أهم ملاحظة خلال بداية هذا الصيف هو حجم التداولات في بورصة الدارالبيضاء الذي لا يزال ضعيفا خصوصا منذ بداية شهر يونيو المنصرم، حيث يسجل المحللون أن صيف 2009 لن يعرف ولوج أية شركة جديدة للبورصة والذي من شأنه تنشيط حجم التداولات، عكس صيف سنوات 2005 و2006 و2007 والتي عرفت خلاله االبورصة ولوج شركات جديدة أهمها مجموعة «الضحى» و«الشركة العامة العقارية» و«أليانس للتطوير العقاري»، مما أثر إيجابا على مؤشرات سوق القيم وحجم التداولات خلال فترة الصيف للثلاث سنوات الماضية. ويخلص المحللون إلى أن صيف هذه السنة سيمر عاديا جدا نظرا إلى غياب ذلك المحفز الذي يجعل المستثمرين يقبلون على سوق القيم، حيث كان آخر وافد جديد على البورصة منذ يوليوز 2008 ممثلا في شركة «أليانس»، يضاف إلى ذلك ندرة المعلومات وانتشار الشائعات حول الشركات المدرجة والتي من شأنها استقطاب المستثمرين لشراء الأسهم التي تحوم حولها الشائعات، كما وقع مع الشركة المنجمية «إس.إم.إي» التي ارتفع سعر سهمها خلال الأسابيع الماضية إلى أكثر من 130 في المائة بمجرد انتشار إشاعة بيع فرع مجموعة «مناجم» لإحدى الشركات الأجنبية، إلا أن التكذيب الرسمي ل «مناجم» وإعلانه في الجرائد جعل سهم «إس.إم.إي» يندحر تدريجيا وخسر حوالي 60 في المائة من قيمته. ومن جانبهم أوصى محللو «التجاري أنترميدياسيون» في آخر دراسة لسوق القيم بالدارالبيضاء، بمراقبة أسهم عدة شركات يراها المحللون لم تحقق بعد نموا يناسب قيمة الشركة وأسسها الصلبة، ومنها أسهم شركة «الضحى» و«الشركة المعدنية لتويست-سي.إم.تي» و«أليانس» و«دلتا هولدينغ». وسجل متوسط حجم تداولات الأسبوع الفارط أقل من 340 مليون درهم، وجاء في مقدمة القيم الأكثر نشاطا خلال الأسبوع، أسهم الشركة العقارية «الضحى» التي استحوذت على 34 في المائة من حجم التداولات خلال 5 حصص، متبوعة بأسهم «اتصالات المغرب» التي كان لها نصيب 20 في المائة من حجم التداولات. وخلال ثاني أسبوع من شهر يوليوز 2009، تلونت مؤشرات البورصة بالأحمر، حيث سجل مؤشر مازي ناقص 2.72 في المائة وماديكس ناقص 2.92 في المائة، الشيء الذي انعكس سلبا على الأداء السنوي للبورصة الذي أصبح يسجل حاليا 0.53 في المائة لمؤشر مازي الذي يعكس أداء جميع الأسهم المدرجة، وناقص0.31 في المائة لمؤشر ماديكس الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا في البورصة. وإذا كانت مؤشرات البورصة سجلت تقهقرا مهما خلال الأسبوع الماضي، فإن الرسملة السوقية هي الأخرى فقدت مبلغا كبيرا فاق 13 مليار درهم، واستقرت في 531 مليار درهم، بعد أن سجلت في الأسبوع الأول من شهر يوليوز حوالي 544 مليار درهم.