في رادس قبل خمسة أعوام من الآن، كان الزاكي ساعتها قد صنع الحدث الرياضي الذي تغنى به الجمهور المغربي طويلا.. كانت النهاية الجميلة لكأس إفريقيا أمام نسور قرطاج.. لعب الزاكي بكل المبدعين الذين كان يملك.. وهزمه مرتد سريع.. أهدى من خلاله المنتخب التونسي الكأس لتونس كلها... ولم يمض الزمن سريعا، فبعدها بسنتين كان محكوما على أسود الأطلس أن يصارعوا على بطاقة الترشح لنهائيات كأس العالم، كان عليهم أن يواجهوا من جديد منتخب تونس في لقاء كبير تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية.. تعادلنا يومها بسذاجة وبخطأ فردي للقرقوري، وسعدت تونس بتأهلها كثيرا.. واليوم، وفي رادس من جديد، قد نصاب بنصف إغماءة.. فقد ارتدت الوداد قناعها الأسود كما لم تفعل من قبل.. وجاءت اليوم تنحث في الصخر.. لتوقع في الأخير على شهادة ميلاد جديدة.. فالفريق مطالب بهزم الترجي في بيته.. مطالب بتحويل خسارته إلى فوز مؤكد.. قد يبدو الأمر صعبا أمام فريق كبير فاز باللقب التونسي، وأطاح بأندية كبيرة.. ومستعد لأن يقتلع أظافر الخصوم ليحظى بلقب عربي يكمل به مسار التألق.. تعلمنا أصول التفاؤل، والحلم أكبر من مجموع كلمات.. ولكن أكبر المتشائمين لا يمكن أن يتوقع هزيمة الترجي.. وهو الذي سرق من البيضاء نصف تأهل.. وقد يكمل النصف الآخر بعطاء لاعبيه، وتشجيع جمهوره.. ولكن يجب أن يثق الوداد في قدراته، يجب أن ينسى نتيجة الذهاب، ويفكر في لقاء واحد أشبه بسد.. لقاء تختزل دقائقه لحظات الفوز، وكأننا نلعب اللقاء لأول مرة.. ففي كرة القدم كل الاحتمالات ممكنة، ليس هناك نصر في الجيب.. خاصة مع مبدأ التساوي في القيمة بين الفرق.. فالوداد قادر على العودة بكأس عربي هيأ له منذ البداية بشكل جيد.. يعترف كل اللاعبين بذلك، يحتفظون بأمل الفوز، وفي الحمامات ارتسمت معالم أخرى.. منح مادية تحفيزية، إذا تحقق النصر.. واليوم، بملعب 7 نوفمبر برادس، ستكتمل الحكاية، ستكون النهاية الجميلة لمخاض الفرح.. والمولود قد يحمل اسم الوداد أو الترجي، ولكن هذا الوداد استعد للقائه بنفسية مضطربة.. مكالمات هاتفية.. تذمر.. وقلق كبير، فقد رفض الفريق أن يجري لقاءه القادم ضد الإتحاد الزموري للخميسات يوم الأحد.. وهو الذي سيكون مضطرا للعب لقاء آخر مؤجل ضد شباب المسيرة يوم الأربعاء.. ثلاث مباريات متتالية قد يفقد معها اللاعب الودادي طراوته البدنية.. المجموعة الوطنية تملك التبريرات المنطقية لبرمجتها الحالية، ولكن الشئ المرفوض هو تشتت أفكار اللاعبين وتركيزهم على لقاء في البطولة، في وقت يجب فيه أن يكون الاهتمام كاملا بلقاء مصيري، نتمنى أن يكافئ جهود الوداد بكأس كل العرب، قولوا معي جميعا آمين.