تمكنت السلطات الأمنية بمدينة مراكش، مساء أول أمس، الأحد من اعتقال موظف ثالث كان في عطلة سنوية، وذلك في إطار عملية الاحتيال التي تفجرت في الآونة الأخيرة بوكالة بريد المغرب الكائنة بسيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش. ووصل عدد الذين اعتقلوا في إطار نفس الملف إلى ستة أشخاص من بينهم مدير وكالة البريد وثلاثة موظفين بها، فضلا عن المتهم الرئيسي في القضية. وأحيل المتهمون على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش، والذي من المنتظر أن يكون قد أحالهم بدوره على قاضي التحقيق للكشف عن ملابسات هذه القضية التي جاءت بتزامن مع بداية الحملة الانتخابية. وقالت مصادر مطلعة ل«المساء»، إن السلطات الأمنية بالمدينة عثرت بسيارة المتهم الرئيسي على أوراق خاصة ببريد المغرب وعلى دفاتر صندوق التوفير الوطني. ولم يكن المتهم الرئيسي موظفا بالوكالة البريدية، ومع ذلك كان يتوفر على «بادج» يحمل اسم بريد المغرب. وعلى امتداد سبع سنوات، استطاع أن يحتال على المواطنين الراغبين في توفير أموالهم بالوكالة، إذ تقدر بعض المصادر عدد الذين تم النصب والاحتيال عليهم بما يقرب من 300 شخص، وعدد الأموال التي استولى عليها بما يقرب من 400 مليون سنتيم. ويتعين انتظار التحقيقات التي ستجريها السلطات الأمنية والقضائية من أجل معرفة مدى تورط مدير الوكالة البريدية وباقي الموظفين في هذه العملية، وكيف أن شخصا غريبا عن الوكالة ظل لمدة سبع سنوات يحتال، باسم بريد المغرب، على زبناء الوكالة الذين ينتمي أغلبهم إلى الفئات الاجتماعية الفقيرة، مع العلم أن العديد من هؤلاء أكدوا من خلال المسيرات التي نظموها يومي السبت والأحد أن المتهم الرئيسي كان يعمل بتنسيق مع باقي الموظفين وكأنه موظف بنفس الوكالة.