هاجم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، خصومه مجددا، ووصفهم ب«الناعقين»، في تعقيبه على الفريق الاشتراكي أول أمس بمجلس النواب، حيث قال: «إنني عندما قلت عفا الله عما سلف، كنت أقصد الملفات القديمة، وهي التي ساهمت في جلب 28 مليار درهم للمغرب، ولا ينبغي اتباع الناعقين، الذين لا يفقهون ما يقولون ولو اتبعناهم لخربنا البلاد». وحذر بنكيران ممن يعتبرون أحزابهم حصونا لحماية المفسدين الذين يتورطون في الفضائح وتتم حمايتهم . ولم يترك إدريس لشكر، رئيس الفريق الاشتراكي، الفرصة تمر دون أن يتدخل ليطلب من رئيس الحكومة أن يسحب وصف «الناعقين» الذي أطلقه. فأوضح بنكيران أنه لا يقصد الفريق الاشتراكي، وأن من يوجه إليه كلامه معلوم، في إشارة إلى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال. واعترف بنكيران بضعف الحكومة في محاربة الفساد قائلا: «إن الحكومة ليست قوية في كل شيء. والقول بأنها ضعيفة في وجه الفساد ومحاربته أمر ممكن، ولو أن بعض الوسائل السياسية والحزبية تستعمل لمحاربتنا، ولكن إنكار ما نقوم به من إصلاح لا ينبغي أن يكون»، مشيرا إلى أن الفساد هو الذي يحاربه، وأنه لولا فضل الله لكان في مكان آخر غير هذا الذي يوجد به. وعرفت الجلسة جدلا بين بنكيران ونائبات برلمانيات، منهن بشرى برجال، عضو الفريق الدستوري، التي أثارت في سياق حديثها عن واقع التعليم العالي زواج لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، من مواطنة فرنسية، وهو ما دفع بنكيران إلى استنكار ما قالته بقوله إن «الزواج بالفرنسيات ليس حراما وليس ممنوعا، ولا يمكن إثارة المسائل الشخصية في البرلمان. أنت برلمانية محبوبة عند الجميع وكلامك جميل لولا هذه الإشارة غير الموفقة، فزوجة الداودي مسلمة، وهي أخت لك ولا فضل لك عليها ولا فضل لها عليك إلا بالإيمان والتقوى». وفي محاولة منه لتخفيف ما صدر عن البرلمانية برجال، تدخل الشاوي بلعسال، رئيس فريق الاتحاد الدستوري، من أجل تقديم الاعتذار للحسن الدوادي عما صدر من النائبة البرلمانية، مؤكدا أن ذلك لم تتم إثارته داخل اجتماعهم الأسبوعي. من جهة أخرى، قاطعت خديجة الرويسي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، بنكيران، خلال حديثه بعدم ذكر مصطلح «العيالات» في سياق حديثه عن الإنصاف والمصالحة، وطلبت منه أن يقول النساء وليس «العيالات»، غير أن رئيس الحكومة رد عليها قائلا: «أمي امرأة ومجموع امرأة عيالات ونص، وهوما اللي جابو مع رجالاتهم الاستقلال لهاد البلاد». ودعا رئيس الحكومة فريق الأصالة والمعاصرة إلى عدم الخلط بين المساواة والمناصفة، موضحا أن الأولى مكفولة دستوريا ومتحققة في الواقع من الناحية العملية والإدارية وقد لا تتحقق في بعض المجالات، أما الثانية فقد نص الدستور على السعي نحوها، وهي عملية تأخذ الوقت، يقول بنكيران، الذي استغرب من عدم تحقيق المناصفة داخل الأحزاب السياسية. وعرفت الجلسة انسحاب رئيس الحكومة خلال فترة سؤال فريق الأصالة والمعاصرة، للرد على مكالمة هاتفية تلقاها من الملك محمد السادس، وفق ما أكدت بعض المصادر، قبل أن يعود لإتمام أجوبته، ثم غادر البرلمان على عجل بعد انتهاء الجلسة الشهرية دون تقديم تصريحات صحافية كعادته. تجدر الإشارة إلى أن الفريق الاستقلالي غاب عن الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة وعن جلسة مجلس المستشارين بسبب حضور مهرجان بأجدير بمناسبة السنة الأمازيغية، غير أن المستشار الاستقلالي عبد العزيز الفيلالي حضر لوحده بالغرفة الثانية وتحدث في إطار نقطة نظام عن أن قرار الغياب يعني من كتبه، معتبرا الغياب عن جلسة دستورية ضربا للدستور.