بعد أيام قليلة على حالة الاضطراب التي عرفها مطار محمد الخامس إثر وفاة مواطن قادم من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء، بسبب التخوف من إصابته بوباء «إيبولا»، عرف المطار ذاته، يوم الجمعة الماضي، حالة استنفار ثانية بعد وفاة مواطنة مغربية، مباشرة بعد عودتها من الديار المقدسة بعد أدائها للعمرة، وأكد مصدر مسؤول داخل مطار محمد الخامس أن حالة الوفاة خلقت هلعا وسط العاملين بالمطار المذكور خوفا من إصابة السيدة بفيروس كورونا. وأوضح المصدر ذاته أن السيدة أصيبت بوعكة صحية بعد أن تجاوزت شرطة الحدود واتجهت لانتظار حقائبها، موضحا أن الإسعافات الأولية التي قدمت لها لم تنجح في إنقاذها، إذ فارقت الحياة على الفور، مضيفا أن حادث الوفاة خلق حالة من الاضطراب وسط العاملين في المطار مخافة أن تكون السيدة التي عادت لتوها من المملكة العربية السعودية مصابة بفيروس «كورونا». وفي السياق ذاته، رفعت وزارة الصحة حالة التأهب لمواجهة أي تهديدات محتملة لفيروس «كورونا» مخافة أن ينتقل إلى المملكة عبر المعتمرين المغاربة، من خلال حث المغاربة الذين عادوا من أداء مناسك العمرة على اللجوء إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي من أجل استشارة الطبيب في حالة شعورهم، خلال أسبوعين بعد عودتهم من السفر، بالاعتلال التنفسي الحاد الوخيم المصحوب بالحمى والسعال وصعوبة التنفس. كما وضعت وزارة الصحة رهن إشارة المعتمرين والحجاج رقما هاتفيا من أجل التوجيه والإرشاد بخصوص المرض. موضحة أنه لم تسجل لحد الآن بالمغرب أي حالة إصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مضيفة أن كل المصالح التابعة لها معبأة، وفي تأهب تام لمراقبة صحة المواطنات والمواطنين العائدين من الديار المقدسة بعد أداء عمرة رمضان. إلى ذلك، أكدت الوزارة أن سبب حالة الوفاة، التي حصلت يوم الجمعة الماضي بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، المتعلقة بسيدة مغربية تبلغ من العمر 76 سنة مباشرة بعد عودتها من أداء مناسك عمرة رمضان بالديار المقدسة، يعود بالأساس إلى وذمة رئوية حادة - Œdème Aigu Pulmonaire - فاجأتها وهي تسترجع حقائبها في المكان المخصص لذلك بالمطار. وأشارت الوزارة إلى أن الطاقم الطبي التابع للمصالح الصحية بمطار محمد الخامس حاول إنقاذ حياتها بكل وسائل التدخل الاستعجالية الضرورية، لكن حالتها الصحية تدهورت بسرعة وفارقت بعدها الحياة، مع العلم أنها كانت تعاني من مرض مزمن متفاقم. وأشارت الوزارة إلى أن عينات مخبرية أخذت للمتوفاة تم فحصها بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، وتبين من خلالها عدم إصابة الفقيدة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.