لم يعد سكان دوار طوما بسيدي مومن مطمئنون على سلامتهم، حسب تعبير عدد منهم، بعد أن تم تخريب نصف براريكه في إطار مشروع إعادة إسكان سكان الأحياء الصفيحية بمقاطعة سيدي مومن التي تضم 24.196 براكة، أي أن 20 في المائة من مجموع الأحياء الصفيحية بالمغرب توجد بهذه المقاطعة. وأكد عدد من السكان بهذا الدوار أن النوم فارق جفونهم، خاصة في فترات الليل، حيث يبيتون في جحيم جراء الماراطون الذي يخوضه اللصوص والسكارى فوق البراريك، دون أن يجرؤ أحد السكان على النبس ببنت شفة خوفا من بطش المنحرفين الذين أكد أحد السكان أنهم من مروجي المخدرات بالمنطقة, يقول محمد, وهو أحد ساكني الدوار: «استيقظت على وقع الضجيج، بعد أن سقطت إحدى المتلاشيات من فوق البراكة، فإذا بي أفاجأ بشخص لم أتمكن من التعرف على هويته، كان يحاول التسلل إلى البراكة، حيث فر بعد أن رآني». ووصف السكان أنفسهم بأن الوضع بالدوار يسير نحو الأسوأ، بعد أن كانوا يعيشون حياة مستقرة، خاصة بعد أن تم تخريب حوالي نصف البراريك، وهو ما فتح المجال أمام اللصوص لإيجاد ثغرات، انطلاقا من البراريك التي تم هدمها، للولوج إلى براريك أخرى مازالت تستقر بها العائلات، وذلك لطبيعة بناء الأحياء الصفيحية التي تلتصق فيها البراريك بعضها ببعض، والفاصل ليس سوى لوحة صفيحية في بعض الأحيان أو حائط غير سميك قابل للانهيار في أية لحظة، أما الأبواب فهي غالبا ما تكون عبارة عن قطع مركبة يدويا من الخشب المتآكل.