في الوقت الذي أشارت فيه مصادر متطابقة من داخل التلفزيون المغربي إلى بروز أكثر لمؤشرات تفاقم الأزمة المالية التي تشهدها مكونات القطب العمومي منذ عدة أشهر، ممثلة في استمرار توزيع النشرات التحسيسية بضرورة ترشيد النفقات بما يقتضيه من اقتصاد في استهلاك الماء والكهرباء والهاتف والمؤونة الموجهة إلى المطعم، وفي ضوء عدم توصل العديد من الصحفيين والتقنيين المتعاونين بمستحقاتهم المالية التي لازلت عالقة في ذمة الشركة، وعلى الرغم -تضيف المصادر- من التلويح بعدم تمكن القناتين من أداء أجور العاملين فيها، أكدت مصادر من قسمي إنتاج الأولى والثانية أن عملية تصوير جميع الأعمال التي من المنتظر تقديمها إلى المشاهد المغربي في شهر رمضان، لازلت مستمرة وأن لا نية لدى مسؤولي التلفزيون المغربي في إيقافها. وفي هذا السياق، قال العلمي الخلوقي، مدير مديريتي البرمجة والإنتاج، في تصريح ل«المساء»: «نحن سائرون في المخطط الإنتاجي الرمضاني، وقد استقبلنا الأعمال وفق البرنامج الذي تم وضعه، ولا مشاكل في الإنتاجات التي توصلنا بها، وهناك أعمال توجد في مرحلة متقدمة». وفي سؤال حول نية الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إيقاف العمل في ارتباط بالأزمة، أضاف الخلوقي: «الأزمة العالمية لا تمنعنا من الاستمرار في الإنتاج، فلو سلمنا بثقلها فلن نقوم بأي شيء، فالحياة مستمرة، ونحن نشتغل حسب الظروف». من جانب آخر، عبرت مصادر من داخل القناة الأولى عن تذمرها مما أسمته ازدواجية خطاب مسؤولي التلفزيون، «إذ في الوقت الذي يتم فيه التهديد بعدم أداء أجور العاملين البسطاء وبعث الرسائل حول إمكانية انقطاع الماء والكهرباء والهاتف في القادم من الشهور، صرفت الشركة ملايير السنتيمات في إنتاج أعمال (كوميديا، كوميديا شو، لالة لعروسة، مسلسل الغريب) وأشرت على إنتاجات (دار الورثة، الكيشي، إذاعة واك واك...) تقدر ميزانيتها بمئات الملايين، وبعضها لم يكتب بعد كسلسلة «فركوس وفركوسة» التي تنفذها شركة «ناس بروديكسيون»، تضيف المصادر. وفي الوقت الذي تعيش فيه دوزيم على إيقاع ضائقة مالية خانقة قدرتها مصادر ب120 مليون درهم (12 مليار)، اختارت إدارة القناة الثانية -وفق ما أكدته مصادر من دوزيم- السير على نفس خطى القناة الأولى، من خلال استمرار سعيد الناصري في تصوير سلسلة «نسيب السي عزوز» بضواحي البيضاء، وشروع المخرجة نرجس النجار -التي صورت سلسلة «مادموزيل كاميليا» السنة الماضية للقناة الأولى دون أن تبث- في تصوير سلسلة «كول سانتر» لدوزيم بميزانية بلغت 500 مليون سنتيم، وكذا من خلال استئناف الممثل محمد بنياز تصوير سلسلة «سعدي ببنتي» بميزانية قاربت كذلك الخمسمائة مليون سنتيم. وبالتزامن مع إعلان لغة الأزمة والمطالبة بترشيد النفقات، علمت «المساء» بأن القناة الثانية صورت البرايم الأول من برنامج «استوديو دوزيم» مع المغنية الأردنية «ديانا كارازون»، ومن المنتظر أن يصور في الأيام القادمة البرايم الثاني بحضور المغنية اللبنانية ديانا حداد، ولم تستبعد مصادرنا أن يتجاوز أجر المغنيتين ستين مليون سنتيم.