في الوقت الذي حقق فيه حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يمرعلى تأسيسه سوى بضعة أشهر، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تقدما مهما على مستوى انتخابات عمداء المدن الكبرى، فإن حزب العدالة والتنمية لم يتمكن من الحصول على أي مدينة كبيرة بالرغم من أنه لعب دورا محوريا في تشكيل عدد من المدن مثل البيضاءوالرباطوأكادير والاستقلال حصل على مدينة واحدة. غير أن الخاسر الأكبر كان هو حزب الحركة الشعبية الذي خسر موقعين هامين من مواقعه: سلاوالرباط. وهكذا حصل حزب الأصالة والمعاصرة على عمودية ثلاث مدن كبرى هي مدينة مراكش، التي أطاحت فيها فاطمة الزهراء المنصوري الشابة ذات ال33 سنة وابنة الباشا السابق لمدينة مراكش، بالعمدة السابق للمدينة عمر الجزولي عن الاتحاد الدستوري. وفاز الأصالة والمعاصرة أيضا بعمودية مدينة طنجة في شخص سمير عبد المولى الذي حصل على 40 صوتا من أصل 63. أما في مدينة مكناس التي كانت في الولاية الجماعية السابقة بيد العدالة والتنمية في شخص بوبكر بلكورة الذي أقيل من منصبه قبل انتهاء تلك الولاية من قبل وزارة الداخلية، فآلت العمودية لأحمد هلال عن حزب الأصالة والمعاصرة. وإذا كانت نتائج حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جاءت مخيبة على مستوى نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة خاصة في المدن الكبرى مثل الدارالبيضاء (اتحاديان فقط بمجلس المدينة) ومراكش (لم يحصل الحزب على أي مقعد في مجلس المدينة)، فإن الحزب استطاع أن يحقق تقدما مهما على مستوى انتخابات عمودية المدن الكبرى، خاصة وأنه في الولاية السابقة لم يكن الحزب يسير إلا مدينة كبرى هي مدينة طنجة في شخص دحمان الدرهم الذي لم يستطع الفوز في الانتخابات الأخيرة. فقد تمكن الاتحاد الاشتراكي من الحصول على عمودية مدينة الرباط في شخص نائب الكاتب الأول للحزب فتح الله ولعلو بعدما ساند حزب العدالة والتنمية ترشيح هذا الأخير وزكاه. وفاز الاتحاد الاشتراكي أيضا بمدينة آكادير السياحية في شخص القباج طارق بتحالف مع العدالة والتنمية، بعد صراع مرير شهدته انتخابات رئيس المجلس. وبالرغم من أن حزب العدالة والتنمية احتل المرتبة الأولى على مستوى مدن المغرب التي تعتمد النظام اللائحي، إذ حصل على 734 مقعدا متقدما على كل من حزب الاستقلال ب655 وحزب الأصالة والمعاصرة ب648 مقعدا، فإن تلك النتائج لم تجد لها انعكاسا على مستوى رئاسة الجماعات خاصة المدن الكبرى (طنجة وآكادير ومراكشوالدارالبيضاءوسلاوالرباطومكناسوفاس) ولم يحصل على أي مدينة مقارنة مع الولاية الجماعية السابقة التي كان يترأس فيها الحزب مدينة مكناس. غير أن الحزب لعب دورا كبيرا على مستوى تشكيل الأغلبيات في عدد من المدن. فقد كان دور العدالة والتنمية أساسيا ومحوريا في دعم ولعلو في الرباط ومحمد ساجد بالدارالبيضاء وطارق القباج في آكادير. وخسر الاتحاد الدستوري مدينة كبيرة هي مراكش التي كان يرأسها عمر الجزولي، ولكنه بالمقابل احتفظ بمدينة الدارالبيضاء التي تمكن فيها محمد ساجد من انتزاع ولاية جديدة بعد صراعات كبيرة، خاصة مع حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان يرغب في إزاحة ساجد عن العمودية وفك ارتباطه بحزب العدالة والتنمية. لكن تلك المحاولة باءت بالفشل. وكان الخاسر الأكبر في معركة انتخابات عمودية المدن الكبرى هو حزب الحركة الشعبية. فبعدما كان يرأس مدينتي سلاوالرباط في شخص، إدريس السنتيسي وعمر البحراوي. على التوالي، فالأول فقد مقعده لفائدة حزب التجمع الوطني للأحرار في شخص علي الأزرق، في حين أن الثاني فشل في الرباط بعدما تحالف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية بمعية أحزاب أخرى ضده. واكتفى حزب الاستقلال، الذي يرأس أمينه العام عباس الفاسي الحكومة، بمدينة كبيرة واحدة هي مدينة فاس، التي فاز فيها بدون منافس حميد شباط عضو المكتب التنفيذي لحزب الاستقلال ورئيس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بولاية ثانية.