أصبح المغرب قريبا من «المشاركة» في كأس أمم أوربا، بعدما باتت المنتخبات الأوربية لكرة القدم، تضم بين صفوهفها لاعبين مغاربة. الإقصائيات الأوربية المؤهلة إلى كأس أمم أوربا فرنسا 2016 تعرف تواجد لاعبين مغاربة في أكثر من منتخب أوربي، بعدما غيبوا أو أسقطوا أو رفضوا منتخب الأصل، المنتخب المغربي. فأغلب الفئات السنية للمنتخبين الهولندي والبلجيكي تضم لاعبين مغاربة، أما الفريق الأول للمنتخبين فيضم بين لاعبين كبيرين وهما إبراهيم أفلاي مع منتخب الطواحين ومروان فلايني بالنسبة لمنتخب «الشياطين الحمر» والعداد قابل للارتفاع في المباريات المقبلة، في حين يعزز المنتخب الفرنسي دفاعه بين الفينة والأخرى بلاعب ميلان الإيطالي عادل الرامي، لكن المد المغربي خرج عن الثالوث المذكور ليحط رحاله بين منتخبات ظلت إلى الأمس القريب والبعيد بعيدة المنال عن المجنسي المغاربة. فإسبانيا ضمت للمرة الأولى لاعبا من أصل مغربي وهو منير الحدادي لاعب برشلونة الإسباني، في حين استقطب بطل العالم في نسخة البرازيل 2014 كريم بلعربي، مهاجم بايرن ليفركوزن، أما منتخب النرويج فيضم لاعبا يدعى طارق اليونسي، والأمر ذاته مع الشقيقة السويد باستدعائها للمغربي نبيل باهوي، ليحدو أسعد بلد في العالم حدو الجارتين، ويقرر مدرب الدانمارك ضم يوسف توتوح إلى المنتخب الأول. حتى تركيا التي لم تكن تقبل بالأجانب في منتخبها الأول لم تستطع مقاومة مهارة المغربي الأصل بلال بساسيكوغلو ليتم إلحاقه بالمنتخب الأولمبي التركي على أمل تصعيده للمنتخب الأول. سويسرا بدورها تفكر في استدعاء المغربي كريم روسي (ابن أخ لاعب الرجاء والمنتخب الوطني يوسف روسي) لاعب هال سيتي، المقرر حمله لقميص منتخب سويسرا في المستقبل القريب، والهدف ذاته بالنسبة لإيطاليا ولاعب ميلان المغربي كريم مستور. لكن كيف ولماذا قرر كل هؤلاء حمل قمصان منتخبات الإقامة بدل منتخب الأصل؟. قبل سنوات كان جميع أبناء المهجر يتهافتون لإيجاد مكان في المنتخب الوطني الأول، حينها كان للاعب المحلي وزنه وكان قلة من أبناء المهجر من يجد مقعدا في المنتخب الأول، في ذلك الزمن الجميل كان المغرب يحسب له ألف حساب قاريا وكان يتأهل بسهولة إلى كأس العالم، أما تصنيفه العالمي فضمن الثلاثين الأقوى. الآن وللأسف المنتخب المغربي لا يقوى حتى على مقارعة حتى أضعف منتخبات القارة الآسيوية فبالكاد بلوغ أدوار نهائية إفريقية أو حجز بطاقة مؤهلة إلى كأس العالم. لقد صرفت الملايير من أجل إقناع لاعبين صغار السن في أوربا بحمل قميص الوطن، لكن لا أحد منهم يفضل حاليا قميص المغرب، بل أغلبهم يلتقطون صورا «سيلفي» مفتخرين بقمصانهم الأوربية. يقول الزاكي الوطنية لا تباع ولا تشترى ويقول الفلايني إن الاتحاد البلجيكي كان أسرع وأكثر جدية من نظيره المغربي. أما الشاعر فيقول «بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ظنوا علي كرام».