فاجأ فريق الجيش الملكي منافسه الرجاء بعقر داره وهزمه بهدف لصفر، في مباراة ذهاب سدس عشر نهائي كأس العرش التي احتضنها ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء. لم يكن أشد المتشائمين من جمهور الرجاء يعتقد أن الفريق «الأخضر» يمكن أن يسقط في هذه المباراة ويخسر بملعبه وأمام جمهوره، خصوصا أنها الخسارة الأولى للفريق بملعبه منذ سنوات. لم «يسرق» الفريق العسكري الفوز في هذه المباراة، لقد لعب بذكاء، كما أن مدربه رشيد الطوسي أحسن التعامل مع المباراة، ونجح في اللعب بتكتيك أتعب فريق الرجاء ومدربه بنشيخة، وخرج في نهاية الأمر فائزا وباستحقاق، بل وأعطى إشارات على أن الجيش في الطريق الصحيح لاستعادة بريقه. لكن ماذا عن الرجاء، وما سبب هذه الرجة؟ في مباراة الجولة الأولى من البطولة أمام اتحاد الخميسات، ظهر أن الفريق يعاني، فقد واجه متاعب كبيرة أمام فريق منظم تكتيكيا، عرف مدربه كيف يخوض المباراة، وكيف يمارس ضغطا متقدما على الرجاء ومدربه بنشيخة، لكن الطاقم التقني للرجاء لم يلتقط الإشارة بالشكل المطلوب واستكان إلى اطمئنان خادع. عندما تعاقد بنشيخة مع الرجاء قلنا إن قيادة المدرب الجزائري للفريق «الأخضر» مختلفة تماما عن تدريب الدفاع الجديدي، فمع الرجاء على المدرب أن يدفع لاعبيه لفرض أسلوب لعبهم، والضغط على المنافس وإيجاد الثغرات التي تمكنه من الوصول إلى المرمى، لأنه يتوفر على ترسانة قوية من اللاعبين وبدائل من المستوى الرفيع وإمكانيات مادية محترمة، بدليل أن جميع اللاعبين توصلوا بمستحقاتهم، وليس هناك ما يمكن أن يدفعهم لإنزال أيديهم. لذلك، سيكون بنشيخة ملزما بإعادة ترتيب الأوراق ليضع الرجاء على السكة الصحيحة، خصوصا وأن طموحات جمهور الفريق كبيرة جدا، ويرغب في اكتساح كل الألقاب. إن بصمة المدرب بنشيخة مازالت لم تظهر بعد، كما أن بعض الاختيارات تطرح الكثير من علامات الاستفهام، فاختيار شاغو للعب في مركز الظهير الأيمن يبدو غير مفهوم، خصوصا أن مثل هذا المركز يحتاج للاعب سريع، هذا دون الحديث عن أن هناك مشاكل بدنية وغيابا للعمق في اللعب، والكثير من علامات الاستفهام حول أداء الرجاء، التي تستحق أكثر من إجابة.