عاد مطلب تحسين الأجور وتذويب الفوارق الذي طال أمد تأجيله، ليلقي بظلاله من جديد على التلفزيون المغربي، ببروز عدة مؤشرات قادمة من «دار البريهي» وقناة «عين السبع»، أولها التلويح- وفق ما أكدت مصادر- بعدم قدرة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومعها شركة «صورياد» على أداء أجور مستخدميها في القادم من الشهور، ثانيها قرار مدير محطة العيون الاستغناء عن أكثر من سبعين متعاقدا،بشكل فسر على أنه رغبة في التخفيف من وطأة الأزمة المالية، وثالث المؤشرات تسريب وثيقة- حسب ما أكدت مصادر- عن كتلة أجور الشركة بشكل قصدي، في وقت يتم التكتم فيه على صفقات الإنتاج التي تبلغ الملايير من السنتيمات. وبعيدا عن طرح كتلة الأجور وبعيدا عن كوابيس الإنتاج، يمكن رصدها وتفصيلها مستقبلا، انتقدت جهات نقابية داخل الشركة والقناة الثانية، اتساع الفوارق بين أجور المتعاقدين والمتعاونين، وبين أجور بعض الأسماء المرتبطة بشركات إنتاج مشتغلة مع القناتين وبين مستخدمي الشركة ودوزيم إلى الدرجة التي أصبح الأمر مؤرقا ومثيرا للنقاش، في ضوء ترديد أن أجور بعض المتعاونين تبلغ أكثر من أربع أو خمس مرات أجور مستخدمي القنوات الوطنية. في هذا السياق، انتقد نقابي في الشركة الوطنية للإذاعة ما أسماه عدم انسجام بعض أجور المتعاقدين مع أجور أبناء الدار، بالقول: «من المؤسف أن نجد أن أجور المشتغلين في الإذاعة لا تتجاوز بالنسبة للبعض 15000 درهم بما في ذلك التعويضات، في وقت يمنح التلفزيون لبعض المتعاقدين الملايين، في نظرك هل من الحق أن نفرض على العامل أن يحضر بشكل يومي إلى مقر العمل مدة شهر وينضبط لشروط العمل والحضور، ويتقاضى أجرا لا يصل في غالب الأحيان إلى ربع أجرة المتعاقد، مع التذكير أن بعض المتعاقدين غير مطالبين بالحضور أو الانضباط بالتوقيت، وقد يحضر مرة واحدة أو مرتين للتصوير في الشهر، وهذا أمر غير متوازن وعادل»، من جانب آخر، فعلى الرغم من تشكيل لجنة ثنائية بين إدارة «دوزيم» ونقابة قناة الثانية لنقاش التفاوت في الأجور، إلا أن نتائجها لحد الساعة لم تكن لتلغي-حسب ما أسرت مصادر نقابية- تجديد طرح النقاش حول التفاوت بين أجور المتعاونين ومستخدمي القناة وبعض الأسماء المقترنة بشركات إنتاج «مقربة» من دوزيم. في هذا الإطار، أكدت مصادر أن المنشطة التلفزيونية شميشة الشافعي تحصل نظير الحلقة الواحدة من البرنامج مبلغا يتراوح بين 4000 و6000 درهم،هذا ما يعني أن أجر الأسبوع يمكن أن يحدد في 30 ألف درهم(3 ملايين سنتيم)، ويرتفع الأجر إلى حوالي 120 ألف درهم( 12 مليون سنتيم ونصف ) شهريا، دون احتساب أجرة الحلقة الأسبوعية «شهيوات بلادي». وتتم العملية من خلال شركة إنتاج تملكها شميشة وزوجها. وأكدت المصادر أن «الممثل» حسن الفذ يحصل على مبلغ 25 ألف درهم نظير حلقة أسبوعية،ويرتفع الأجر إلى مبلغ 10 ملايين سنتيم،كأجر لدقائق معدودة في التلفزيون، ولم تستبعد أن يكون أجر حميد برادة منشط برنامج «ميزينكور» يتراوح بين 6 ملايين و7 ملايين سنتيم، دون احتساب مصاريف تنقله من باريس إلى دوزيم. وعلى النقيض من ذلك، وبعيدا عن أجور المدراء وبعض الأسماء في مديرية الأخبار، قالت مصادر إن أحد المنشطين الذي قضى أكثر من عشر سنوات من العمل في الثانية لا يتجاوز أجره 17000 درهم، في حين أن العديد ممن شهدوا انطلاقة دوزيم لا تتجاوز أجورهم في جميل الأحيان 25 ألف درهم. هي حالات واضحة لاختلاف قوي بين أجور المشتغلين في القنوات الوطنية، تجدد طرح السؤال:من هم أصحاب التلفزيون الحقيقيون؟