شهد ملعب البشير بالمحمدية مساء السبت الماضي مباراة موازية بين مؤطري اتحاد المحمدية واتحاد طنجة، فقد أصر مدرب فريق البوغاز ديانغ سيني ماص السينغالي الجنسية، على إظهار كفاءته في وضع خطة ميتافيزيقية للفوز على أبناء فضالة، ملأ قنينات بسائل لزج وكلف أحد الأعوان بصب السائل على خط المرمى والتماس، دون أن تسلم الكرة الرسمية للمباراة من لمسة المدرب. انتبه مسؤولو اتحاد المحمدية لوجود تكتيك آخر وطالبوا الحكم ومندوب المباراة بوقف هذا العبث، قبل أن يقوم مؤطر محلي بمرتد سريع ويأخذ مبادرة التبول على الكرة من أجل إبطال مفعول السحر، ومنع المستديرة من مطاوعة أقدام الطنجيين. تحولت الفرجة إلى جنبات الملعب والمدرجات بعد أن تبين أن الكرة قد شربت من ماء غير طبيعي حتى الثمالة، فأصرت على مخاصمة الشباك وحملت العقم والبياض. ما يجمع الاتحادين المحمدي والطنجي إيمانهما معا بأهمية التكتيك السحري، وحملهما لاسم الاتحاد لكنهما اتحدا على أشياء أخرى، فأبناء فضالة قاموا، سامحهم الله، قبل شهر بنحر أضحية اعتقادا منهم أن سيلان الدم على أرضية ملعب البشير سينهي الاستعصاء ويحول سلسلة التعادلات إلى انتصارات، بل إن مسؤولي النادي أقاموا وليمة بمقر الفريق في حي العالية كانت مناسبة لتحقيق انتصارات على موائد العشاء. وقبل ثلاثة أشهر ذبح مسؤولو أمل سيدي بنور كبشا على أرضية الملعب البلدي للمدينة، بعد أن شعر المسؤولون بأن الأمل إسما على غير مسمى، وأن الاستعصاء يكبر مع مرور الدورات، كما قام فريق يمارس ضمن بطولة القسم الثاني هواة بمنطقة سوس بالاستعانة بخدمات فقيه سوسي قادر، حسب بطاقة زيارته، على تجميد الماء في ركب المهاجمين. لا يقتصر الإيمان بالفأل والتطير لدى المسيرين على فرق الظل، بل سبق للرجاء البيضاوي أن نحر عجلا في مركب الوازيس، لكن تبين فيما بعد أن الاستعصاء زال فقط في المباريات الودية التي كان يخوضها الفريق على الأرضية التي أريق عليها الدم. كثير من المسيرين مارس هذه الطقوس الشيطانية سرا، ونحروا في غفلة من الجميع أضاحي تنوعت بتنوع الفرق ودرجاتها، ابتداء من أرخص ديك إلى أعتى ثور. يبدو المشهد غريبا حين نسمع كلام المسؤولين عن تأهيل كرة القدم والارتقاء نحو الاحتراف، لكن بعقليات مغرقة في الهواية تسكنها مستحضرات العطارين والدجالين وتتعايش داخلها دفاتر التحملات مع لحروز التي تبيع وهم التصدي للغم والهم والآهات. لن نستغرب غدا إذا عزز فريق مغربي طاقمه بدجال له القدرة على إبطال مفعول خطط الخصوم، وهو يحمل بطاقة مرافق مسلمة من جامعة الكرة، على غرار بعض السحرة الأفارقة المعترف بهم والذين وقعوا عقود ارتباط مع أندية من عمق القارة السمراء. مهما حاول البعض البحث عن مخرج للأزمة بالاستعانة بدهاء الدجالين، ومهما اقتنع المسؤولون والمدربون بتخاريف عفا عنها الدهر، فإن الكرة لن تطاوع مدربين يحاولون تحقيق الانتصارات بتكتيك لاهوتي، لأنه ببساطة لا يفلح الساحر من حيث أتى.