في الوقت الذي يروج النقاش حول تدبير الموارد البشرية وتفعيل أو خلق هيكلة فعلية جديدة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية صورياد، وفي ضوء ترديد خطاب ترشيد النفقات وبعث رسائل حول أزمة مالية تلقي بثقلها على التلفزيون المغربي، تنتقد جهات نقابية ما أسمته وضعية «شاذة» لبعض المدراء والمديريات في القناتين. في هذا السياق، ذكرت بعض المصادر بحالات إدارية خاصة في القناة الثانية، تتمثل أولا في جمع سميرة سيطايل بين مهمة مديرة مديرية الأخبار ومهمة نائبة المدير العام لدوزيم سليم الشيخ، وهو ما تم تفسيره أولا برغبة سيطايل في الاستمرار في السيطرة على «مفاتيح» دوزيم، في وقت فسر بعض آخر إسناد نيابة سيطايل لسليم الشيخ، على أنه مناورة من فيصل لعرايشي لتجنب الصدام مع سيطايل و«اللوبي» التابع لها داخل مديرية الأخبار بصفة خاصة، وعدم إقبار طموحها في إدارة دوزيم الذي راج في أوج صراعها مع المدير السابق مصطفى بنعلي، هذا فضلا عن عدم نقاش- إلى حين طبعا- حالتي «الصحافيين» توفيق الدباب ورضا بنجلون و«وظيفتهما» الحقيقية. وفي ارتباط بدوزيم، وعلى الرغم من وجود قسم للإنتاج للقناة الثانية، فإن الإدارة السابقة والحالية لم تعينا مديرا للإنتاج بعد تقاعد المخرج محمد عبد الرحمن التازي قبل عدة سنوات، لأسباب غير معروفة، مما يفتح الباب- حسب مصادر من دوزيم- أمام كثير من «الاجتهادات» من قسم الإنتاج في القناة الثانية، ويفتح الباب أمام أسماء لتقدم نفسها كمديرة للإنتاج مع ما يعنيه ذلك من «امتيازات». ولم تخرج دار البريهي عن الحالات الإدارية الشاذة التي تشهدها القناة الثانية، بدءا بتسمية علي الصافي مديرا فنيا للشركة في غياب المديرية أو مقرها، مع التساؤل حول مدى إمكانية تسويغ أجرته التي تقارب 4 ملايين سنتيم. من جهة ثانية، عين «النقابي» السابق محمد البوفراحي مكلفا بمهمة في مديرية الموارد البشرية، دون أن يصل ذلك إلى درجة منصب المدير الذي كان يشغله محمد البوزيدي الذي أقيل من منصبه وكلف بمهمة في التكوين، مع بقاء الامتيازات التي يخولها المنصب الإداري للرجلين. وبعدما كان يشغل مدير مديرية البرامج في الشركة، عين «المنتج» جلال عواطف على رأس إدارة الإذاعة الوطنية، دون أن تتضح الصورة حول تنصيبه مديرا رسميا للإذاعة خلفا للمديرة السابقة لطيفة أخرباش التي عينت كاتبة للدولة. تعيين عواطف مديرا للإذاعة، فتح الباب أمام «تكليف» فيصل لعرايشي للعلمي الخلوقي الذي كان يشغل مدير مديرية البرامج، بمهمة إدارة مديرية الإنتاج في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وهذا ما أفضى إلى جمع الخلوقي لمديرية الإنتاج والبرمجة في آن واحد. وبعد إعفاء محمد البوكيلي من مديرية القنوات الدينية (قناة السادسة، إذاعة محمد السادس للقرآن)، لم يعين لعرايشي مديرا جديدا وروج البعض أسماء من قطاعات داخل التلفزيون. وفي السياق ذاته، لم تتضح وضعية محمد أوباها، ففي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أنه عين مديرا لمديرية الأخبار، خلفا لعلي بوزردة الملتحق بوكالة المغرب العربي للأنباء، يقول بعض آخر إنه عين مديرا للأخبار فقط، دون أن يصل ذلك إلى مدير المديرية، مستدلين في قولهم بكون توقيعه لا يحمل لفظة مدير مديرية الأخبار كما كان يحدث مع سابقه، وإنما تلي توقيعه لفظة «مديرية الأخبار». وتساءلت المصادر عن السبب وراء جمع قسم الروبرطاج التابع لمدير الأخبار عبد اللطيف المبرع بالإذاعة بين الإنتاج والرياضة والأخبار، وتساءلت عن السر وراء إعطاء الأولوية- تضيف المصادر- إلى الأخبار، مع أن مجموع مدة بث الأخيرة لا يتجاوز ساعتين، في حين أن مدة بث المواد المنتجة تبلغ 16 ساعة. وترى مصادر أن واقع مكونات الشركة الوطنية والقطب العمومي لا يمكن عزله عما تعيشه القمة، ففيصل لعرايشي يجمع بين رئاسة القطب العمومي ورئاسة الشركة الوطنية للإذاعة وبين التأشير على الإنتاجات الضخمة(القدم الذهبي، لالة لعروسة، كوميديا شو، 30 فيلما صناعيا...)، هذا فضلا عن شغله منصب نائب منتدب للمهرجان السينمائي الدولي بمراكش إلى جانب نور الدين الصايل الذي يشغل بدوره منصب مدير المركز السينمائي المغربي ومدير مهرجان «طنجة» ومهرجان «خريبكة»، دون نسيان الإشارة إلى«انتخاب» لعرايشي رئيسا للجامعة الملكية للتنس خلفا ل«صديقه» امجيد.