علمت «المساء» من مصدر مقرب من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية أن هناك مفاوضات ستجرى مع ممثلي شركة «إي آر تي» للاتفاق حول إمكانية نقل مقابلة المنتخب المغربي ضد نظيره الكاميروني ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس إفريقيا سنة 2010. وقال إن مسؤولي الشركة الوطنية يراهنون على الأيام الأخيرة، لتليين موقف شركة «آي آر تي»، مضيفا: «أعتقد أنه ليس من المقبول ألا تنقل مقابلة حاسمة للمنتخب، وألا يتابع الجمهور المغربي هذه المقابلة، من المؤكد أن مسؤولي التلفزيون واعون بهذه المسألة، ويبذلون كل الجهود لنقل المقابلة». وفي الوقت الذي أكد المصدر أن المبلغ الذي اقترحته شركة «إي آر تي» مرتفع، قال مسؤول بالتلفزيون إن «الشركة اطلعت على عرض «إي آر تي» لنقل المقابلة، وقدمت مقترحها في إطار إمكانياتها المتوفرة وفي إطار طاقة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي، لكن ما وجب التأكيد عليه هو أن الرقم خيالي جدا، من الصعب أن نتقبله، وهذا كما قلت لا يعني أننا لا نبذل مجهودا للوصول إلى حل، أعتقد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في الموضوع، ومع ذلك نحن نأمل في نقل هذه المقابلة، وحفاظا على أمل تحقق ذلك، لن نعلن عن الرقم، ولكن إذا فشلنا سنكون مجبرين على الكشف عن الرقم، لتوضيح موقفنا أمام الرأي العام المغربي». وفي الوقت الذي لا يعرف مسار المفاوضات الخاصة بنقل مباريات مشاركة المغرب في الإقصائيات القارية، علمت «المساء» من مصادر مطلعة على ملف المفاوضات أن شركة «آرتي» المالكة لحق البث الحصري في منطقة شمال إفريقيا، طالبت نظير الترخيص ببث بعض مقابلات كرة القدم، بمبلغ 22 مليار سنتيم. وقال المصدر إن هذا المبلغ يمنح المغرب حق بث 22 مقابلة فقط من أصل 64 التي ستجرى ضمن دورة جنوب إفريقيا لكأس العالم. وأضاف أن الشركة مطالبة إذا ما أرادت نقل مقابلات المغرب في حالة تأهله أن تضيف مبلغ 7 ملايير سنتيم، إذ أن شركة «إي آرتي» تطالب بأن تضاعف نسبة 30 في المائة، في حالة تمكن المنتخب المغربي من الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وفي هذا الإطار، وفي ضوء هذا الرقم الخيالي، طالب مسؤول في التلفزيون المغربي بدخول الحكومة على خط التفاوض، وبأن تتخذ قرارا إيجابيا في الموضوع، «نحن نقر بأن من حق الجمهور المغربي أن يتابع المقابلات، ونحن نحرص على ذلك ولكن على الحكومة أن تتدخل وأن تتحمل معنا بعضا من المسؤولية». وكانت أخبار قد تسربت قبل أسابيع، دون أن تتأكد حول موافقة «إي آر تي» على بيع المغرب حقوق نقل جميع مباريات كأس العالم، وأكدت تلك الأخبار أن هناك اتفاقا مبدئيا وقع عليه في الدارالبيضاء قبل أسابيع، وقيل حينها إن السبب وراء عدم نشر الخبر هو الحفاظ على طابع السرية، خاصة أن العديد من التلفزيونات العربية تفاوض «إي أر تي» من أجل تمكينها من نقل مباريات المونديال لجمهورها. وأوردت بعض المصادر إمكانية توقيع الاتفاق بما أثير من أخبار حول تمكن مقرصنين مغاربة من فك شفرات «إي ار تي» والجزيرة المشفرة وبيعها بأثمان تقل عن الثمن المقترح من طرف شركة «إي آر تي». وجدير بالذكر أن الجزائر حصلت مؤخرا على حقوق بث كأس العالم بالكامل على البث الأرضي بينما تلفزيون المملكة العربية السعودية (البث الأرضي فقط) سينقل جميع مباريات المنتخب السعودي فقط، وهذا العرض لا يشمل المباراة النهائية، كما اشترت قناة أبو ظبي حق البث الفضائي، مما يمنح فرصة للمشاهد المغربي لمتابعة كأس العالم، ومما يقوي حظوظ الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في الحصول على حقوق بث هذا الاستحقاق الكروي العالمي.