كان ينبغي على سكان مدينة الناظور قضاء أزيد من ساعة على متن حافلة أو سيارة أجرة من أجل قطع أكثر من 100 كلم لبلوغ محطة القطار بتاوريرت وحجز مكان به في اتجاه وسط المملكة، لكن منذ الأربعاء الماضي أصبحت مدينة الناظور مرتبطة بالشبكة السككية الوطنية، وتتوفر على محطة قطار عصرية مجهزة بالبنيات التحتية الضرورية. "" ويأتي تشغيل الخط السككي بين الناظور وتاوريرت، الذي دشنه الملك محمد السادس، في ظرف مناسب تشهد فيه الجهة الشرقية نموا اقتصاديا مهما، مما سيساهم في تحويل الإقليم إلى قاعدة صناعية من الطراز الأول على الصعيدين الوطني والجهوي. وعشية انطلاق القطار الأول صباح أول أمس الخميس أخذ عشرات من المسافرين يتوافدون على محطة القطار الجديدة للحصول على تذاكرهم التي يقترحها المكتب الوطني للسكك الحديدية بثمن تشجيعي قيمته 20 درهما على مسافة تصل إلى 110 كيلومتر بهدف تمكين مختلف شرائح المجتمع من استكشاف الخدمات الممنوحة ومتعة التنقل بواسطة القطار الذي يرى البعض أنه سيشجع الناظوريين على السفر أكثر. وفي هذا الإطار يقول أحد المسافرين بمحطة الناظورالمدينة، "إنه شيء جميل أن ترتبط مدينتنا بشبكة السكك الحديدية الوطنية، فالقطار سيسهل علينا التنقل"، فيما أكد مسافر آخر أن "القطار يظل الوسيلة الأكثر استعمالا للمسافات البعيدة"، معربا عن الأمل في أن تتوفر كافة المقصورات على التجهيزات الضرورية لتأمين راحة المواطنين. وحسب المكتب الوطني للسكك الحديدية، فإن نحو 700 ألف مسافر سيستعملون كل سنة هذا الخط الجديد، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أوقات لانطلاق القطار عبر هذا الخط مع تغيير بمحطة تاوريرت في اتجاه وجدة وفاس والدار البيضاء وطنجة، بالإضافة إلى خدمة مقصورة المبيت في قطارات الليل. من جهة أخرى، يتوقع أن يساهم هذا الخط الجديد في نقل نحو مليون ونصف مليون طن من البضائع كل سنة. مشروع ذو قيمة اقتصادية مضافة قوية وسيمكن هذا الخط السككي الجديد من ربط ميناء الناظور الاستراتيجي، الذي يعد محطة مهمة لجميع الأنشطة الاقتصادية بالجهة، بالشبكة الوطنية، كما سيمكن من تسهيل المبادلات التجارية الجهوية من جهة، والدولية من جهة أخرى. كما يكتسي هذا الخط الجديد أهمية في ما يتعلق بنقل البضائع وخاصة المواد المعدنية من خلال تقليص مدة وكلفة النقل. وتعد الجهة الشرقية منطقة ذات أهمية قصوى بالنسبة للنقل السككي نظرا لعدد ساكنتها الذي يصل إلى نحو مليونين نسمة تتواجد 87 في المائة منها بالشمال بين الناظورووجدة وتاوريرت، ونظرا كذلك لما تمثله ثروتها المعدنية من نسبة مهمة تصل إلى 33 في المائة من الإنتاج المنجمي الوطني دون الفوسفاط. وحسب المكتب الوطني للسكك الحديدية،فإن ارتباط ميناء الناظور بالشبكة الوطنية السككية سيساهم أيضا في الرفع من قيمة هذه الجهة، وفي تطوير الاستغلال المنجمي والفلاحي والصناعي للمنطقة.