أبدى مشاركون في الدورة الماضية من المسابقة التلفزيونية «كوميديا» تذمرهم من شروط العقد الموقع بين شركة «جينيسيس برود» وبين المتأهلين إلى نصف النهائي، واعتبروه يخدم جهة واحدة، هي شركة الإنتاج. وتساءل المشاركون عن الهدف من إنتاج شركات تلفزيونية وطنية، من أموال كل المغاربة لبرنامج يحول دون أن يمنح للموهبة(المواطن) الحرية في العمل، ويساهم في عرقلة مسار العقد بشروط احتكار معيقة، وتستفيد تبعه شركة خاصة من مواهب اكتشفوا في برنامج قناة عمومية. وعبر المشاركون، في تصريح ل«المساء»، عن حزنهم لمآل أغلب الأسماء التي شاركت في البرنامج، مذكرين أن البون شاسع بين الأحلام التي وزعت وتوزع أثناء المسابقة وبين الحقيقة التي وصفوها بالمرة. ويحكي مشارك، رفض نشر اسمه تخوفا من الانتقام، عن حالات منع أصحابها من المشاركة في تظاهرات فنية أو سلسلات تلفزيونية وأعمال دولية، انضباطا لبعض بنود العقد الموقع. في هذا الإطار يمكن التذكير أن المادة الأولى من العقد الذي حصلت «المساء» على نسخة منه تنص على أن شركة «جينيسيس برود» تعتبر الوكيل والمنتج الحصري للمشاركين خلال مدة خمس سنوات. وهي مدة اعتبرها المشاركون قاسية وتنطلي على استغلال لاندفاع المشاركين ورغبتهم في الظهور. وتشدد المادة الثانية من العقد ذاته على أنه لا يسمح للمشارك خلال مدة خمس سنوات بأي شكل من الأشكال أن يبيع صوره في المغرب أو الخارج بدون موافقة الشركة، ويتحدث العقد أنه ليست هناك لائحة محدودة لهذه الأشكال، مكتفيا بإيراد بعضها(إشهار، سيتكوم، سلسلة تلفزية، مسرح، أنشطة مدرسية، عروض موسيقية، أنشطة ثقافية، الحفلات الخاصة، حفلات الزواج، الأعياد، أفلام، برامج إذاعية...)، وبلغة ساخرة يعلق المشاركون: «هل لهم الحق في استغلال مواهبنا وهل لهم الحق في منعنا من المشاركة حتى في حفلات الزواج؟ ويعهد للشركة الحق الحصري في مناقشة أي اقتراحات تقدم للشركات، ولا يمنح العقد للمشارك الحق في التدخل في تفاصيل المناقشات، وفي مقابل ذلك يلزم العقد المشاركين بالحضور إلى كل الاستعدادات وبذل كل الجهود في الحصص المخصصة للتدريب، وفي حالة التغيب عن تلبية الدعوة يشترط العقد تقديم الموهبة لشهادة طبية، وتحتفظ شركة الإنتاج بالحق في القيام بالكشف المضاد. وتطالب المادة الثالثة من العقد من المتغيب- في حالة عدم تقديمه لشهادة طبية- أن يؤدي لشركة الإنتاج تعويضا يقدره تقرير حول قيمة الضرر. ويسمح لكل من الشركة والمشارك في البرنامج-حسب المادة الرابعة من العقد- فسخ العقدة، لكن المشكل بنظر المشاركين، أنه خلال خمس سنوات لا يمكن للمشاركين بيع صورهم والمشاركة في أي نشاط فني. واستاء المشاركون من المادة الخامسة من العقد التي تنص على أن شركة الإنتاج تستفيد من 50 في المائة من تعويض(كاشي،مداخيل عرض) أي نشاط، بعد اقتطاع المصاريف (السفر، الفندق، أدوات العمل...)، واحتساب الضرائب على المشارك، هي بنود اعتبرها بعض المشاركين غير منصفة ولا تتناغم مع فكرة خدمة المواهب وتتكرر باستمرار في البرايم. وفي سؤال حول ضرورة رفض التوقيع، إذا لم تكن البنود إيجابية، وفي ضوء تعذر الإتصال بمحمد رمزي ممثل الشركة، قال أحد المشاركين في النسخة الأولى: «يجب أن نعترف أننا كنا نحلم بأن نوصل موهبتنا إلى الجمهور، وكنا نأمل أن نطور حياتنا، لكن وقع العكس، فقد كنا نبكي في دواخلنا في وقت يضحك الناس ولا يعلمون المعاناة التي عشناها مع البرنامج، لقد وعدونا بالجولة ولم نقم بها، باستثناء حفل مسجل في المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، كما أن مشروع البرنامج الإذاعي لم يتحقق أبدا، هذه الأشياء لم نكن نتنبأ بحصولها أبدا، من جهة أخرى فالتوقيع على العقد كان يتم ليلة نصف النهائي، وكل من رفض العقد، يتم استبعاده من المسابقة، وأظن أن تعويض الشاب «جواج» لمشارك آخر لها علاقة بعدم تكافؤ العقد السالف الذكر». وختم المشارك تصريحه ل«المساء»، بالقول: «أتذكر أنهم كانوا يبيعون لنا الوهم، وأتذكر أنهم كانوا يصرون على عدم صعودنا في الحافلات أو سيارات الأجرة، على اعتبار أننا صرنا نجوما، وأتذكر أنهم كانوا يقولون الدقائق التي شاركتم فيها يجب أن تكتبوا لحظاتها على الحائط،لأنها بداية للنجومية،وهي نجومية خاصة ترك فيها البعض تعليمه للشهرة دون أن يتحقق ونجومية اشتغلنا فيها لساعات طويلة في كتابة النصوص دون أن نتسلم أي سنتيم،نجومية لم نر منها إلا المعاناة والألم والوهم.