كثيرا ما نسمع عن مخرجين وأعمالهم المميزة بالنسبة للبعض والرديئة بالنسبة للبعض الآخر. ولو توفرت الفرصة لبعض المبدعين لأبدعوا أحسن منها. لكن ما شغل تفكيري هو البحث عن الشهرة، هذه الأخيرة تأتي في مجتمعنا عبر الإعلام إضافة إلى «المعرفة» من داخل الدولة. مجموعة من الأعمال تحاول نقد المجتمع وتقديم صورة واضحة عنه لكن وضوح هذه الأخيرة ينسيها أنها صممت لمشاهد مغربي يحتفظ بخصوصيته وثقافته المحافظة. وإذا كانت سياسة الإعلام في مغربنا تريد تنميط الشعب وجعله يطبع مع أنماط رديئة فإننا نتساءل حول الضرورة من تقديم مجموعة من «الشيخات» على أنهن رهان المجتمع والفن الأصيل الذي يعبر عن واقع المجتمع. فإعلامنا لا يحتوي على رؤية إعلامية واضحة بقدر ما يحاول «التنميط» و«التطبيع» مع بعض الظواهر اللا أخلاقية في مجتمعنا والتي لا تتماشى مع الدين والقيم المتعارف عليها داخل الأخير. تأخذ مجموعة من الشخصيات «الحامونية» «الداودية» وقتا أكثر مما يأخذه المفكرون المغاربة أو الفنانون الأصيلون الذين يعالجون قضايا الفساد والمحسوبية وقضايا الأمة الإسلامية عامة. والشعب بصفة عامة لا يحظى بتغطية مختلف انشغالاته أو معاناته اللهم دقيقة في الأخبار تكون أو لا تكون. انتقد مجموعة من الصحافيين الإعلام المغربي من وجهات نظر مختلفة لكنها أكدت على أن إعلامنا لم يرق إلى المستوى المطلوب ولم يصل إلى الحد الذي نصفه بالإعلام المعبر عن الشعب ومعاناة هذا الأخير. لا شك أن الطبيعة لا تقبل الفراغ وأن أي فراغ في الساحة الإعلامية يؤدي بالضرورة إلى البحث عن البديل، هذا الأخير هو قنوات mbc التي أصبحت تدمر أكثر مما تؤطر وتجعل أغلب الشباب والشابات يعيشون حالة الحلم- اليقظة. وهكذا فالإعلام المغربي إن لم يلعب الدور المنوط به فإنه يتحمل مسؤولية كبيرة في ما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل. للإعلام دور كبير في البناء والتأطير، كما أنه يمكن أن يستعمل عكس ذلك في الهدم والتأخير.