يبدو أن دوري أبطال أوربا أصبح إسما إنجليزيا صرفا، فللمرة الثانية على التوالي تضمن ثلاثة أندية إنجليزية مقعدا لها بالمربع الذهبي لأغلى بطولة عالمية، ويتعلق الأمر بمانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي، ليضمن الإنجليز على الأقل مقعدا بنهائي 27 ماي بملعب الأولمبيكا بروما. سيكون ملعب الأولترافورد بمانشستر الإنجليزية اليوم على موعد مع مباراة الإثارة بين المان والأرسنال في قمة مثيرة، ستكون الأولى بين الفريقين على بطولة دوري أبطال أوربا. الفريقان يعرفان بعضهما البعض بحكم مباريات البروميير لييغ، والتي انتصر فيها المدفعجية كما يحلو لجمهور الأرسنال تسمية فريقهم، بهدفين مقابل واحد من توقيع المارد سمير نصري، أما مباراة الإياب فكتب لها هاته السنة أن تجرى يوم 16 ماي يومين فقط على نهاية مباراة إياب عصبة أبطال أوربا، حيث سيكون قد حدد طرفا نهائي روما. مباراة من هذا النوع تكون ملئا بالإحصائيات التي تهم لقاءات الجانبين:فالفريقان يدرباهما مدربان أمدا مقاميهما بكرسي تدريب الفريقين مدة من الزمن، أرسن فينغر قائد سفينة أرسنال، والسير أليكس فيرغسون، شيخ مان يونايتد، التقى الطرفان في 13 موسما، وكفة الميزان رجحت غلبة الفرنسي فينغر في 14 مواجهة في حين كان نصيب الإسكتلندي فريغسون 13 فوزا في مجموع 37 نزالا. مانشستر يونايتد مازال لم يحصد أي هزيمة خلال 23 مقابلة بدوري أبطال أوربا، فمنذ الهزيمة أمام الميلان في نصف نهائي 2007 لم يذق الشياطين الحمر مرارة الهزيمة، بل لم ينهزموا بعقر دارهم بمسرح الأولترافورد، في عشرين مواجهة. أرسنال ينتظر من رحلته إلى الأولترافورد تحقيق ثاني انتصار له خارج الديار في المنافسات الأوربية، الإنتصار الأول حققه ضد فينيرباتشي أكتوبر الماضي، عندما عاد بفوز مهم بخمسة أهداف مقابل ثلاثة. أرسنال يمني النفس من منازلة اليوم والتي تعد الثالثة له ضد فريق منافس له بالدوري الإنجليزي أن تنتهي بتفوق، بعد خسارتين ضد كل من تشلسي، وليفربول، هذا الأخير أخرج المدفعجية من دور ربع أبطال أوربا السنة الماضية، أما فوز تشلسي فكان في موسم 2003-2004 . التقى الفريقان في 204 مرات، نصيب الأسد كان لصالح المان بمجموع 82 فوزا مقابل 77 لأرسنال، و 45تعادلا، كما أن الشياطين الحمر تفوقوا في 55 مواجهة داخل الديار و حققوا 24 تعادلا. مانشستر يونايتد يملك أقوى هجوم ب 61 هدفا في ثلاثة وثلاثين مباراة، وأقوى دفاع حيث لم يسجل على مرماه سوى 23 هدفا في ثلاثة وثلاثين مباراة، أما أرسنال فسجل 60 هدفا في أربع وثلاثين مباراة، وسجل عليه 32 هدفا في أربع وثلاثين مباراة. يبدو أن الإحصائيات ترجح كفة مانشستر يونايتد بقيادة الداهية، سير أليكس فرغسون الذي حقق كل شيء وحطم جميع الأرقام القياسية، من حيث عدد السنوات التي قضاها رفقة المان أو من حيث عدد الألقاب، سواء بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، أو كأس إنجلترا أو عصبة أبطال أوربا التي اقتنصها السنة الماضية من الأرض الروسية، ضد تشلسي، ويستقبل أرسنال وفي باله إضافة لقب آخر إلى رصيده الغني بالإنجازات الهامة، لكن الرياح لا تجري دائما بما يحلم به فيرغسون، بعدما تلقى خبرا محزنا مفاده تعرض نجم الدفاع جاري نيفيل للإصابة، وتأكد غيابه إلى فترة قد تمتد لأسابيع طويلة، أي أن غيابه سيمتد حتى في مباراة الإياب، لكن معنويات لاعبي المانشستر تبدو عالية، فنيمانيا فيديتش صرح لوسائل الإعلام البريطانية أن مباراتهم ضد الأرسنال ستكون مباراة عادية قائلا: «نعرف كلّ شيء عن أرسنال، لا أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من المفاجآت للفريقين، يجب أن تكون مباراة جيدة ونحن نريد الفوز، يملك أرسنال بعضا من أفضل لاعبي العالم وهم بدأوا بتسجيل الكثير من الأهداف، نحترمهم في ذلك الطريق ولكننا سنلعب لعبتنا ونحن واثقون من أننا سنحصل على نتيجة جيدة». ثقة جد عالية قد تخون فيديتش أمام خصم عنيد يود أن يصالح جماهيره بإهدائهم لقبا غاليا كانوا قريبين من إحرازه أمام البارصا، لكن الظروف تغيرت وأرسنال يملك خيرة مهاجمي العالم، ومن كل الجنسيات، فان بيرسي الهولندي، أديبايور الطوغولي، سمير نصري الفرنسي، أرشافين الروسي، وسط ميدان فنان يتقدمه فابريغاس الذي يلعب بشكل رائع ويربط بانتظام ما بين خطي الوسط والدفاع، ويساعده اللاعب الشاب دينلسون الذي يبصم على موسم جيد، فأرسنال فريق المواهب الشابة بامتياز، أو كما يحلو لفينغر تسميتهم بلاعبي الصغار، يقول فينغر: « نحن سنكون مخلصين للعبة التي نلعبها، سنذهب كأننا ذاهبون إلى كل الأماكن في أوروبا ، لتسجيل الهدف أو الفوز، الموهبة على أرض الملعب ستفاجئك دائما وأنا أعتقد أن كلا الفريقين سيختارها حقا» وأضاف: «إذا ذهبت إلى هناك بدون ثقة فإن ذلك يجعلك في مهمة صعبة، ً نحن سنذهب بالثقة والرغبة والمتعة، نحن سنعطي بالتأكيد كلّ شيء لنفعلها، المهم أن نكون الليلة في أفضل حالاتنا، عندما نكون في أفضل حالاتنا يمكن أن نهزم أي فريق، من الأفضل ألا نتوقع أي ضعف في مانشستر يونايتد لأن عندهم التجربة، لكن نحن في أفضل حالاتنا ولدينا فرصة جيدة لتحقيق الانتصار».