ستكون مدينة فاس مساء يومه الثلاثاء قبلة لمتتبعي كرة القدم الوطنية، على اعتبار أن الملعب الكبير سيحتضن مبارتي نصف نهاية كأس العرش، وهما محطتان مفتوحتان على كل الاحتمالات ،اعتبارا لقيمة الأضلاع المشكلة للمربع الذهبي أولا، وعنصر المفاجأة الذي عادة ما يميز منافسات الكأس ثانيا ، لذلك فمن المنتظر أن تفرز المحطتان ندية وصراعا وتفاعلا تكتيكيا .. الرجاء البيضاوي أولمبيك آسفي .. نصف بطعم النهاية يراهن فريق الرجاء البيضاوي على محطة النصف للحفاظ على لقب الكأس الذي بحوزته، ويطمح الفريق الأخضر الى كسب تأشيرة المرور الى المباراة النهائية، وهذا رهان ليس بعزيز على فريق يجر وراءه تاريخا كرويا، وعددا من الألقاب المحلية والقارية، ويحظى بمساندة جماهيرية كبيرة، لكن الفريق المنافس أولمبيك آسفي له من الطموحات ما يجعله يشكل شوكة في حلق لاعبي الرجاء، سيما وأن الفريق المسفيوي أزاح المغرب التطواني متصدر ترتيب الدوري الاحترافي بدون هزيمة، وهو إنجاز سيرفع من معنويات لاعبي الأولمبيك، وسيجعلهم بالتالي أكثر حماسا، وتحفيزا لصنع التأهل، خصوصا وأن أولمبيك آسفي لم يسبق له أن وصل إلى دور النصف، لذلك فطموحاته كبرت، وأضحى يتطلع إلى الوصول إلى المباراة النهائية. صحيح أن الضغط سيكون على فريق الرجاء البيضاوي، باعتباره الفائز بلقب الكأس للموسم الماضي، وكونه يرغب في الحفاظ على التتويج الأخير، وهذا الضغط سيكون تأثيره سلبا على أداءات الفريق الأخضر، إذا لم يحسن المدرب فاخر التعامل مع المعطيات الذهنية والنفسية والتكتيكية التي قد تفرزها محطة النصف. فريق أولمبيك آسفي وصل الى دور النصف بعد تغلبه على الراسينغ البيضاوي في سدس عشر النهاية، وإقصائه لوفاق بوزنيقة في دور الثمن، وتأهل على حساب المغرب التطواني في جولة الربع، وهو التأهل الذي سيضخ دماء جديدة في اللاعبين المسفيويين خلال منازلتهم للرجاء في محطة النصف، سيما وأن الأولمبيك سيسترجع اللاعب البرازيلي ديغو الذي غاب عن لقاء ربع النهاية . تجدر الاشارة الى أن فريقي الرجاء البيضاوي وأولمبيك آسفي دخلا معا في تربص مغلق منذ أول أمس بمدينة فاس استعدادا لهاته المنازلة التي يعتبرها المتتبعون نهاية قبل الاوان، فماذا أعد المدرب بادو الزاكي كوصفة تكتيكية لصنع رهان التأهل ؟ وهل يقو امحمد فاخر على تجاوز محطة النصف بسلام ، وهو الذي وجهت له انتقادات كثيرة مع انطلاق الموسم الجاري ؟ الدفاع الجديدي الرجاء الملالي .. لتأكيد التفوق الملاحظ من خلال تصريحات مدرب حراس فريق رجاء بني ملال نكونو أن لاعبي الفريق تحدوهم رغبة كبيرة في الاستمرار في صنع الايجابي على مستوى منافسات الكأس، واعتبر محطة النصف مناسبة أمام الفريق الملالي لمصالحة الجماهير، وإثبات أحقيته في الدوري الاحترافي . لاشك أن طموحات اللاعبين الملاليين أضحت كبيرة في لعب مباراة النهاية التي تفصلهم عنها خطوة واحدة، خصوصا وأنهم وصلوا الى دور النصف بعد إزاحتهم للكوكب المراكشي (سدس عشر) والنادي القصري (دور الثمن) والوداد الفاسي (ربع النهاية) وهذا إنجاز مهم سيرفع من معنوياتهم، وسيجعلهم يخوضون المباراة محررين من كل الضغوطات، على اعتبار أن الفريق الملالي، الذي يلعب مباراة النصف للمرة الرابعة، هو الضلع الأضعف في المربع الذهبي بشريا، وماديا كما وصفه المدرب المساعد نكونو . وبالنسبة للطرف الثاني، الدفاع الجديدي، فاستعداداته كانت عادية جدا، حسب تصريح اللاعب أحمد شاغو الذي لم يخف قوة المباراة، مستدركا في تصريحه أن الدفاع الجديدي يلعب موسما استثنائيا مع الاطار التقني الجزائري عبد الحق بنشيخة الذي نصحهم باحترام الفريق المنافس رغم كونه يمارس ببطولة الدرجة الثانية. فريق الدفاع الجديدي تحسن أداؤه منذ قدوم المدرب بنشيخة الذي أحسن توظيف تركيبته البشرية فوق رقعة الملعب إلى درجة أن الفريق الدكالي أضحى مهاب الجانب، وما إقصاؤه لفريقين كبيرين الجيش الملكي (لقب الكأس 11مرة ) والوداد البيضاوي (فاز بالكأس تسع مرات) إلا دليل على أن الدفاع الجديدي بات من الفرق القوية هذا الموسم ورهانه هو التأهل للمرة الرابعة، حيث سبق أن لعب ثلاث نهايات دون أن يظفر بأية كأس، رغم أن الفريق سيكون محروما من خدمات المهاجم الكونغولي لونغوا لاما الذي تم طرده خلال مباراة الربع .