، فقد وصل القطار مملوءا عن آخره، حتى الممرات لا يكاد يجد المسافر فيها موضع قدم، مما اضطر مئات المسافرين إلى الاعتصام أمام القاطرة البخارية لهذا القطار لمنعه من مغادرة المحطة والتوجه إلى وجدة. ردد المسافرون شعارات تندد بلامبالاة ولامسئولية مسئولي السكك الحديدية، الغائب الأكبر في هذه المأساة، إذ لم يجد المسافرون من يطمئنهم على حال سبيلهم، مما حذا في بداية الاعتصام بأحد سائقي القاطرة إلى استعمال العنف ضد المعتصمين بغية تفكيكهم وإبعادهم عن السكة الحديدية.. وعند فشل محاولة هذا السائق المستهتر، ظهر موظف باسم السكك الحديدية لمحاورة المسافرين المعتصمين، وبعد جدال طويل أقنعهم بركوب قطار كان رابضا بالمحطة، واعدا إياهم بأن القطار ذاته سيقلهم على التو من مطيهم له تجاه وجدة؛ إلا أن وعوده كانت غير صادقة، حيث لم ينطلق القطار إلا عند الساعة السادسة صباحا، ليصل إلى وجدة بعد الساعة الحادية عشرة ونصف... سئم أحباء المسافرين من انتظار أقربائهم من الساعة السابعة صباحا عند محطة وجدة إلى زهاء الثانية عشرة زوالا... إن الموقف لجلل، والنازلة لخطيرة، وهذه المأساة وهذه الكارثة ليست عرضا بل أصبحت عرفا لصيقا بالعطل مضرا بالتنمية البشرية وبالاقتصاد الوطني، وبالسياسة السياحية، وبسمعة البلاد والعباد، في عصر العولمة والاتصال والمواصلات.. فمتى يرفع كابوس انتظار الذي سيأتي ولن يأتي؟ من هنا أحببنا أن نسهم بمسئوليتنا المدنية عبر موقع هيسبريس، لتضاف إلى المسئولية السياسية وفق مبدأ الحكامة، حتى تطرح هذه النازلة المستشكلة في أكثر من تساؤل، على أسماع وزرائنا المحترمين من لدن بعض نوابنا المحترمين في الغرفتين لحل مشكلتي الاكتظاظ والتأخر وسوء الخدمات، المتجلية في كون بعض القاطرات أصبحت مسكنا للحشرات والتعفنات، ناهيك عن المكيفات ومراحيض القطار بلا ماء ولا ورق للاستنجاء... فللذكر ليس للحصر، نوجز هذه الأسئلة في النقاط التالية: من يراقب أداء المكتب الوطني للسكك الحديدية؟ كيف يعقل أن يتم رفع أسعار التذاكر من لدن المكتب الوطني للسكك الحديدية، ومن دون تحسين خدمات النقل والسفر؟ كيف لا يستفيق مسئولو المكتب الوطني للسكك الحديدية من سباتهم العميق، خاصة وأن مأساة ليلة الخميس 20 دجنبر 2007 بمحطة فاس، ما فتئت أن تكررت إبان أسفار العطل والأعياد الدينية والوطنية، وسوف تتكرر إن استمر الحال على ما هو عليه؟ كيف يعقل أن يحدث هذا والمغرب يرفع شعار 10 مليون سائح في أفق 2010، و في اليوم الذي يحتفل فيه المغرب بالسائح رقم 7مليون وهو يحل بمطار فاس! ! !؟ 1. لماذا هذا الاستخفاف والاستهتار بحقوق المواطنين، ألا يشعر المسئولون بمسؤولياتهم التاريخية تجاه المسافرين قصد توفير ظروف السفر اللائق والمريح ؟ 2. ألا يخجل هؤلاء المسئولون وهم يحلمون ويخططون لإدخال القطار السريع TGV، في بعض جهات المملكة، في حين ما زالت الجهة الشرقية بالمغرب تئن تحت وطأة قطار "الكوي بوي FarWest"، وهو ما سماه أحد الفكاهيين بمدينة بركان بقطار "TTS" أي "طلع وتكا حتى لصباح". وشر البلية ما يضحك والسلام