إلى جانب أرباح الشركات والمؤسسات المالية العالمية الكبرى، انصب تركيز المتتبعين للأسواق المالية خلال الأسبوع الماضي على اجتماعات البنوك المركزية في كل من أوروبا والمملكة المتحدة ووضع البطالة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. في بداية الأسبوع، تقدم الدولار الأمريكي على عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة في أعقاب صدور تقرير بأن أصحاب الأعمال قاموا بتسريح عدد أقل من الموظفين خلال شهر يوليوز مما كان متوقعا. أما الجنيه الإسترليني، فقد قدّم أداء قويا في مطلع الأسبوع مرتفعا إلى 1.7043 مقابل العملة الأمريكية، إلا أنه خسر بعض مكاسبه بعد اجتماع بنك إنجلترا يوم الخميس وأقفل بسعر 1.6685 دولار في نهاية الأسبوع. وسجل الأورو ارتفاعا واضحا على مدى الأسبوع الماضي، فبعد أن افتتح يوم الاثنين بسعر 1.4270 مقابل الدولار، سجل تقدما ملحوظا على حساب العملة الأمريكية ووصل إلى 1.4445 دولار واستطاع المحافظة على معظم مكاسبه، إلا أنه أقفل مساء الجمعة على 1.4191دولار. من جانب آخر، تواصل الشركات والبنوك الرئيسية في شتى أنحاء العالم إعلان نتائجها للنصف الأول من السنة الجارية، وقد كان أداء تلك المؤسسات متباينا في غمرة أسوأ ركود اقتصادي يواجهه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ففي باريس، أعلن بنك «بي أن بي باريبا»، أكبر البنوك الفرنسية من حيث القيمة السوقية، أن أرباحه ارتفعت بنسبة 6.6 في المائة في الربع الثاني من السنة. بالمقابل، أعلن بنك «أتش أس بي سي» يوم الاثنين الماضي عن تراجع أرباحه بنسبة 51 في المائة، إلا أن سعر سهم البنك ارتفع بشكل حاد على أثر إعلانه أن القطاع المالي تجاوز أسوأ مراحل أزمة القروض، فيما أعلنت «باركليز كابيتال»، الذراع الاستثماري لبنك باركليز، أن أرباحها تضاعفت في النصف الأول من سنة 2009 لتصل إلى 1.05 مليار جنيه أسترليني. وبخصوص مؤشرات أداء الاقتصاد العالمي، فقد تباطأ خلال يوليوز الماضي معدل تقلص قطاع الإنتاج الصناعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي الاتحاد الأوربي مقارنة بما كان عليه في الأشهر السابقة، في حين واصل قطاع الخدمات بأمريكا تراجعه بشكل أكبر مما كان متوقعا، حيث تراجع مؤشر إدارة الاستيراد غير الصناعي، الذي يشكل حوالي 90% من الاقتصاد الأمريكي، من 47.0 نقطة في يونيو إلى 46.4 نقطة في يوليوز. كما انخفضت وتيرة تسريح العمال في الولاياتالمتحدة خلال الشهر الماضي، بحيث تراجع معدل البطالة للمرة الأولى منذ شهر أبريل 2008، مما يؤشر على أن الاقتصاد الأمريكي اجتاز أسوأ المراحل من الركود الاقتصادي، فقد انخفض عدد العاملين في كافة القطاعات عدا الفلاحة ب 247.000 وظيفة في شهر يوليوز، بعد خسارة 443.000 وظيفة في شهر يونيو، كما انخفض معدل البطالة إلى 9.4 في المائة مقارنة ب 9.5 في المائة خلال في شهر يونيو.